أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، أن "لا قضاء بلا تفتيش قضائي مبادر وفاعل، ولا قضاء بلا تشكيلات او انتدابات او الحاقات قضائية مبنية على معايير موضوعية، وليس على محاصصات او ارتهانات او تدخلات، ولا قضاء بلا هيئة عامة لمحكمة التمييز، قادرة على تأمين استمرارية مهامها عبر اتخاذ القرارات الواجبة، وفق قواعد الاجتماع والنصاب المفترضين والمتوافرين".

ولفت في الذكرى الوطنية لشهداء القضاء المحددة في 8 حزيران من كل عام، إلى أنّ "دولة القانون والحق والعدالة تتلازم مع قضاء حر ومستقل وفاعل، فأين نحن منها، وكيف السبيل اليها! الجواب واضح وقاطع كاليقين،

ولفت إلى أنّه "لا قضاء بلا وصول الى الحقيقة والعدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت، كما لا قضاء بلا ملاحقة من يقتضي تجريمه في ملفات الفساد وهدر المال العام واستعادة الأموال، بمعزل عن اي استنسابية، لتطال الملاحقات جميع المرتكبين والفاعلين دون اي تمييز أو حماية، ولا قضاء ايضا بلا تأمين الواجب لقصور العدل، وبلا رواتب ومخصصات عادلة للقضاة ومساعديهم، فتتحقق العدالة لمن يفترض فيهم تحقيق العدالة".

ثم تحدث وزير العدل في حكومة الأعمال هنري خوري، فقال: "اربع وعشرون سنة مرت على صباح اسود انطبع سواده في وجداننا وفي ذاكرة القضاء، اربع وعشرون سنة مضت على اغتيال أربعة زملاء لنا قضوا برصاصات غدر على قوس العدالة بذنب وحيد أنهم يؤدون عملهم القضائي بكل جهد وأمانة".

ولفت إلى أنّه "إذا كان احياء الذكرى السنوية لاستشهاد الزملاء الأربعة هو اقل واجب علينا تجاههم، واذا كانت محاكمة المتهمين وصدورالقرار النهائي بحقهم عن المجلس العدلي هو جزء من حق عائلاتهم على القضاء، واذا كان تنفيذ هذا القرار وتوقيف المحكومين هو الحدث الأهم الذي ننتظره ونتمنى تحقيقه في القريب العاجل، فإن التبصر والاعتبار من هذه الجريمة هو اصغر درجات الوفاء منا لمسيرتهم".

من جانبه، ذكر نقيب المحامين ناضر كسبار أنّ "قضاة لبنان هم الأكثر علماً وشجاعة وصبراً، الاكثر علماً وهم الذين يتابعون الدورات العلمية في لبنان والخارج ويشاركون في المؤتمرات، الاكثر شجاعة لأن من يستطيع أن يحكم في ظل الظروف الصعبة حيث يستطيع أي كان أن يعتدي على أي كان، هو بطل. الاكثر صبراً لأنهم يعملون في ظل ظروف معيشية صعبة من جميع النواحي، ان لناحية الراتب أو لناحية عدم توفر الكهرباء والقرطاسية، وللمناسبة اليوم انتهت الأعمال والتجهيزات المتعلقة بالطاقة الشمسية في محكمة صيدا".

وتوجه كسبار إلى القضاة بالقول: "نكرم اليوم شهداءنا القضاة بالتعاضد في ما بينكم وبالتشديد على أن مجلس القضاء الأعلى هو الذي يمثل القضاة وهو الذي يتكلم باسمهم فقط ، نكرمهم بالعمل اليومي الدؤوب دون الالتفات إلى الظروف المعيشية الصعبة وتخطيها بقوة وشجاعة، نكرمهم باصدار الأحكام والقرارات واعطاء كل ذي حق حقه، ومعاقبة المرتكبين والمجرمين وإعادة الحقوق إلى اصحابها ومنها أموال المودعين وكشف حقيقة من ارتكب جريمة المرفأ".