أشار البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، خلال القداس الالهي في ختام رياضة الأساقفة وتبريك الميرون، الى انه " في ختام رياضتنا الروحيّة وقد انتزعنا من قلوبنا ونفوسنا بروح التوبة كلّ خطيئة شوّهت قدسيّة أسقفيّتنا، نسأل المسيح الكاهن الأسمى وأسقف نفوسنا أن يؤهّلنا لنسكب على قدميه عطور حياتنا الجديدة وأعمالنا الصالحة والتزامات رسالتنا الأسقفيّة".

وشكر الراعي "المرشد الأب الياس الجمهوريّ على التأمّلات الرفيعة التي قدّمها لنا مأخوذة من كنوز السعيد الذكر البابا بندكتوس السادس عشر الروحيّة واللاهوتيّة. ونتمنّى لعزيزنا الأب المرشد، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة فيض الخيور والنعم من الله، لكي يواصل حياته ورسالته الكهنوتيّة المعطاءة والمتفانية على صورة المسيح".

وتابع "أفرغت المرأة قارورة الطيب على رأس يسوع. فكان لمبادرتها موقف وتفسير، ووضعتنا تلك المرأة أمام تحدّيات يوميّة إذا سلّطنا على حياتنا وأعمالنا وطريقة عيشنا أضواء هذا الحدث الإنجيليّ. فلنتساءل لعلّي أفضّل راحتي على القيام بواجبي الأسقفيّ؟ لعلّي أتهرّب من مساعدة فقراء تاركًا هذه المساعدة لغيري؟ لعلّي أستضيع وقت صلاة الساعات والإحتفال بالقدّاس اليوميّ، هذا المصدر المغذّي حياتي الأسقفيّة، لأعمل شيئًا آخر هو تافه بالنسبة إليهما؟ أجل، تضعنا تلك المرأة أمام تحدٍّ يوميّ يهزّ ضميرنا الأسقفيّ".

واضاف "نحتفل اليوم بتبريك الميرون المقدّس بحضور جميع أساقفة سينودس كنيستنا للدلالة على الشركة الكنسيّة والروحيّة القائمة فيما بيننا بفعل الروح القدس الذي بمسحته الأولى بعد المعموديّة جعلنا هياكله؛ وبمسحته الثانية في الكهنوت أشركنا بكهنوت المسيح المثلّث الأبعاد: التعليم والتقديس والرعاية؛ وبمسحته الثالثة أقامنا الروح القدس أساقفة العهد الجديد، خلفاء للرسل، مقلّدين سلطان المسيح راعي الرعاة، ولقد نقلنا تبريك الميرون من يوم خميس الأسرار إلى إلتئام السينودس لكي نعبّر عن الشركة الروحيّة والكنسيّةالتي تجمع بين البطريرك، الأب والرأس، وأساقفة الكنيسة البطريركيّة. وهكذا يأخذ المطارنة من يد البطريرك الميرون إلى أبرشيّاتهم".

وختم الراعي "فلنصلِّ معًا لكي يملأنا الروح القدس من مواهبه السبع التي تسند فينا الفضائل الإلهيّة: الحكمة والمعرفة والفهم للإيمان، المشورة والقوّة للرجاء، التقوى ومخافة الله للمحبّة، فيما نسير على خطى المسيح الراعي الصالح".