في الأسبوع الحالي، من المفترض أن يكون المبعوث الرئاسي الفرنسي ​جان إيف لودريان​ قد تلقى، عبر سفارة بلاده في بيروت، أجوبة الكتل والشخصيات النيابية، على الأسئلة التي كان قد وجّهها إليها، على أن يقرر بعد ذلك مصير الطرح، الذي من المفترض أن يعود به إلى ​لبنان​ في منتصف الشهر المقبل.

في الوقت الراهن، يبدو أن مهمة لودريان ستكون أمام تحدٍّ كبير يهدّد مصيرها، على إعتبار أن بعض الكتل والشخصيات المعارضة حسمت موقفها مسبقاً، بعد الردّ على أسئلته، إلى جانب إعلانها رفض الحوار مع "​حزب الله​" وحلفائه، ما يعني أن الملف الرئاسي سيكون أمام المزيد من العراقيل لا الحلول.

في هذا الإطار، تطرح مصادر سياسية مطلعة، عبر "النشرة"، الكثير من الأسئلة حول الخطوات التي من الممكن أن يقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي لدى عودته إلى لبنان، نظراً إلى أن التصور الذي كان لديه لا يمكن السير به، وبالتالي قد يكون العمل على إدخال تعديلات عليه، كي لا تواجه باريس مصير مبادراتها الماضية، التي كانت قد انطلقت بعد إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب من العام 2020.

حتى ذلك الوقت، توضح المصادر نفسها أن جميع المؤشرات تصب في سياق أن جميع مسارات الحل، في المرحلة الراهنة، مقفلة، سواء كانت داخلية أم خارجية، لا سيما أن الأجواء القائمة على مستوى المنطقة لا تبدو مشجعة، بينما التوازنات الداخلية لا تعطي أي فريق القدرة على إنتخاب مرشحه دون إتفاقات مع باقي الأفرقاء، لكنها تشدد على أن الأمور لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه طويلاً، خصوصاً مع تزايد المؤشرات الضاغطة.

بناء على ما تقدم، يمكن الحديث عن حالة المراوحة، تتباين وجهات النظر في تقدير المدى الذي من الممكن أن تصل إليه، حيث هناك من يتحدث عن حلّ قبل نهاية العام الحالي، بينما في المقابل هناك من يعتبر أنّ الأمور قد تتأخر أكثر، بحال لم تحصل تطورات كبرى على الساحة الإقليمية.

على هذا الصعيد، تتحدث المصادر السياسية المطلعة عن 3 سيناريوهات أساسية: الأول هو إستمرار الوضع على ما هو عليه اليوم، لناحية المراوحة القائمة من دون أي أفق، أما الثاني فهو ذهاب القوى الدولية المعنية بالملف اللبناني، تحديداً أعضاء اللجنة الخماسية، إلى ممارسة الضغوط على الأفرقاء المحليين، بينما الثالث هو النجاح في الوصول إلى تسوية في وقت قريب.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، في جميع هذه السيناريوهات ينبغي الأخذ بعين الإعتبار لعاملين: الأول هو أن أي حل يجب أن يجمع الواقعين الداخلي والدولي، أي أن لا تسوية لا تحظى بغطاء خارجي، كالحديث، على سبيل المثال، عن إمكانية الوصول إلى تفاهم بين "​التيار الوطني الحر​" و"حزب الله"، أما الثاني فهو أن كسر حالة المراوحة لا يمكن أن يتم من دون تطور بارز، قد يكون من خلال الضغوط الخارجية أو عبر حصول تطور ما على المستوى المحلي.

في المحصلة، لدى هذه المصادر قناعة بأن الأمور قد تتجه إلى حلول غير متوقعة، في حال توفّرت الظروف لذلك، حيث تلفت إلى أنّ الوقائع الحاليّة لا ترجّح الذهاب إلى تسوية شاملة، بسبب التعقيدات والحاجة إلى حلّ في وقت قريب، ما قد يعيد إلى الواجهة، في الشهرين المقبلين، معادلة رئيس "تقطيع المرحلة"، التي تكرس نظريّة أنّ الملف اللبناني ليس أولوية، لكن في المقابل ليس المطلوب تفجير الأوضاع بشكل كامل.