علمت صحيفة "الراي" الكويتيّة من مصادر موثوقة، أنّ "اللّقاء الّذي عُقد بين قائد الجيش العماد ​جوزيف عون​ ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب ​محمد رعد​ أخيرًا، عَكَسَ التّقدير الّذي توليه قيادة "​حزب الله​" لتجربة قائد الجيش على رأس المؤسسة العسكرية، رغم إدراكها للعلاقة الجيّدة بين العماد عون والأميركيّين".

وأوضحت المصادر، أنّ "خلال اللّقاء، أثنى "حزب الله" على التّرشيح المكتوم لقائد الجيش إلى الرئاسة، وأبلغ إليه أنّه يتعاطى معه على أنّه مرشّح جدّي لا ثانوي، لكنّ الحزب يرغب بمعرفة خيارات الآخَرين قبل أيّ انتقال علني إلى "الخطّة ب"، لافتةً إلى أنّ "أيّ خروج إلى "الخطّة ب" إلى العلن، سيكون حتمًا قبل نهاية السّنة الحاليّة (أي قبل إحالة قائد الجيش على التّقاعد في كانون الثّاني 2024)، خصوصًا أنّ الحِراك الفرنسي الّذي يضطلع به الموفد الفرنسي ​جان إيف لودريان​ يصطدم بمعوّقات ​لبنان​يّة لا يُستهان بها".

ولم تستبعد أن "يتزامن نعيُ مهمّة لودريان، الّذي يصل غدًا إلى بيروت للمرّة الثّالثة، مع وَضع قطر ترشيح قائد الجيش للرّئاسة على الطّاولة على نحو جدّي، ما يُتيح إطلاق ديناميّة داخليّة مؤيّدة لهذا الخيار، الّذي من شأنه كسر التّوازن السّلبي الّذي يَحكم البرلمان اللبناني".

وأشارت المصادر إلى أنّ "رئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​ لن يكون بعيدًا عن خيار دعم ترشيح قائد الجيش للرّئاسة، بعدما أدرك استحالة تأمين نصاب سياسي- نيابي لانتخاب رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​، خصوصًا في ضوء معارضة الكتلتَين المسيحيّتَين الأكبر لمجيئه إلى سدّة الرّئاسة".

كما رأت أنّ "الحوار الجاري بين "حزب الله" و"​التيار الوطني الحر​" برئاسة النّائب ​جبران باسيل​، لن يؤدّي إلى تفاهم رئاسي، ولا إلى انكسار الجرّة بين الجانبين على الأرجح، الأمر الّذي سيترك للعبة البرلمانيّة اختيار الرّئيس الّذي يحظى بالأغلبيّة المطلوبة"، كاشفةً أنّ "حزب الله الّذي يتّجه إلى دعم ترشيح قائد الجيش للرّئاسة، قد لا يصوّت له لحفظ العلاقة مع باسيل، وهو يرى في الدّعم الأميركي العلني حتّى الآن ودعم بعض الجهات الإقليميّة للعماد عون، مسألةً لا تضرّ وقد تصبّ في فكّ العزلة عن لبنان".