توالت التعازي من قبل شخصيات محليّة بعد وفاة مؤسس جريدة "السفير" اللبنانية الصحافي والكاتب طلال سلمان عن عمر يناهز الـ85 عامًا، حيث استذكرت الكلمات سيرته في الصحافة ومواقفه.
وأشار وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، إلى أنّ "في لقائنا الأخير، كان الحديث من القلب وعن ذكريات الصحافة. الكبير طلال سلمان العابر بقلمه للمناطق، ستبقى ذكراه خالدة، وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية. وداعا صوت الذين لا صوت لهم".
بدوره، نعى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس الصحافي طلال سلمان، فأشار إلى أنّ "طلال سلمان.. الإنطفاءة غصبا عن النور، والقلم متى انكسر، والعقل متى صمت، والأمل متى انحسر، والفم متى سكت، ادخل مخدعك، إرفع صلاتك، وقل يا رب إرحم".
وشدد على أنّه "بكثير من الصفن، أنعي الأستاذ طلال سلمان، العارفي الكبير، العميق التفكير، الكثير اللبنانية، الشديد الإنسانية، وحارس الحرية، الحريص على كرامة الكلمة".
وأشار رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى أنّه "نصف قرن من عطاءات في الصحافة والإعلام وصاحب فكر ورأي مؤثّر في لبنان والعالم العربي و"صوت الذين لا صوت لهم".. وداعًا طلال سلمان".
ونعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، طلال سلمان، مشيرًا إلى أنّه "اسم بحجم وطن تذابح أهله وتفرق عربه، وما زالت أصداء قلمه تاريخا لوطن تقاسمته النار، ووجعا لشعب مزقته الحرب الأهلية، ودعوة لانتشال لبنان من إعلام الفتنة وألغام المتاريس ولعبة العالم، واليوم طلال سلمان يطل على ساحة الحق الأبدي ليدلي بشهادته الثقيلة عن وطن ما زال مصلوبا فوق خشبة الإنقسام".
من جانبه، نعى عضو "كتلة اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور، طلال سلمان، وذكر أنّه "كانت السفير صحيفتنا وكان طلال سلمان باعث أفكارها. كنا نتنسم فيها إرث كمال جنبلاط ومسك فلسطين وحكايا الرفض والحرية والثورات من مشرق الأرض إلى مغربها. طلابًا، كنا ننهي نهاراتنا لندلف مساء إلى السفير، صحيفة الجامعة اللبنانية والحركة الطلابية والشغب الدائم، وسياسيين كان أبو أحمد يستدعينا إلى جلسة تحقيق في مكتبه العابق بدخان سيجارته وأفكاره وقفشاته".
ولفت إلى أنّه "يوم تباينت بنا سبل السياسة في لبنان كنا نشتري صحيفتنا من باب العادة والوفاء ونركنها جانبا لنختلس النظر بعتب وحب إلى مقالته "على الطريق"، لأننا كنا نعرف أن الجامع بيننا غالب وهل من جامع أعلى من فلسطين".
هذا، ونعي رئيس "تيار الكرامة"، وعضو "تكتل التوافق الوطني" النائب فيصل كرامي، طلال سلمان، حيث أشار إلى أنّه "لطلال سلمان لحظة الغياب حزنٌ هو حزن كل لبنان، على رجلٍ سيترك مكانه شاغراً الى الأبد في الوطن وفي الصحافة وفي فضاءات الذاكرة. لقد فقدنا الرائد والأستاذ والمناضل وأحد صنّاع وجه لبنان السياسي والثقافي على مدى اكثر من نصف قرن. وداعاً طلال سلمان".
ذكر النائب فؤاد مخزومي أنّ "برحيل الصحافي الكبير الأستاذ طلال سلمان تخسر الصحافة اللبنانية والعربية علما من أعلامها ووجها بارزا كان له باع طويل في عالم الصحافة المكتوبة"، خاتمًا بالقول: "الرحمة لروحه والصبر والسلوان لعائلته وذويه ومحبيه".
