كشفت صحيفة "الراي" الكويتية، بأنّ "مَن تواصلوا مع الوزير السابق جهاد أزعور، استخلصوا أن مشروعه لا يرتكز على الاصطفاف أو المواجهة، بل على الانفتاح والواقعية لمواجهة التحديات الجمّة، وأنه رجل أثبت من خلال كل مسيرته وأدائه في الأشهر الماضية أنه منفتح على الجميع ولا يضع لنفسه خطوطاً حمر لا في التواصل مع الآخَرين ولا في الحوار حول أي عنوان أو ملف".

ولفتت إلى أنّه سمع هؤلاء أكثر من مرة تأكيدًا من أزعور أنه في تجربته رجل منفتح، ومعتدل، وأن لبنان يحتاج في هذا الظرف إلى إنقاذ اقتصادي وإلى أن يستعيد الخارج ثقته به، وهذا يتطلب رجلاً يمكن أن يُقْنِع الداخل كما المجتمعيْن العربي والدولي بأن لديه مشروعاً ورؤية وقادر على أن ينجح بناء على تجربة".

ونقلت الصحيفة، أنّ مَن يستمع إلى أزعور يشعر بـ"الأهمية التي يعلّقها على إعادة العلاقات مع العالم العربي ولا سيما دول الخليج بعد ابتعادٍ عنها كان مُكْلِفاً على لبنان، وأنه يُراهِن على قدرته على معاودة بناء الثقة مع العمق العربي للبنان بناءً على علاقاته المميّزة مع دول المنطقة والتي يمكن أن تشكل طريقاً مختصرة لمساعدة لبنان والتي تتطلب أيضاً مساراً داخلياً مزدوجاً أولاً لإعادة ثقة المحيط به، وبالتوازي فهْم العالم والتحوّلات التي تشهدها المنطقة التي يتعيّن أن يكون الوطنُ الصغير على نبْضها، فيعالج القضايا التي تعنيه وفق المتغيّرات الكبرى وأبعادها المتعددة الاتجاه، ومن هذه القضايا ملف النزوح السوري.

وبحسب الصحيفة، استوقف مَن يستمعون إلى أزعور تشديداً على أنه ليس مرشحاً ضد الثنائي (حزب الله وحركة أمل) أو ضد أحد بل لهدف واحد هو الإنقاذ، مع تأكيد أنه لم يعلن يوماً أنه مرشح لضرب الميثاقية بل للتعاون، وأنه في منافسةٍ يتمنى أن تكون شريفة وفيها ربح وخسارة في النهاية، وأن لا مشكلة لديه في عدم الفوز كما أن لا حَرَج لديه في الربح، وأن أي فوز يجب ألا يُقرأ على أنه كسْر لمكّون سياسي أساسي في لبنان.

وعند سؤاله عن "النواب المتردّدين أو الرماديين، استنتج المستفسرون أن لبنان يمرّ في ظرفٍ استثنائي وبأزمة لم يسبق أن مرّ بها في تاريخه على الصعيد المالي والاقتصادي وتَراجُع الثقة به والخوف على المستقبل، وأن البلاد تخوض حرب استعادة الثقة والسيادة الاقتصادية والقدرة على النهوض، مع تحسُّرٍ على ما آليه إليه واقع لبنان الذي كان دولة رائدة في المنطقة وتمثّل حالة مميّزة في محيطها، والذي يتعيّن أن يستعيد مكانته ويعاود انفتاحه على الدول التي لطالما شكّلت حزام أمان له وأن يسترّد ثقة الخارج بأنه أهْل للمساعدة".

وسمع هؤلاء، بحسب الصحيفة، اقتناعاً راسخاً بأن أي رئيس لا يمكن أن ينجح إلا بتعاون الجميع، وأن ثمة احتراماً كبيراً يكنّه أزعور لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تربطه به علاقة تاريخية وشخصية وعائلية مميزة، ما يجعل التعاون معه والتنسيق على أعلى درجة أمراً بدهياً تُمْليه المسؤولية والاقتناعات، وأن هناك أيضاً كل الاحترام في التعاطي مع حزب الله، وتالياً لا مكان لمقارباتٍ تتحدث عن تحدٍّ وعزْل وإقصاء.

واستشعر مَن تواصلوا مع أزعور، إصرارًا على تأكيد أنه لن يكون رئيسًا لفريق بل لكل لبنان، وأنه لم يلتزم ببرامج أي فريق أو أجندته، بل بما يعتبره "خريطة طريق" يملكها لإخراج البلد من محنته، وأنه يركّز على أن تتم الانتخابات وفق الدستور، وكيفية طمأنة الآخَرين الذين يعتبرون أن هذه معركة وليس تنافُساً ديموقراطيًا.

وكشف الصحيفة، أنّه حين تم طرح الاحتمالات في ما خص مآل الجلسة المقبلة أما أزعور، من تطيير نصاب دورتها الثانية ونيْله في الأولى 65 صوتاً ما يجعله رئيساً مع وقف التنفيذ ولكن من دون أي صوت شيعي، سمع زواره أن النتائج تُعرف في وقتها بعيداً من أي تكهنات وتحليلات، وأن من المبكر الكلام قبل فتْح صندوقة الاقتراع وقراءة نتائجها، مع تذكير بأن نبيه بري في 2016 لم يَنتخب الرئيس السابق ميشال عون ولكنه عاد وهنّأه واعتبره رئيسًا.