لفت رئيس "التيار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء البترون في "التيار"، إلى أنّ "البترون حلم، ومشروع لا يتوقّف، وبالكاد قمنا بنصف العمل في المدينة. في هذه المدينة لا يجب أن يبقى منزل غير مرمّم، ولا طريق غير مرصوفة، وسننهي مشاريع القضاء الّتي أوقفها النّكد السّياسي و17 تشرين الأوّل 2019".

وأوضح أنّ "هناك سببًا واحدًا لعدم انتهاء سد المسيلحة، وجواب واحد للسائل: السد توقّف بسبب 17 تشرين، لأنّ المتعهّد لا يعمل على أساس الليرة اللبنانية، و"خبريّة المياه عم تفضى" طبيعيّة وعاديّة ومحسوبة بكلّ سدّ مشابه ولا شيء غريبًا فيها. إذا كانت هناك أموال تُعالج المسألة، وإذا لا توجد أموال سيتم إنشاء محطّة تكرير وضخّ وخزّانات. المشروع ببساطة لم ينتهِ، وإذا لا توجد أموال سيبقى متوقّفًا!". وبيّن أنّ "الأمر نفسه ينطبق على سد بلعة، المتوقّف بسبب 17 تشرين والتّمويل، مع زيادة نكد".

وذكر باسيل أنّ "الأمر نفسه بالنّسبة إلى طريق القديسين، طريق تنورين التحتا- تنورين الفوقا، طريق تنورين الفوقا- اللقلوق، ومحطّة الصرف الصحي في بساتين العصي. حتّى هذه المشاريع مع سد بلعا كان يُفترض أن تنتهي قبل 17 تشرين لولا النّكد السّياسي... تأخّروا لأنّ الرّفضيّين قطعوا الطّرقات لأشهر واستعانوا بصور العذراء ومار شربل ليوقفوا الأشغال، "بس الله يسامح يلّي سكتوا وتفرّجوا عليهم بوقتها".

وعدّد أنّ "الطّرقات الّتي أنهيناها في فصل الصّيف، هي كور- زان- كفرحتنا- آسيا، طريق كفرحلدا- كفور العربي، طريق كفرحلدا- بيت شلالا، وطريق تنورين الفوقا- حدث الجبة، وهي انتهت لأنّ تمويلها بالدولار من البنك الدولي ومحجوز منذ وقت سابق"، متسائلًا: "من أين سنأتي بالأموال الآن؟". وركّز على أنّ "رغم صعوبة الأحوال، أقول لكم أنّه ما دام فيّ عرق ينبض، سننهي كلّ السّدود والطّرقات ومحطّات الكهرباء والغاز والصّرف الصحّي وكلّ مشروع توقّف، وبالإضافة إلى ذلك سنقيم طريقًا للدّرّاجات على السّاحل وطواحين ودرب المسيلحة ومسرح قلعة المسيلحة ومزارات وادي المدفون، وقلعة الحصن وغيرها... نحن لا ننوقّف ولا نتعب ولا نيأس و"ما بيموت لنا ميّت". مشاريعنا يمكن أن تتوقّف لكنّنا لا ندعها تموت، ومن يبقى حيّ سياسيًّا يذكّر الثّاني".

كما أشار إلى أنّ "البترون نموذج لنفتح كلّ مناطق لبنان على بعضها البعض، ومن يشتهي أن تكون منطقته مثل البترون فليفتحها على الإنماء، ويفتح البلد على اللّامركزيّة الموسّعة. البترون نموذج لنعمّمه على كلّ المناطق من خلال مشروعنا المطروح: اللّامركزيّة الموسّعة للإنماء المناطقي، والصندوق الائتماني للإنماء الوطني"، شارحًا أنّ "باللّامركزيّة نعزّز انتماءنا لوطننا وإنماءنا لمجتمعنا. اللّامركزيّة عدالة وحماية من الفساد ومن تسلّط القرار المركزي على المناطق. من خلالها البترون والكورة وزغرتا وبشرّي مثلًا لا تكون مجرّد دوائر انتخابيّة، بل تصبح مناطق تتكامل إنمائيًّا بميزاتها وطبيعتها وناسها".