إلى ذلك، نعى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ناشر جريدة "السفير" طلال سلمان وقال: "ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور".
وتابع "لقد كان الراحل عن حق "سفير" لبنان الى العالم. لم يترك جهداً خلال مسيرته في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها"، مشيرًا إلى أنّه "كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها. كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان".
ونعى مجلس نقابة الصحافة اللبنانية، صاحب وناشر صحيفة "السفير" اللبنانية وعضو مجلس نقابة الصحافة السابق طلال سلمان.
ولفت إلى أنّه "خانه العمر ولم يخنه القلم والسير نحو الحق والحقيقة. ستون عاما ونيف، حر مدافع عن الحرية والتحرير. هو باختصار حتى آخر نبض من نبض حبره وقلبه نقول وداعا طلال سلمان.
وأشارت إلى "أننا ننعيه الى اللبنانيين والى العالم العربي ونتقدم من اسرته الصغيره آل سلمان وأسرته الكبيرة الصحافة اللبنانية والعربية ومن سائر الذين عملوا معه وتتلمذوا في مدرسته الإعلاميه "السفير"، ننعيه عضوا لسنوات في مجلس النقابة سائلين المولى العزيز القدير أن يتغمده بواسع برحمته ويلهمنا وذويه ومحبيه وسائر من عرفه عظيم الصبر والسلوان".
من جانبه، نعى السيد علي فضل الله، في بيان، ناشر جريدة "السفير" طلال سلمان، وقال: "برحيل الاستاذ طلال سلمان تطوى صفحة غنية من صفحات الاعلام الوطني المسؤول لبنانيا وعربيا، صفحة مشرقة استطاع من خلالها أن يطل ب" سفيره" على كل آلامنا وجراحاتنا ليستخلص منها الدروس والعبر وليصوّر انجازاتنا بأروع ريشة لنبني عليها مستقبلا مشرقا لوطننا وأمتنا ولاجيالنا القادمة".
وختم: "تعازينا الحارة للصحافة المسؤولة ولكل كاتب حر ومسؤول، وكل العزاء لأهله وإخوانه سائلين المولى ان يلهمهم الصبر والسلوان وله الرحمة والمغفرة".
إلى ذلك، نعى "حزب الله"، في بيان، "الصحافي الكبير وأحد أعمدة الصحافة اللبنانية الأستاذ طلال سلمان الذي إنتقل إلى رحمته تعالى بعد تاريخٍ طويل من الاسهامات المميزة والعريقة في عالم الصحافة والإعلام".
وتابع: "لقد وقف طلال سلمان إلى جانب القضايا العربية المحقة ودعم القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان بكل قوة، ونصرها بقلمه وفكره، وكانت جريدة السفير منبره الذي لا يهدأ".
كما ودّعه النّائب السّابق وليد جنبلاط، قائلًا: "وداعًا للعروبة التي ستعود، وداعًا لصوت الذين لا صوت لهم وسيبقى، وداعًا لفلسطين التي لن تهزم، وداعا لحلم لن يموت".
ولفتت عميدة كلية الإعلام في جامعة "الجنان"، آمنة المير، إلى أنّه "حمل الهم العربي واللبناني على كتفه، وكانت كلمته صوت الذين لا صوت لهم. طلال سلمان يطوي صفحة من تاريخ لبنان المعاصر والصحافة اللبنانية الرائدة. هو أستاذ الكلمات وصاحب الباع الطويل في قراءة الأحداث".
وأكّدت أنّ "كتاباته في صحيفة السفير شكّلت جزءا من ذاكرة اللبنانيين في الحرب اللبنانية وفي أيام العز. أغلق صفحات جريدته عندما تعب من الكلام، وها هو اليوم ينتقل إلى رحمة الله، محمّلا كل إعلامي حر مسؤولية متابعة المسيرة؛ علنا نحظى يوما بإعلام حر مستقل".
