أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن "إعادة الإعمار السريع لأوكرانيا سيكون في مصلحة أوروبا"، موضحة أن أهم ما يدور في أذهان الأوكرانيين وأصدقائهم هو الحاجة للفوز بالحرب، لكن تأخير الاستعدادات لما سيأتي بعد ذلك من شأنه أن يخاطر بفقدان السلام.

ورأت الصحيفة أن مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في لندن هذا الشهر سيكون فرصة لأصدقاء البلاد لدعم الخطط، وتتضمن الرؤية الأكثر طموحا تحويل أوكرانيا إلى عامل تمكين للتحول الأخضر في أوروبا، موضحة أنه يجب أن تكون الطاقة الخالية من الكربون هدفا رئيسيا للاستثمارات في إعادة إعمار البلاد، وفقا لما ذكره روستيسلاف شورما، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني المسؤول عن السياسة الاقتصادية.

وأوضحت أنه مع وقوف الاتحاد الأوروبي على أعتاب التحول الأخضر، تقدم أوكرانيا عددا من المزايا، أبرزها: التقارب الجغرافي والموارد الطبيعية المهمة لتوليد الطاقة المتجددة، والقطاع النووي الذي يمكن أن يخدم إنتاج الهيدروجين الأخضر. كما أن إرث علم المعادن القوي في ذلك البلد، جنبا إلى جنب مع العمالة الرخيصة نسبيا، يعني أنه يمكن أن يملأ فجوة العرض في التصنيع والمعالجة في هذا القطاع حيث يحاول الاتحاد الأوروبي التنويع بعيدا عن الصين.

ورأت أن رؤية أوكرانيا كمحور للانتقال الأخضر في أوروبا من شأنه أن يوفر التماسك المطلوب للالتزام الصادق بإعادة إعمار البلاد، لكن لا توجد حتى الآن إرادة سياسية قوية لحشد الدعم المالي الأكبر، الذي ستتطلبه إعادة الإعمار فوق مساعدات الميزانيات العادية.

ولفتت إلى الحاجة لنحو 400 مليار دولار لإعادة الإعمار وفق تقديرات يقودها البنك الدولي، وإلى أنه بدون الثقة في التمويل العام الكافي لن تأتي الاستثمارات الخاصة بالكميات المطلوبة.

وأضافت: "لذا، بقدر ما رأت الولايات المتحدة في مشروع مارشال أداة لتشكيل أوروبا في مرحلة ما بعد الحرب (العالمية الثانية) في صورتها (الحالية) وإنشاء أسواق جديدة لإنتاجها المزدهر، يجب على أوروبا اليوم أن ترى التعافي السريع لأوكرانيا على أنه ضروري لمصلحتها (أوروبا) الذاتية".