رأى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي ان "التاريخ قوّة جارفة تسير لا ترحم لا تنظر إلى الوراء تخلّف في مجراها الصالح والطالح. التاريخ مثلُ الكون الذي يجري فيه: طاقة منطلقة تتفجّر وتتجدّد من يوم إلى يوم إلى اللانهاية، إلى الله. وقوّة الإنسان هي في أن يمسك الحاضر، اليوم الذي هو فيه، بحيث يرى كم من أشياء وأشياء ممّا نسمّيه عادات ومكتسبات ومؤسّسات ما عادت مثلما كانت في يوم أمس لأنّ الحيثيّاتِ لم تعد كحيثيّات الأمس ولا السلوكيّاتِ".
ولفت العبسي، خلال لقاء كاثوليكي موسع في دارة النائب ميشال ضاهر في الفرزل، الى أن "قوّتنا ليست في أن نحصل على المنصب الفلانيّ أو الوظيفة الفلانيّة أو المقعد الفلانيّ في الدولة أو في المجتمع وليست في أن نكون من هذا الجانب أو ذاك، بل نحن، بل حضورنا، بل قوّتنا في الدولة وفي المجتمع في ما نقدّمه لهما وفي ما نغنيهما به".
ولفت الى أن "هؤلاء الرومُ الملكيّون الكاثوليك، في العام القادم 2024 يكون قد مرّ على نشأتهم ثلاثمائة سنة. كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة نشأت في العام 1724 كفرع من الجَذع الأنطاكيّ الرسوليّ. وقد رغب سينودس كنيستنا في أن يكون العام 2024 مناسبة، فرصة، "خلوة واسعة" للتذكّر والتفكير في ما حذث منذ ثلاثمائة سنة وفي ما جرى في الثلاثمائة سنة المنصرمة".
واردف "غالبًا ما نخلط بين التعصّب والانتماء. نحن لا نتعصّب لكنيستنا ولا لشيء آخر بل ننتمي إلى كنيستنا. التعصّب يقصي الآخر، يرفض الآخر، لا يرى الآخر، لا يسمع الآخر، أمّا الانتماء فإنّه يقبل ويستقبل الآخر، يسمع ويحاور الآخر، يرى مكانًا له وللآخر، يضع يده بيد الآخر. التعصّب يقتل حتّى صاحبه أمّا الانتماء فيحيي ابتداء من صاحبه. نحن من الذين ينتمون إلى كنيستهم لا من الذين يتعصّبون لكنيستهم".
بدوره، رأى ضاهر، أن "انتخابُ رئيس الجمهوريّة هو مدخلٌ لأيّ حلّ. ولكنّنا، في الوقتِ عينِه، لا نريد أيَّ رئيس. هذه فرصة للنهوض يجب ألا نضيّعها، فلنُحسِن اختيارَ الشخص المناسب، المجرَّب، الوطني والجامع.ولتكن حكومةٌ تضمّ أصحابَ كفاءات وتملك خطّةً واضحة، وتعمل على تحسينِ علاقات لبنان الخارجيّة، وخصوصاً مع دولِ الخليج. لا نريدُ لبنان منصّةً لحروبِ الآخرين، وقد دفعنا ثمنَها طويلاً. وهو أصغرَ من أن يدخُلَ في لعبةِ المحاور، فيضيع بين أرجُلِ الدولِ الكبرى".