أمّا رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، فشدّد على أن "الخسارة مضاعفة برحيل الصديق طلال سلمان، فقد خسرنا علما من أعلام الصحافة في لبنان كان لا يساوم في ما يكتب، ولا يتنازل عما يؤمن به، وقد اختار أن يقف الى جانب الناس وقضاياهم، فاختار شعارا لصحيفته "صوت الذين لا صوت لهم".
وأوضح في بيان، "أنّنا خسرنا أيضا صديقا صدوقا، خصوصا بعد خروجنا من سدة الرئاسة، فكنا نتشارك الأفكار تماما كما نتشارك هموم هذا الوطن، الذي كان يتابع مساره بقلق لطالما عبر عنه بمرارة"، متوجّهًا بالتعزية من عائلة الراحل، كما من الجسم الإعلامي اللبناني، "وقد ترك فيه عزيزنا طلال بصمات لن تمحى، فهو كان داعما وناصحا للجيل الجديد، وصلبا في مواقفه، خصوصا في عدائه لإسرائيل، ووطنيا في مقاربته للشأن اللبناني الداخلي".
وأشار لحود إلى أنّ "لعل ما يعزينا في هذا الرحيل فقط، هو أن الفقيد سينجو من عذاب المشهد اللبناني الذي يزداد تأزما وطائفية وانهيارا، ونحن نعلم كم كان يتألم لما أصاب الوطن وناسه، وقد زاد، بعد إقفال "السفير" ثم رحيل مؤسسها، عدد الذين لا صوت لهم".
كما نعى رئيس "رابطة خريجي الاعلام"، خضر ماجد، "الاعلامي الكبير طلال سلمان، فارس الصحافة اللبنانية الذي ترجل تاركا مدرسة ونهجا خط به الاعلام اللبناني والعربي على طريق فلسطين والعروبة، ودفاعا عن المحرومين والمستضعفين، لتبقى السفير صوت الذين لا صوت لهم".
بدوره، رثاه النائب ملحم الحجيري، قائلًا: "مات طلال سلمان! يا له من خبر محزن ومفجع، فبغياب ناشر جريدة السفير نكون قد خسرنا قامة فكرية وثقافية ووطنية وقومية بامتياز، وشخصية تميزت بنبرتها الوطنية البالغة الصفاء، رجل كبير من زمن نضالي جميل وصحافي متميز وكاتب شجاع وصاحب قلم حر وموقف جريء، ومؤسس وناشر الجريدة التي عنونها "بصوت الذين لا صوت لهم"، "وجريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان" ملتزمة قضايا الناس وهمومهم وقضايا أمة العرب وقضية فلسطين، وقد حول جريدته إلى مكان تصاغ فيه البرامج الوطنية والإصلاحية ومشاريع بناء وطن، وإلى غرفة عمليات زمن الحصار الغدار".
وذكر أنّ "منذ بداية مسيرته المهنية والوطنية، حدد خياراته بشكل واضح، مع القومية العربية ورمزها جمال عبد الناصر، مع الوطن ضد نظام الامتيازات الجائر، مع الناس والفئات الشعبية والمستضعفين، مع الحريات العامة والديمقراطية وضد القمع والاستبداد، مع فلسطين وثورتهاـ مع صحافة حرة ملتزمة لا صحافة صفراء أو متلونة".
وركّز الحجيري على أنّه "لم تقوَ عليه سلطات القمع والاستبداد، ولم تكن رصاصات الغدر في محاولة لاغتياله جرت عام 1983 كافية لإسكات صوته الحر، وارادته الحرة التي بقيت أقوى من جراح ظل يعاني من اثارها حتى رحيله، ولم تكسر او تهزم صواريخ موجه إلى مبنى السفير، ولا تفجير مطبعتها ولاحقا محاولات اقفالها. لم يهادن طلال سلمان ولم تفتر عزيمته، وبقيت سفيره معبرة عن ارادة الناس وحقهم في مقاومة الجور والاحتلال وفي الحرية والعدالة والديمقراطية، ولم تثنه عن مواجهة المستبدين وطغاة الحكام وأنظمة القمع وأجهزتها".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، أنّ "لبنان والوطن العربي خسرا بوفاة طلال سلمان قامة من القامات الكبيرة في الصحافة الطليعية والمناضلة، ورائدا من رواد التحديث والتقدم الإعلامي العربي".
