انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، أعمال الشبكة الإقليمية لتعزيز المصالحة والمسامحة في المنطقة العربية، والتي تأتي بمبادرة من مركز الحياة راصد الاردن ومعهد سلام للعدالة، القائم في واشنطن، وبمشاركة 11 دولة عربية شاركت عبر مجموعة المؤسسات الفاعلة في بناء السلام والمسامحة والمصالحة في المنطقة العربية، ومثل راصد لبنان مديرته التنفيذية المحامية رولا إيليا، وحضر ممثلون عن شبكة راصد العربية في كل من فلسطين والمغرب، وتضمن حفل الاعلان الرسمي إطلاق الشبكة، وعرضا للتحضيرات التي استمرت لما يقارب 8 أشهر، وما تخللها من اجتماعات ولقاءات وتحضير برامج، والتي أنتجت في النهاية ولادة الشبكة. يذكر أن حفل الإعلان جاء في ختام أعمال المؤتمر التنسيقي الذي عقد خلال الفترة 28-29 أيار في العاصمة الأردنية عمّان، حيث تم بناء تصوّر كامل لعمل الشبكة ومسار نشاطاتها خلال الفترة المقبلة.

وأكد مدير معهد سلام للعدالة الدكتور محمد ابو نمر خلال حفل الاطلاق، إن "هذه الشبكة جاءت بجهود فاعلين في المنطقة العربية، لاسيما من المناطق المتضرّرة من النزاعات والحروب الأهلية"، مشدداً على أن "هذا يعد مؤشرًا واضحًا على أن شعوبنا في المنطقة العربية قد أصبح لديها إيمان جازم بأهمية استقرار الأوضاع نسبة إلى ما شهدناه من عواقب وخيمة، نجمت عن هذه الحروب سواء لجهة العواقب الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية.

وأكد أبو النمر على أن "هذه الشبكة إذا ما مارست أعمالها بفعالية، ستساهم في تقديم الحلول للأزمات في المنطقة العربية المتضرّرة من النزاعات والحروب، الأمر الذي قد يساعد في البدء بالمساهمة ببناء مجتمعات أكثر تماسكًا، في المناطق المتضرّرة وإعادة هيكلة البنى المجتمعية والثقافية والاقتصادية والسياسية".

بدوره، قال مدير مركز الحياة - راصد، الدكتور عامر بني عامر، إنه "وبالتزامن مع إطلاق أعمال هذه الشبكة، فإن منطقتنا العربية أحوج ما تكون إلى مثل هذا النوع من الشبكات، لاسيما في المناطق التي شهدت نزاعات وحروب أهلية،مشيراً الى أن استمرار جهود مركز الحياة - راصد ومعهد سلام للعدالة والشركاء، في السعي من خلال هذه الشبكة إلى المساهمة في تقديم حلول فعلية وواقعية لحل العديد من النزاعات والحروب في منطقتنا العربية".

وأضاف بني عامر أن "هذه الشبكة ليست وليدة اليوم، إنما تم العمل عليها بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية، بالتعاون بين مركز الحياة - راصد ومعهد سلام للعدالة، ومجموعة من الشركاء في المنطقة، لاسيما التي عانت أو تضرّرت من الحروب والنزاعات خلال السنوات الماضية، وستسعى الشبكة إلى إيجاد دور مهم للمؤسسات الأهلية، وتعظيم المساهمة في الجهود الرسمية، والتكافل مع كافة الجهود، وذلك من خلال بناء قدرات المؤسسات الأهلية حتى تكون رائدة في مجالات المصالحة والبناء والتماسك المجتمعي".