أكّد السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة ذكرى شفاء نهاد الشامي، في دير ما مارون- عنايا، "أنّني مسرور لوجودي في عنايا اليوم، رغم زياراتي العديدة وغير المعلَنة لهذا الدّير في السّابق، لكن هذه زيارتي الرّعويّة الأولى بصفتي سفيرًا بابويًّا".
وأشار إلى "أنّني أحمل تحيّة البابا فرنسيس وبركته، وهو يحفظ للبنان مكانةً خاصّةً في قلبه وفكره وصلاته"، لافتًا إلى "أنّني سعيد جدًّا لاحتفالي بالقدّاس الإلهي اليوم، الّذي هو لمؤمنين كثر ومنذ زمن، يوم صلاة في الأماكن الّتي عاش فيها القديس شربل، وحيث يرقد جسده المبارك".
وركّز بورجيا على أنّ "هذه الأرض المقدّسة الّتي عبرها الرّبّ فقدّسها، علامة لشعب ذو إيمان حقيقي وقوي، في وجه عواصف التّاريخ، وعي أرض معطّرة بعطر المسيح"، مشدّدًا على أنّ "النّور ينبعث من قبر المخلّص الحيّ القائم من الموت، المانح الحياة للموتى".
وأوضح أنّ "هذا سرّ الفداء، سرّ حبّ الله، الّذي من خلاله يسطع بهاء مجده. الله هو حبّ، وحبّه هو حبّ شخصي، لأنّه لكلّ واحد منّا، وهو أيضًا حبّ شامل وكامل، لأنّه مستعدّ لتقديم كلّ ما له ولتقديم حياته ولأن يذهب ذبيحةً من أجل الخطايا والعالم بأسره"، مبيّنًا أنّ "حبّ الله ليس خاضعًا سوى لشرط واحد، وهو قبوله من كلّ واحد منّا".
كما أفاد بـ"أنّنا إذا تساءلنا ماذا صنع شربل، ليصبح من أشهر قدّيسي العالم، يكون الجواب أنّه عاش حياته كإنسان وراهب في ملء الحبّ. لم يلتزم بمشاريع كبيرة، ولم يتقدّم للمناصب، وحياته كانت حياة صلاة وعمل وأمانة للحياة الرّهبانيّة والممارسة اليوميّة للفضائل؛ والرّبّ غمره برحمته". وأشار إلى أنّ "شربل لنا هو دليل ونور يدلّنا على طريق الحبّ، الّذي هو حبّ الله من كلّ القلب والفكر والقوّة وحبّ القريب كالنَّفْس".