ونوّه إلى أنّ "سلمان كان نموذجا فريدا ومحترما في الصحافة اللبنانية والعربية، انطلق في مسيرته من الصفوف الأولى محررا وكاتبا ثم مديرا للتحرير ومبدعا، الى ان أسس جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان، متقدما وبسرعة مع صحيفته الى الصفوف الاولى، جاعلا من السفير جريدة لا يمكن الاستغناء عنها او تفويت عدد من اعدادها؛ في بلد الصحف الأولى في الوطن العربي وصوت الذين لا صوت لهم".
وأضاف السنيورة: "كان المواطن في عز الازمات ينتظر جريدة السفير، كما ينتظر ربطة الخبز، فكانت صحيفة رائدة في الاخبار والتحليل والموقف، وهي سر نجاح طلال سلمان الذي غادرنا وكان مدرسة في الاقدام والشجاعة، وفي مقدمة من حمل الراية العربية التقدمية والمتنورة الرائدة".
ونعاه النّائب السابق إميل رحمة، بالقول: "طلال سلمان: كل الذين كنت صوتهم... يبكوك في يوم رحيلك... طلال سلمان فارس المواقف، وحارس الثوابت، وابن شمسطار، وداعا".
كما نعاه الأمين العام لحزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، قائلًا: "بعد أن غاب سفير الصحافة، انطفأت شمعة طلال سلمان. وداعًا…".
من جهته، لفت رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان، إلى أنّه "يرحل عنا اليوم سفير الفكر والقلم والإتزان الصحفي طلال سلمان. المفكر والكاتب والباحث ونظيف الكف، الذي قضى عمره في مهنة أراد منها منبرا لقلمه الحر، دفاعا عن القضايا الوطنية والمحقة بموضوعية ورقي وأدب. خسرك لبنان والعالم وخسرناك جميعا".
واعتبر رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، أنّ "بوفاة طلال سلمان، يغيب وجه مناضل عصامي ساهم في إغناء وتقدم عالم الصحافة والإعلام بمجالاته المتنوعة، وابرزها ما حققه من انجاز كبير في انشاء مؤسسة "السفير"، التي نجحت على مدى سنوات طويلة في احتضان شخصيات وكفاءات صحافية، وفي مواكبة الأحداث اللبنانية والعربية في خدمة المواطن اللبناني في تطلعاته وهمومه الحياتية والسياسية والوطنية".
في حين نعته نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، بالقول: "عميد الصحافيين ناشر جريدة السفير الصحافي الكبير الاستاذ طلال سلمان، الذي نجح طيلة عقود خلت ان يكون صوتا للذين لا صوت لهم، لا سيما الذين اصابتهم تداعيات نكبة فلسطين وما ترتب عنها من فتن وحروب ومأس، وصوتا للمقاومة وقضايا الناس، فكان بحق انموذجا في الكتابة الحرة الهادفة ومدرسة تخرج منها جمع كبير من رجال السياسة والاعلام".
بدوره، أكّد رئيس الوزراء السابق حسان دياب، أنّ "لبنان والعالم العربي والصحافة خسروا قلما جريئا صافيا في توجهاته، صادقا في كلمته ونقيا في قناعاته. فالراحل الكبير طلال سلمان كان علما في عالم الصحافة والكلمة الحرة التي حاول أعداؤها اغتياله مرات عديدة، بالتفجير أو بالرصاص أو بالقمع أو بالتضييق".
وذكر أنّ "سلمان كان عروبيا في فكره ونهجه وإيمانه، ولبنانيا في انتمائه الوطني. ولئن كانت "السفير" منبرا وطنيا وقوميا، وصوتا يعبّر عن تطلعات الناس وهمومهم وقضاياهم، فإن طلال سلمان كان رمزا يمثّل ذلك الصوت المدوي دفاعا عن الحق والحرية والعدالة الاجتماعية".
