تحدثت صحيفة "فزغلياد" الروسية عن العقبات التي تضعها الولايات المتحدة وبريطانيا أمام روسيا في جنوب القوقاز، لافتة إلى أنه "في 1 حزيران، كان من المنتظر التوقيع على وثيقة تاريخية- اتفاقية للسلام بين أرمينيا وأذربيجان. وعلى الرغم من التنصل من هذه النية في نهاية المطاف، فلا شك في أن كلا البلدين أقرب من أي وقت مضى إلى تطبيع العلاقات".

وأوضحت أنه "بالنسبة إلى خصمي روسيا الجيوسياسيين الرئيسيين- الولايات المتحدة وبريطانيا- فإن الهدف الأساسي في منطقة القوقاز هو استكمال بناء قوس لردع روسيا. يبدأ هذا القوس بفنلندا، التي انضمت إلى الناتو، ويصل، من خلال دول البلطيق وبولندا وسلوفاكيا وأوكرانيا، إلى البحر الأسود".

وأشارت إلى أن "البرنامج الأقصى تضمّن فوز كمال كيليتشدارأوغلو في الانتخابات التركية، وانضمام تركيا إلى العقوبات ضد روسيا، وإدراج دول القوقاز الثلاث (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان) في حزام ردع روسيا. فمن شأن هذا الحاجز أن يعوق محاولات روسيا تسهيل روابط النقل مع إيران وزيادة قدرة ممر النقل شمال-جنوب. وفي الوقت نفسه، يصبح من الممكن إنشاء ممر آخر من تركيا إلى بلدان آسيا الوسطى (في بعضها للعملاء البريطانيين نفوذ جاد)".

ورأت أن "هزيمة المعارضة التركية سحبت البساط من تحت أقدام عنصرٍ أساسي في هذه الخطط. لكن يمكن أيضاً إنشاء حاجز بين روسيا وإيران من خلال إثارة الصراع بين إيران وأذربيجان"، مشيرة إلى أنه "خلال معظم الصراع الأرميني الأذربيجاني، دعمت إيران أرمينيا وأقامت علاقات اقتصادية وثيقة معها. وعززت أذربيجان بدورها التعاون العسكري التقني مع إسرائيل".

وفي حين لفتت إلى أن "الخطر يبقى من أن تحاول لندن وواشنطن تنظيم سلسلة من الاستفزازات لإشعال الصراع الأذربيجاني الإيراني"، موضحة أنه "في هذه الحالة، سيفصل خط المواجهة بين روسيا وإيران، على الأقل على الساحل الغربي لبحر قزوين"، مؤكدة أن "روسيا لا تحتاج إلى طوق على حدودها الجنوبية، ولا إلى صراع بين جمهوريات القوقاز أو بين أذربيجان وإيران، بل تحتاج إلى ممر بين الشمال والجنوب ومركز للغاز في تركيا"، مضيفة: "كل هذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا كان هناك سلام في جنوب القوقاز".