احتفلت حبرية "عمل الله" في لبنان "OPUS DEI" بعيد مؤسسها القديس خوسيماريّا إسكريفا دي بالاغير، قبل ظهر اليوم في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت، بمشاركة آباء الحبرية في لبنان وأعضائها وعائلاتهم وأصدقائهم.

وترأس الصلاة الأب دومينيك الخوري حلو، الذي تحدث بعد الإنجيل عن القديس خوسيماريا وأعماله وروحانيته وعن حبرية "عمل الله" وروحانيتها في الحياة العامة، وأشار: "لأَنَّ جَمِيعَ الّذِينَ يُحيِيهِم رُوحُ اللهِ هُم أَبنَاءُ الله" (رُوم 8: 14). إِنَّ كَلِمَاتِ الرَّسُولِ بُولُس هَذِهِ، الَّتي تَرَدَّدَ صَداهَا لِلتَوّ في مَسامِعِ جَمَاعَتِنا الـمُشَارِكَة في هَذا الإِحتِفَال، تُسَاعِدُنا عَلَى فَهمِ رِسَالَةِ القِدِّيسِ خُوسِّيمَارِيَّا إِسكرِيفَا دِي بَالاغِير الهَادِفَة، بِنَوعٍ أَفضَل. وَقَد أَسلَمَ القِدِّيس خُوسِّيمَارِيَّا نَفسَهُ بِلُطفٍ لِتَوجِيهَاتِ الرُّوحِ القُدُس، مُقتَنِعاً أَنَّه هَكَذا فَقَط يُمكِنُهُ تَتمِيمَ إِرادَةِ اللهِ بِالكَامِل".

وأوضح أنّه "اعتَادَ القِدِّيس خُوسِّيمَارِيَّا أَن يُؤَكِّدُ: "أَنَّ حَيَاةَ الـمَسِيحِيِّ الـمُؤمِنِ العَادِيَّة، عِندَمَا يَعمَلُ أَو يَستَرِيح، عِندَمَا يُصَلِّي أَو عِندَمَا يَستَلقِي لِلنَّوم، في كُلِّ الحَالاتِ وَاللَّحَظَات، هِيَ حَيَاةٌ فِيهَا اللهُ حَاضِرٌ عَلَى الدَّوَام." إِنَّ هَذِهِ الرُؤيَةَ الخَارِقَة لِلوُجُودِ تَفتَحُ أُفُقاً غَيرَ عَادِي لِوُجُهَاتِ النَّظَرِ الخَلاصِيَّة، لأَنَّهُ، حَتَّى في سِّيَاقِ الأَحداثِ الأَرضِيَّةِ العَادِيَّة، الَّذِي قد يَبدُو رَتِيباً، يَقتَرِبُ اللهُ مِنَّا وَيُمكِنُنَا إِذذَاكَ الـمُشَارَكَة في تَصمِيمِهِ الخَلاصِيّ".

وشدد الأب دومينيك حلو عللا أنّ "الإِرتِقَاءَ بِالعَالَمِ إِلى اللهِ وَتَحوِيلِهِ مِنَ الدَّاخِل: هَذا هُوَ الـمِثَالُ الأَعلَى الَّذِي يُوَجِّهُنا إِلَيهِ الـمُؤَسِّسُ القِدِّيس، أَيُّهَا الإِخوَةُ وَالأَخَواتُ الأَحِبَّاء، الَّذِينَ نَبتَهِجُ مَعَكُمُ اليَومَ في مُنَاسَبَةِ عِيدِهِ. هَا هُوَ يَستَمِرُّ في تَذكِيرِنا بِالحَاجَةِ إِلى عَدَمِ الخَوفِ مِنَ الثَّقَافَةِ الـمَادِيَّة، الَّتِي تُهَدِّدُ بِزَوالِ هُوِيَّةِ أَتبَاعِ الـمَسِيحِ الأَكثَرَ أَصالَةً. فَلنُصغِي إِلَيهِ يُكَرِّرُ بِقُوَّةٍ أَنَّ الإِيمَانَ الـمَسِيحِيّ يُعَارِضُ الإِمتِثَالَ وَالجُمُودَ الدَّاخِلِي".

وأشار إلى أنّه "دَعُونا إِذاً، مِن خِلالِ اتِّبَاعِ آثَارِ خُطاه، دُونَ تَمييزٍ بِسَبَبِ العِرقِ أَو الطَبَقِيَّةِ الإِجتِمَاعِيَّة أَوِ الثَّقَافَة أَوِ العُمر، دَعُونَا نَنشُرُ في الـمُجتَمَعِ الوَعيَ بِأَنَّنَا جَمِيعاً مَدعُوُّونَ إِلى القَداسَةِ. دَعُونا نُجَاهِدُ لِنَكُونَ قِدِّيسِين في الـمَقَامِ الأَوَّل، وَنُنَمِّي أُسلُوباً إِنجِيلِيّاً مِنَ التَّوَاضُعِ وَالخِدمَة، وَالتَسلِيمِ الـمُطلَقِ إِلى العِنَايَةِ الإِلَهِيَّة وَالإِصغَاءِ الـمُستَمِرِّ إِلى صَوتِ الرُّوحِ".

ولفت الأب دومينيك حلو، إلى أنّه "لَنْ تَنقُصَ الصُّعُوبَاتُ وَلَن تَخلُو مَسِيرَةُ حَيَاةِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاوِلُونَ خِدمَةَ قَضِيَّةِ الإِنجِيلِ بِأَمانَة، مِن سُوءِ الفَهم. غَيرَ أَنَّ الرَبَّ يُطَهِّرُ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُوهُم لِاتِّباعِهِ، بِقُوَّةِ الصَلِيبِ السِرِيَّة. وَلَكِنَّنا نَجِدُ في الصَلِيبِ، كَمَا كَرَّرَ مُؤَسِّسُ "عمل الله "، أَلنُّورَ وَالفَرَحَ وَالسَلام".