وفسّر باسيل أنّ "من خلال الصندوق الائتماني، نحافظ على ثرواتنا ومرافقنا الوطنيّة الّتي ورثناها من دولة لبنان الكبير وأتت المنظومة خرّبتها. هذه الثّروة، من مطار ومرفأ وكهرباء واتصالات وأراض وأصول تبقى ملك الدولة، ولكن نستثمرها ونزيد لها قيمتها أضعافًا بإشراك القطاع الخاص وضخّ أمواله فيها، وهكذا نخلق فرص عمل لمئات الآلاف، ونزيد مداخيل الدّولة ونؤمّن الازدهار ونعيد للمودعين جزءًا من خسائرهم".

وأفاد بأنّ "من خلال الصندوق، تصبح طرابلس وعكار بوّابة لبنان للمشرقية الاقتصادية، ويصبح بإمكاننا تكبير مرفأ طرابلس، وتشغيل معرض رشيد كرامي والمنطقة الاقتصادية الخالصة، ومصفاية البداوي، ومعمل الكهرباء في دير عمار وسلعاتا، وشركة قاديشا، ومحطّة الغاز بطرابلس وسلعاتا وانبوب الغاز من الشمال للجنوب، ومطار القليعات ومطار حامات وسكّة الحديد... مع الصندوق واللامركزية لا يعود بإمكانهم وقف هذه المشاريع، ولا تأخير طريق القديسين لسنوات (مرسومها سنة 1963)".

وشدّد على أنّهم "يعرقلون الإنماء بوضع اليد على القرار من خلال الحكم المركزي، ويوقفون الخطط ويمنعون التّمويل. يعرقلونا وقد نقع، لكن نعود ونقف رأسنا عال ونكمل"، لافتًا إلى أنّ "اللّامركزيّة الإنمائيّة ستنّفَذ على أرض الواقع لمصلحة كلّ اللبّنانيّين! ليس بس في البترون بل أيضًا في صور وطرابلس والبقاع". وأكّد أنّ "لبنان يبقى دولة موحّدة بحدودها ودفاعها وسياستها الخارجيّة والنّقديّة، و"ما حدا يغامر بأوهام التّقسيم"، ولا يردّنا أحد إلى مشاريع التهجير".

واعتبر باسيل أنّ "حماية المسيحيّين لا بتكون بتهجيرهم مجدّدًا من الأطراف، مثل حفلة التّحريض في عين إبل. ولا يذكّرن أحد بالحرب أو يتفاخر بأيّامها. مصلحة المسيحيّين بالدّولة وليس بدويلات الحرب وبصناديق الميليشيات. لا يردّنا أحد إلى الحرب، ونحن نرفضها ونمنعها، والحرب تعني هجرة جماعيّة"، مركّزًا على أنّ "في المقابل، لا يخيفنا أحد كي نهاجر. نحن قلب الشّرق والمشرقيّة وسنبقى! نحن من هذه الأرض، لسنا طارئين، نحن متجذّرون فيها ولا أحد يمكنها أن يقلعنا منها، فجذورنا مشلّشة بتراب لبنان، وجوانحنا ممتدّة في دول الانتشار".

وجزم "أنّنا شرقيّون للعظم ومنفتحون على الغرب. لا أحد يغيّر بثقافتنا المتنوّعة شرقًا وغربًا، ولا حدا يفرض علينا أحاديّةً بالثّقافة أو بالفكر أو بالسّياسة. لبنان يبقى جبران خليل جبران وميخائل نعيمة وأمين معلوف ونجاحات الآلاف بالعالم، الّذين لا يحقّ لأحد أن يحرمهم جنسيّتهم ولبنانيّتهم، ويعطيها لغيرهم من نازحين ولاجئين".

إلى ذلك، أشار إلى أنّ "هنا في انتخابات 2022، بمسلسل مؤامرة 17 تشرين، تجمّعوا كلّهم ليس ضدّي، بل ضدّ "التّيار"، ضدّكم وضدّ رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون. هنا كانت المعركة لها رمزيّة كسر "التيّار" كلّه، لكن بصمودكم ووفائكم كسرتم المؤامرة وحطّمتم الحصار"، مبيّنًا أنّه "لم يتمكّن شراء الأصوات والذّمم أن يطالكم ويشتري ضميركم، ولم يتمكّن أحد أن يكسر "التيّار" الّذي لا يزال الرّقم الصّعب بالمعادلة اللّبنانيّة، والرّأس الّذي لا بينكسر بالكرامة الوطنيّة".

