زار كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان منطقة الجبل، استهلها بلقاء شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دارته في شانيه.

ولفت ميناسيان، إلى "أنني اود ان أشكركم على ضيافتكم لي في دياركم، هذه الدعوة اعتبرها سلسلة مشوار جنبا لجنب، في سبيل شهادة حب اخوي يعمل حقا بروح الوطنية الصادقة والتعايش سويا في خدمة الاله الواحد. في ديننا المسيحي نؤمن بروح والله الذي يلهمنا بالاعمال الصالحة ويذكرنا بالنعم التي نلبسها يوميا من الله الاب الذي يرانا ويعيش معنا متمنيا علينا بأن نكون أولاده الاطهار ومحبين لبعضهم البعص".

وأشار إلى أنّه "ما هي المحبة غير التضحية في سبيل اسعاد بعضنا البعض، اليوم انا اشعر بالسعادة بوجودي واخويتنا في دياركم، اشعر بالفرح لان المحبة المنشودة تفوح على وجوهنا اجمع، اشعر بالفرح لانني، وانا بينكم ذاكرتي تأخذني الى صفحات التاريخ، تاريخ الماضي الذي يتكرر اليوم بضيافتكم لنا".

وذكر أنّ "في الماضي البعيد الارمن وديرهم في كسروان كانوا على علاقة وطيدة واهل الجبل اذ اعتبر نفسي واخوتي نوابا ووزراء وشعبا واكليروسا تكملة لما كان من تعايش واخوة ولا يزال، وأؤمن بانه سيكمل المسيرة الى مستقبل افضل وانشط ووطن يحوي الجميع ويرعاهم، تحت سمائه بالتساوي".

ورد شيخ العقل بكلمة ترحيبية، كما أشار إلى "أننا في خضم الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولأن نعلي الصوت فانما لكي نحث المسؤولين على التوافق لانتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين وعلى إصلاح ما فسد وعلى ترميم علاقة لبنان مع الدول العربية ومع الخارج وعلى إنقاذ الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه جميع اللبنانيين".

وأوضح أنّ "دعوتنا تتلاقى مع دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مع دعوات أصحاب السماحة الذين يجب أن تكون كلمتهم محفزة للسياسيين، لذلك آن الأوان أن نختم هذا الجرح. دعوتنا لجميع المسؤولين أن يحكموا ضمائرهم وأن يعملوا بعقول منفتحة وبقلوب صافية لإنتاج هذا الحل الذي ننتظره والذي لم يعد من المصلحة أبدا أن يتأخر".

ثم انتقل البطريرك ميناسيان والوفد المرافق الى محمية ارز الشوف، حيث كان في استقباله في محمية غابة ارز الباروك وفد من المشايخ والاباء وفاعليات البلدة ومسؤولين من المحمية.

والقى رئيس بلدية الباروك- الفريديس ايلي نخلة كلمة ترحيبية، اكد فيها ان "زيارة البطريرك ميناسيان مكملة لزيارات من سبقه من البطاركة في بلدة القديسين الباروك الجامعة والموحدة لاجل الوطن".

بدوره، ألقى البطريرك ميناسيان كلمة قال فيها: "انا أكيد بأنكم تعملون على تسهيل حياة هذا المجتمع، انا أكيد من تضحياتكم الجمة التي تقدمونها لهذا الشعب المتألم وخاصة في هذه الايام الصعبة التي يمر بها لبنان الوطن العزيز، الوطن المجروح فعسى ان كنا من هؤلاء الذين يلحموا الجروح ويقووا العزائم على الشدائد لنسير كما كنا من ماض قريب. الماضي الذي كان يستضيف أهل الدار وزوارهم، تلك الايام السعيدة التي بسماحتكم ومن معكم تردونها لنا، لتبرز المحبة الاخوية التي كنا ولا نزال نكنها لكم وللوطن وطننا لبنان".

بعد ذلك زرع البطريرك ميناسيان شجرة ارز باسمه في المحمية الى جانب اشجار مزروعة لشيخ العقل والبطريرك الراحل نصر الله صفير والبطريرك الراعي، وشارك في معرض لوحات لاحد المصورين من خارج لبنان قام بتصوير الطيور في المحمية.

وزار البطريرك ميناسيان والوفد المرافق مؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية، وكان في استقباله رئيسها الشيخ نزيه رافع واداريون ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي عمر غنام.

وذكر ميناسيان أنّ "المحبة هي عربون الصداقة والتقارب والينبوع لحياة جديدة تنعش القلب وتعطينا آمالا بالمحبة والتسامح والتقارب والتعايش، وهذا ما نحتاجه اليوم في أيام آلامنا وصعوباتنا التي نمر بها، تمنياتي وشكري العميق لهذه الزيارة وان شاء الله كما ذكرنا ستعاد وتعاد، لنبرز للمجتمع هذه النفسية في التعايش والمحبة المتبادلة بين الاخوة".

وزار البطريرك ميناسيان والوفد المرافق مطرانية بيت الدين المارونية حيث كان في استقباله النائب العام الخورأسقف المونسنيور مارون كيوان ممثلا المطران مارون العمار وعدد من الآباء والفاعليات البلدية والاجتماعية من بيت الدين، فزار الكنيسة وجال في المطرانية.

واختتم جولته في كنيسة مار الياس للكاثوليك في دير القمر، حيث استقبله الارشمندريت نعمان قزحيا ممثلا المطران ايلي بشارة حداد ورئيس بلدية دير القمر السفير السابق ملحم مستو وعدد من المخاتير واعضاء المجلس البلدي والفاعليات.