بدورها، نعت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي، "بأسى عميق وحزن كبير، أحد أعمدة الصحافة اللبنانية الأستاذ طلال سلمان، الذي ترك بصمة عربية ووطنية وقومية جريئة في عالم الصحافة والاعلام".
وأوضحت أنّ "سلمان كان حاضرا بقوة الى جانب القضايا الانسانية المحقة، فجعل من جريدة السفير التي شكلت منبره "صوت الذين لا صوت لهم"، مدافعا بقلمه وفكره عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان. وبرحيله، يفقد الاعلام اللبناني والعربي قامة اعلامية كبيرة، لطالما تميزت بموضوعيتها ورقيها وأدبها".
أمّا الوزير الأسبق محمد المشنوق، فأشار إلى أنّ "طلال سلمان كوكب صحافي كبير غادرنا، ومعه نجوم انجازاته في إطار الاعلام المناضل وسنوات المجابهة بالكلمة والحقائق والالتزام بقضايانا الوطنية والقومية والانسانية".
وأفاد بـ"انّني رافقتك لبضع سنوات مديرا عاما لصحيفة السفير. وكنت شاهدا على ولادة المؤسسات التي تتكامل فيها السفير في مهمتها الاعلامية. كنت حريصا على ان تكون السفير دائما صوت الذين لا صوت لهم، فوصل الصوت الى اصغر قرية في لبنان والى أبعد إنسان في العالم العربي. وظل حنظلة يحرك الناس في كل القضايا".
ولفت إلى "أنّني أعرف كم كان حزنك كبيرا وانت توقف اصدار السفير، وتذكرت اول عدد يوم صدرت وفي صفحتها الاولى افتتاحية لوالدي عبد الله المشنوق. لك مني ومن الذين عاشوا السفير، كل التقدير في هذه التجربة التي وان توقفت، فإنها تظل في قلوب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
كما نعاه عضو تكتل "الجمهورية القوية" النّائب ملحم الرياشي، قائلًا: "الرجل المختلف الذي يؤمن بحق الاختلاف، يقول من دون تصنع، ويكتب من دون مواربة. نلتقي معا على مواجهة يومية لا تنتهي ولن تنتهي: حرب بحراب الكلمات وخرابها، على كل ادوات الموت… الذي يأتي! ذهب سفير الكلمة الانيقة، وداعا طلال سلمان".
ونعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى، في بيانٍ صدر عنه، "فقيد الوطن والامّة والإنسانية، وفقيد الإعلام الرصين الحرّ اللبنانيّ الأبيّ العروبي الاستاذ طلال سلمان".
وقال: "طلال سلمان هو فقيد الوطن والامّة والإنسانية، وفقيد الإعلام الرصين الحرّ اللبنانيّ الأبيّ العروبي"، مشيرًا إلى أنّه "كان بالفعل لا بالقول "صوت الذين لا صوت لهم" وكان ايضاً عنوان الثبات على الحقّ حتى آخر عددٍ من "السفير"، وبعده حتى آخر رمقٍ من العمر".
وتابع: "كان منارة الصحافة العربية التي لم يسطع منها إلاّ صدق الانتماء إلى الحقيقة، حقيقة الأمة والقضية والناس، العميق في رؤيته وتحليله، الملهم في فكره والنيّر في حبر قلمه".
وختم المرتضى مخاطباً الفقيد: "من شمسطار انطلقت ورحت تحلّق وظللت تتألق وترتفع حتى لامست الشمس وها انت الى بلدتك تعود لتغفو في ترابها نجمًا لا يعتريه أفول....رحمك الله ابا احمد والهم عائلتك ومحبيك الصبر والرجاء".
