الجماهير والجموع تتوافد الى مغارة ماسابييل في لورد قرب جبال الألب في فرنسا. الكبار والصغار يمرون في المغارة، يلامسون الصخرة بأيديهم او يقبلونها، وبعضهم يحمل الزهور والبعض الآخر يحمل الشموع للصلوات. القداديس لا تتوقف بينما العربات التي تنقل المعاقين والمرضى والعجزة لا تتوقف أيضاً.

كم هو شبيه هذا المشهد الروحي الجميل بما يحدث في عنايا-ضريح القدّيس شربل او في جربتا في دير القديسة رفقا او في كفيفان في دير القديس نعمة الله والطوباوي الأخ اسطفان. الجميع ينتظر نعمة وحاجة نعمة الشفاء من المرض او صنع أعجوبة خارقة لقواعد العلم والطبيعة.

كل الإيمان يتجلى في هذه الجموع المتدفقة الآتية الى لورد او عنايا او سواهما من المزارات المقدسة المكرسة على اسم قديس او قديسة. في هذه الظروف يتجلى لجوء الإنسان الى شفاعة تعطيه حاجته وتحميه من المرض وعائلته واهله واحبابه من أيّ مصيبة او شدّة. الإنسان هنا يبان في جوهر وجوده المحتاج الى العناية والرحمة الإلهية لتحميه من كوارث الأيام والصعوبات، انه مؤمن في جوهر وجوده وكيانه بقدرة أقوى منه صرخ اليها أفلاطون بقوله: "يا علّة العلل ارحمني"، وهو المحتاج الى قدرة الهيّة غير موجودة بين البشرليستند اليها ويحتمي بها، ويلجأ اليها في مرضه وشدته وصعوبته وفشله وسقوطه وانهياره وضياع اتعابه.

في هذه المغارة الجبليّة في منطقة "لورد" الفرنسيّة" ظهرت السيدة الجميلة. Madamme elle est belleكانت تقول "برناديت سوبيرو" في 18 ظهوراً، وفي هذه الظهورات قالت السيدة العذراء عندما سألتها برناديت عن اسمها: انا الحبل بلا دنس Je suis l'immaculée conception، لم تفهم برناديت شيئاً من هذه الجملة، بل قالتها لكاهن الرعية الذي زجرها على ما قالته من الكلمات الغريبة وغير المألوفة، لكن الكنيسة اثبتت عقيدة الحبل بلا دنس، وانتشرت أخويات "الحبل بلا دنس" في العالم كله، وانا اصلي كل يوم مع المصلّين في لورد عبر شاشة تلفزيون kto المسبحة الورديّة، وأذكر جميع المرضى والأحبّاء الذين طلبوا مني الصلاة لأجلهم وأشارك جميع المصلين في لبنان والعالم لسيدة لورد السيدة العذراء التي حبل بها بلا دنس البريئة من الخطيئة الأصلية... فيا سيدة لورد تشفّعي فينا واشفِ امراضنا النفسية والجسدية.