ونبّه باسيل إلى أنّ "المؤامرة لم تنتهِ ولا تنتهي ما دانت هذه المنظومة "لاقطة البلد بخوانيقه"، وتريد خنقنا ومستمرّة بأشكال عدّة، منها: الإمساك بالقرار المالي ليتموّلوا من أموال الدولة ومن الخارج أيضًا، ويريدون ترك النّاس تحت العوز والاستزلام بفعل الحاجة للخدمة. يهوّلوّن عليهم أنّ الصّندوق الائتماني هو بيع لأملاك الدّولة، لكي يمنعوا عنهم المشاريع الوطنيّة". وتوجّه إلى أهالي بلضنية وعكار وطرابلس وبعلبك وصور، متسائلًا: "ماذا فعلوا لكم على صعيد الإنماء؟".

وبموضوع النزوح السوري، أوضح أنّهم "سمحوا منذ اليوم الأوّل في عام 2011، لأزمة النّزوح أن تحصل وتتفاقم، وسكتوا وتواطؤا في أوّل موجة، واعتبروا النّازحين رافدًا عسكريًّا وانتخابيًّا وديمغرافيًّا لهم بمواجهة النّظام في سوريا و"حزب الله" بلبنان"، لافتًا إلى"أنّنا حاولنا ان ننسى طلعاتهم على عرسال ومواقفهم أنّ النّازحين لا يعودون إلى سوريا ولو على جثتهم، وأن ننسى أعمالهم بمنع إحصاء النّازحين وتسجيل الولادات ومنع خطط عودة النّازحين؛ ولكن ذكّرونا بأنفسهم بالموجة الثّانية، الّتي هي اقتصادية فقط. "ما فتحوا تمّهم" عندما طالبنا منذ أسبوع بإقفال الحدود برًّا!". وذكر أنّهم "يقومون بالعكس. يفتحون الحدود برًّا بالدّخول، ويقفلونها بحرًا بالخروج. "استحلينا نسمع منهم كلمة عن النازحين بخطاب سنوي مدّته ساعة! بس مسبّات. ليس كأنّ هناك جريمة متجدّدة بحق الكيان اللبناني ووجوده!".

وبملف رئاسة الجمهورية، شدّد على أنّه "كأنّهم كلّهم متفقون ضمنًا على دوام الفراغ برئاسة الجمهورية، كي يحقّق كلّ واحد منهم مشروعه الخاص. تقول لهم، بهكذا دستور سيحصل الفراغ كلّ ستّ سنوات، إذا لم نجرِ انتخابًا للرّئيس مباشرةً من الشعب وعلى دورتين، ليكون هناك تمثيل مسيحي ووطني بالوقت نفسه، لكن لا أحد يردّ عليك! تقول لهم تعالوا نتّفق كعرف إذا لم يكن بالدستور، على إلزامية عقد جلسات مفتوحة للانتخاب، لنمنع الفراغ ويصبح الانتخاب ديمقراطيا وميثاقيا، لكن لا أحد يردّ عليك!".

وأضاف باسيل: "جهّة تريج أن تفرض علينا رئيسًا ليس لديه تمثيله وشرعيته الشعبية ولا العدد الكافي من النواب ولا المشروعية الميثاقية، وتصرّ على موقفها الّذي يطيل الفراغ، ولا تتكلّم إلّا بتقاسم السلطة ومصلحتها بعد 6 سنوات. وجهة ثانية تريد أن تفرض على الجهة الأولى رئيسا يتحداها، وليس لديها العدد الكافي من النواب، "هي بدّها بس ما فيها!".

ونوّه إلى "أنّنا نقول للفريق المعارض تعالوا نضع سويا برنامج حكم ومقاربة للانتخابات مع مجموعة اسماء، فيقولون لنا لماذا البرنامج؟ نقول لهم ليكون اتفاقنا صلبا، وموقفنا قويا باختيارنا لمرشح بينجح ببرنامج، فيقولون لنا ألا شيء ينجح بوجود فريق الممانعة"، مشيرًا إلى أنّ "نصل مع الفرنسيين إلى صيغة تشاور وتحاور محدود بالبرنامج والزمان والشكل وينتهي بجلسات مفتوحة تؤمن حصول الانتخاب، يدعو رئيس المجلس النيابي لحوار تقليدي بمجلس النواب، ويتكلّم عن مبادرته وعن صيغة ملتبسة تحت الضغط للجلسات المتتالية وكأنّ هناك نيّة لتطيير الفرصة، وبالمقابل ترفض المعارضة الحوار بالمطلق وتعتبره ابتزازا لجلسات الانتخاب، وكأنّها تقدّم خدمة لصاحب المبادرة لتطيّر الجلسات المفتوحة. "خوفي ما نكون رجعنا لتحالف الطيّونة لتطيير الفرصة والرئاسة".