اشار متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خلال عظة الأحد، الى اننا " نسأل من ملأوا خزائنهم من أموال الشعب ألا يخافون من ربهم؟ ألا يخافون من عاقبة ما جنت أيديهم؟ أليس عليهم أن يتوبوا وأن يتنحوا تاركين المجال لمن يستطيع عملا أفضل؟ لبنان غني بالطاقات البشرية التي، للأسف، لا تجد فرصة لخدمة وطنها. فهل يكون بلدنا بحاجة إلى يد أجنبية لإنقاذه؟ ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور، يكون قائدا وقدوة؟ وهل يحتمل البلد الإستمرار في الحالة الحاضرة طويلا؟ وهل اعتاد الجميع على عدم وجود رئيس؟ أسئلة أطرحها على من بيدهم القرار علهم يصغون، وعلهم يدركون أن انتخاب رئيس هو الخطوة الأولى الضرورية في مسيرة إنقاذ البلد وتسيير إداراته".
وتابع :"يكررون الحديث عن الحوار. الحوار أمر محمود ومبارك، لكن في ما خص انتخاب الرئيس هل يتوافق الحوار مع بنود الدستور؟ هل نص الدستور على حوار يسبق انتخاب الرئيس، أم أن على مجلس النواب أن يلتئم في دورات متتالية لانتخاب رئيس، كما قلنا وكررنا منذ بداية شغور كرسي الرئاسة؟ نحن في بلد ديموقراطي لكنه لم يصل بعد إلى الممارسة الديمقراطية الصحيحة، ولم يع المسؤولون فيه أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، من احترام الدستور وتطبيقه. في ظل السواد المخيم على بلدنا بدأت أعمال التنقيب عن الغاز في بحرنا. أملنا أن يشكل هذا الأمر بصيص أمل، وأن ينعم الله على لبنان بثروة تديرها أيد أمينة تحسن استثمارها، فتكون خميرة صالحة لأجيال الغد، ولا تمسها أيد ملوثة أساءت استخدام السلطة وإدارة البلد، واستنزفت طاقاته لغايات شخصية".
أضاف: "قال المسيح إن الخلاص متاح للجميع، لأن ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله. فلا تضعوا ثقتكم في أمور فانية. الحياة الحقيقية ليست مالا قد ينفد في أية لحظة، ولا طعاما يفسد سريعا، ولا حفلا يمنح سعادة مؤقتة، ولا زعيما يتخلى عن أتباعه في طرفة عين من أجل مصالحه الخاصة. الحياة الحقيقية هي مع المسيح، وفي المسيح، فهلموا «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز 34: 8)".
وختم: "دعوتنا اليوم أن نتبع المسيح، ونحفظ وصاياه، والأهم أن نعمل بها، حتى تكون لنا الحياة الأبدية".