يبدو أن قرارا دوليا قد اتخذ اوكل امر تنفيذه إلى "الماسونية العالمية" والمجموعات الممولة من جورج سورس في لبنان من تجمعات اعلامية من خارج الاطر النقابية ومواقع إلكترونية و"NGOS"، وذلك تحت عنوان التغيير، وفي الواقع فإن ما يرمي اليه هؤلاء رسالة حق يراد بها باطل.

وتنطلق خطة هؤلاء من مقولات أن لبنان يقوم على التعددية الطائفية والتنوع وهما سبب علته وعدم تقدمه، وأنّ مجتمعه المحافظ القائم على القيم الدينية والاجتماعية هو ما يعيق تطوّره وانطلاقه. ولذلك يجب تحطيم سلّم القيم هذه، واسقاط كل المحرمات ودكّ الحواجز من خلال تحليل المحرم وتسخيف المحلل وشيطنته، وكل ذلك تحت شعار حريّة الانسان غير المقيّدة بشريعة الا قناعته. وتجري ضغوط على لبنان لحمله على الاختيار بين النموذجين الكندي والفرنسي.

بالنسبة للأول موضوع اختيار الجنس وحرية التحول الجندري. اما بالنسبة للثاني تشريع الزواج المثلي بين الرجال بعضهم مع بعض، وبين النساء بعضهن مع بعض. ويبدو أن بعض النواب، خصوصا من يحمل منهم راية التغيير ما يسلّون به انفسهم فقاموا بمحاولة إلغاء القانون 534 الذي يعاقب من يمارس الجنس خلافا للطبيعة. وفسر المراقبون هذا الأمر بأنه مقدّمة لتشريع المثليّة الجنسيّة والتحول الجندري. ولكن ما أثار تساؤل هؤلاء كيف يتصدر نائب القوات اللبنانية جورج عقيص الحملة، فيكون اول الموقعين علما أن الحزب الذي ينتمي اليه هو في طليعة الاحزاب المسيحيّة المحافظة والمتمسّكة بالتقاليد. فهل انه كان -عندما وقع على إقتراح القانون- ينفذ أمرا حزبيا، او أن له ارتباطات " سوروسية"؟ خصوصا انه ينحدر من بيئة بقاعيّة محافظة لا تحتمل "ليبرالية" الأفكار التي يسعى إلى تحقيقها. لكن المعلومات تشير إلى أن عقيص لن يكمل بهذا الملف حتى النهاية. اما النائب مارك ضو فسقط في أول الطريق بعدما لفظته عائلته وطائفته، وان الحبل على الجرار بالنسبة لباقي النواب.

في اي حال تبيّن أن النواب التغييريين هم -او على الاقل معظمهم- مسيّرون بـ"الريموت كونترول" من "السوروسيين" و"الماسونيين" من أجل زعزعة سلم القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية في لبنان بزعم أن هذا الأمر يسقط الطائفية ويفتح الباب اما حال ديمقراطية حقيقية تكون هي الطريق إلى الحداثة. بما يعني أنه بدلا من أن "تكش البعوضة عن وجهك تطلق النار عليه فتتخلص منها ومن نفسك".

ويؤازر هؤلاء مواقع لبنانية "تتدرج" في تصعيدها للترويج لثقافة الانحراف بدعم من مجموعة اعلامية ملتبسة وبعض" العيون" القاصرة والقصيرة النظر لتحقيق المجتمع البديل. انه آخر الزمان. فحذار ايها اللبنانيون.