من جهته، نعى النائب عبد الرحمن البزري طلال سلمان واصفاً اياه بـ"الكتاب القومي في تاريخ العروبة وزمن التيه الوطني والقومي"، وقال: "في زخم تلاطم الأحداث والأزمات يأتينا خبر وفاته وكأنه قد رحل متخففاً من أوجاع الذات ومن أثقال هموم الوطن. عاش طلال سلمان في نبض الوطن وفي ضوء عينيه وسيبقى هناك. كان عاصف الحضور والأثر على مساحة العقود المديدة من عمر الصحافة الوطنية والقومية والخبر الصادق والجريء فوق الورق الحُر".
هذا، ورثى نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض طلال سلمان، حيث قال: "وداعا أيها الكبير، يرحل الكبير طلال سلمان في زمن الظلمة والعتمة. في زمن الانهيار والانكسارات، كأنه استشرف لحظة السقوط فقرر أن يرحل بصمت يوم أقفل "السفير" ومضى. رجل بحجم جميع المراحل التي عصفت بلبنان، قامة عروبية من أزمنة النضال والكرامة والعنفوان، كبير من طينة الكبار، من بناة أعمدة الصحافة والثقافة والنضال، لا يمكن حصره في مجال دون آخر. دائما في الطليعة، يستلذ المنافسة الشريفة. في زمن "النهار" وليبراليتها المعهودة، استطاع طلال سلمان أن يبني لهذا الوطن مدماكا عروبيا أصيلا متحررا من الاستزلام الطائفي والحزبي والمناطقي، ومن زواريب الخضوع للطبقية اللبنانية المقيتة، والإقطاع العفن، فجمع في منبر السفير هامات كبرى حفرت في ذاكرتنا مقالات ومواقف وتحليلات لا تمحى، أرخت وبنت مجدا من أمجاد هذا الوطن".
وأضاف: "لا أنسى ولا ينسى المعلمون يوم كانت "السفير" تواكب باهتمام كبير تحركاتنا في نقابة المعلمين وهيئة التنسيق النقابية دفاعا عن لقمة العيش. كانت الصحيفة، بتوجيهات مباشرة من طلال سلمان، المنبر الذي يسهم في دفع تحركاتنا نحو المدى الشعبي الكبير. من خلاله ومن خلال "النهار" وغيرها من كبريات الصحف، وصل الصوت مدويا وحققنا ما كان صعب المنال".
وشدد على "أننا سنفتقده، وستفتقد الأجيال القادمة هذا الكبير، الذي كان بكل صدق "صوت الذين لا صوت لهم"، وسأفتقده شخصيا مواكبا في "السفير" لتحركات النضال ورفع الصوت، دفاعا عنا، نحن الفئات المظلومة والمهمشة في هذا الوطن. وداعا أيها الكبير".
وخلال تشييع طلال سلمان في بلدة شمطار، أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب الذي أمّ المصلين على جثمان سلمان، إلى أنّه "ما أكبر خسارتنا بك، ولكن القضايا التي اعطيتها كلك وناضلت من اجلها بمسؤولية لن تهزم ولن تموت، ففلسطين التي جعلتها قضيتك ستعود قضية الأمة، والمقاومة التي أسسها إمام المقاومة السيد موسى الصدر وناصرتها بفكرك وقلمك ستنتصر رغم تآمر المتآمرين وتخاذل المتخاذلين وتضليل المضللين في هذا الزمن الرديء، عرضك للاغتيال، لاغتيال القضايا التي سخرت لها فكرك وقلبك مدافعا عنها ومنتصرا لها".
وأكّد أن "الوطن سيبقى أكبر من كل تجار الهيكل، سيعود وطنا نهائيا لكل بنيه، بلد المواطنة، لا تجار الطائفية الذين أرادوه قزما على قدرهم، وتمرة أرادوا أكلها جشعا بلا جوع، هذا ماء آجن ، ولقمة يغص بها آكلها".
وأضاف: "سيكبر يا أبا أحمد وعي اللبنانيين صغارا وكبارا، ليكونوا مستحقين أن يكون لبنان وطنا لهم يخلعون عن رقابهم نير عبودية العبيد، ويتحررون من زنازين الطائفية، ليكون رسالة الإسلام والمسيحية ومنبرها الحضاري إلى العالم".