اعتبر مبعوث الولايات المتحدة الخاص للمناخ جون كيري أن "النمو السكاني العالمي ليس مستداما مع توقع بلوغ عدد البشر عشرة مليارات عام 2050، لكنه رفض رغم ذلك مطالبة مواطنيه بتقليل تناول شرائح اللحم المسببة للانبعاثات الملوثة".

واوضح جون كيري في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، "أنا شخصيا لا أعتقد أن ذلك مستدام، علينا معرفة كيفية التعامل مع قضية الاستدامة وعدد الأشخاص الذين يتعين علينا الاعتناء بهم على الكوكب".

وتابع "لقد زرت عددا من البلدان الإفريقية حيث يفخرون جدا بارتفاع معدلات المواليد لديهم، لكن الحقيقة هي أن هذا ليس مستداما اليوم، ناهيك عنه في المستقبل". وأضاف "لا أدعو إلى تقليل عدد السكان. أعتقد أن... علينا احترام الحياة لكن يمكننا القيام بذلك بشكل أفضل من نواح كثيرة".

واردف المسؤول الأميركي "أعتقد أن الأمر متروك للناس ليختاروا بأنفسهم... لكن ما أوصي به هو تغيير ممارساتنا في كيفية إطعام الماشية". وأضاف "هناك العديد من التقنيات الجديدة وممارسات الزراعة المتجددة اليوم: يمكن إنتاج جميع أنواع المواد الزراعية بأقل قدر من الأضرار للأرض واستهلاك أقل للموارد". وقال "لا أعتقد أنه يتعين طلب تضحيات في أسلوب الحياة من أجل تحقيق ما يجب تحقيقه". وتابع "يمكنا اتباع أسلوب حياة أفضل، وتناول طعام أفضل، وإطعام مزيد من الناس إذا توقفنا عن إهدار الكثير من الطعام. هناك الكثير من الخيارات المتاحة دون الحاجة إلى القول: سنجبركم على فعل شيء ما".

ومنذ تشرين الثاني، تجاوز عدد سكان الأرض رسميا 8 مليارات، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدده في عام 1950. وفيما تهدد احتياجات الغذاء والطاقة موارد الكوكب ومناخه، ينتظر أن يقترب العدد من عشرة مليارات نسمة (9,7 مليارات) في منتصف القرن، وفق توقعات الأمم المتحدة.

وارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 1,2 درجة مئوية منذ حقبة ما قبل الصناعة، ما يترك مجالًا ضئيلًا للغاية لتحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من الاحترار إلى 1,5 درجة مئوية.

ومجرد إطعام 8 مليارات شخص حاليا يولد أكثر من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن تغير المناخ: حوالى 40% بسبب تربية الماشية ونفايات الطعام، والباقي مرتبط بإنتاج الأرز واستخدام الأسمدة وتحويل الأراضي وإزالة الغابات.

ويعقّد تغير المناخ بدوره إنتاج الغذاء من خلال الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة.