دعا شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور ​سامي أبي المنى​ الى "التعاملِ بواقعيةٍ وحكمةٍ مع المستجدات والتطورات، لكي نستطيعَ الثباتَ في وجه العواصفِ والتحدّيات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، لأن المستقبل مجهولٌ بما يُخبِّئ لنا ولكم من تغيُّرات، ومواجهتُه تكونُ أسلمَ وأقوى وأكثرَ فعاليةً إذا ما كنَّا موحَّدين متماسكين".

وخلال اللقاء الاغترابي التكريمي الذي أقيم في دار الطائفة، بدعوة من لجنة شؤون الاغتراب في المجلس المذهبي، لفت إلى أنه "حقٌّ علينا وواجبٌ أن نساعدَ الآباءَ والأمهات في تنظيم معاملاتِهم وتسجيل أولادِهم في وطنِهم الأمّ، وفي صَون ممتلكاتِهم وحقوقِهم، من خلال عملٍ مؤسساتيٍّ متقدِّم، بالتنسيق والتعاون مع إخوانِنا معتمدي مشيخة العقل الأكارم الذين لا تُنسى تضحياتُهم، وقد صمد بعضُهم لعشرات السنين في هذه المهمة التطوُّعية، وهم أصحابُ الفضلِ والاندفاع".

وأضاف: "أمَّا حقنا على أهلِنا في بلاد الاغتراب فهو نابعٌ من محبَّتِنا وحرصِنا ومسؤوليّتِنا، هو حقُّ الولاء والوفاء والرجاء، حقُّ الاتِّصال وعدمِ الانفصال، وحقُّ الوقوفِ إلى جانب أهلِهم وطائفتِهم ووطنِهم في ظروف العيش الصعبة والتحدّياتِ المتتالية"، مشيرا ً إلى أن "هذا الحقُّ والواجبُ يقضيان بأن نكونَ جسماً واحداً، إذا اشتكى منه عُضوٌ تداعت له سائرُ الأعضاء بالسَّهر والحُمّى، وطَبَقاً واحداً أينما ضُربَ عليه، طرباً أو غضباً، تردَّد الصوتً في جميع أرجائه".

وتطرق إلى "بعض الأعمال التي نقوم بها وإخواننا في المجلس المذهبي، وبعضُ تلك الأفكارِ والتطلُّعات المستقبلية"، لافتاً إلى أنه "على صعيد المساعدات الاجتماعية والاستشفائية هناك المساعدات التي نقدِّمُها يوميَّا وهناك برنامج سند للتعاضد الاجتماعي – وتجربة مركز الرعاية الصحية الأولية – والتطلُّعُ لإقامة دورٍ للعناية بالمسنين، أما على صعيد المساعدات المدرسية والجامعية لا بدّ من التفكير بدعم برامج المنح التعليمية للمتفوقين والمحتاجين – وتوسيع إمكانيات تأمين السكن الجامعي للطالبات والطلاب".

وأشار إلى أنه "على صعيد الرعاية الاجتماعية نتطلّع إلى عملٍ مؤسساتيٍّ لتنظيم برامج صون الأُسرة والقيم – والاهتمام ببرامج الإعداد للزواج ومواكبتِه – ورعاية الأطفال المعرَّضين للإساءة والضَّياع نتيجةَ الطلاق أو سوء المعاملة – وحماية حقوق النساء المظلومات - ورعاية المساجين – ومكافحة الآفات المختلفة، أما على صعيد صيانة الأوقاف واستثمارها، لا بدّ من إنشاء مكتب دراسات وتخطيط – ووضع خطة استراتيجية للاستثمار وإقامة المشاريع المُنتجة – ومن المهمّ التفكير الجدّي بخلق مجموعة استثمارية اقتصادية قوية تعزِّز ثقةَ الشباب بطائفتِهم وجبلهم ووطنهم، وتؤمِّن الاكتفاءَ الذاتي، وتساهم في تحصين المصالحة والعيش الواحد".

ولفت إلى أنه "على صعيد التثقيف الديني والثقافة العامّة نتطلّع إلى تطوير الكلية الجامعية للدراسات التوحيدية – وتوسيع مساحة نشر مراكز الثقافة التوحيدية في المناطق – وتطوير المناهج والكتب التربوية الدينية – والتنسيق لتفعيل دَور النخب الثقافية لتأكيد الحضور الثقافي الراقي للموحِّدين، أما على صعيد الاغتراب فلا بدّ من العمل لدعم الجمعيات الاغترابية – وخلق ترابط وتنسيق بين هذه الجمعيات من جهة، وبينها وبين المجلس المذهبي من جهة أُخرى – وكذلك تعزيز دَور المعتمدين من قبل مشيخة العقل وتفعيله وربطه تنسيقياً مع الجمعيات".

وأشار إلى أنه "على صعيد الشباب لا بدَّ من السعي لإقامة مشاريعَ إسكانيةٍ لهم تساعدهم على تكوين العائلات – ولا بد من جمع الطاقات الشبابية والاستفادة منها في مشاريعَ زراعيةٍ وصناعية وخدماتية وتكنولوجية مفيدة – وخلق مساحات ممكنة للتفاعل والأنشطة، وعلى صعيد الإحصاء من المفيد تنظيم سجلات عامة بالعائلات الاغترابية – وخريطة توزُّع المغتربين على بلدان الاغتراب - وسجلات خاصة بالكفاءات والطاقات في طائفتِنا – وكذلك بالجمعيات والمؤسسات المحلية والاغترابية".