اكد النائب غسان حاصباني باننا "لن نرضى بأن يكون لبنان إلا للبنانيين، وطن نهائي لكل ابنائه، وعنده سلطة شرعية واحدة، جيش وطني العقيدة، شعبي الانتماء، يدافع عن كل الشعب اللبناني ولا أحد سواه يحمل سلاح". وتابع: "ثمة كلمات كثيرة إيجابية في الظاهر، لكن باطنها يخبىء شيئا آخر، ويحاولون تضليلنا بها حين يتحدثون عن المحاصصة يتكلمون عن التوافق، لكن التوافق يحصل حين يكون هناك تفاهم عام على موضوع رئيسي، ولا يستبدل الديموقراطية ولا يعني الإجماع. لأن الإجماع يعني حين يتخلى الإنسان عن المبادئ والمعتقدات والقيم بحثا عن شيء لا يؤمن به أحد ولا يعترض عليه أحد، لكن ما من قضية عظيمة تم تحقيقها بالإجماع".

وخلال احتفال في ذكرى مرور 41 عاما على اغتيال الرئيس الاسبق بشير الجميل في ساحة ساسين الاشرفية، قال: "حين يخفون مخالفات واخفاقات الإدارة المركزية، يتحدثون عن العيش المشترك، لكن العيش المشترك ليس محاصصة ولا هو محو هوية بعضنا البعض ولا يتناقض مع مراعاة خصوصية كل مكون من المجتمع دينية كانت أو ثقافية أو اقتصادية. وحين يريدون نقل السلاح وتهريبه عبر الحدود يتحدثون عن المقاومة، لكن المقاومة هي ضد كل خطر واحتلال من قبل كل الشعب ممثلا بالقوى العسكرية الشرعية وحدها وهي من ينظم عملية الدفاع عن الأرض والشعب والمؤسسات. وحين يريدون فرض ارادتهم وخلق اعراف جديدة، يتحدثون عن الحوار، لكن الحوار الحقيقي يحصل كل يوم ومن دون منية من أحد. المعارضة تتحاور اليوم مع اطراف سياسية عدة عبر حوارات ثنائية ومتعددة الأطراف لتقريب وجهات النظر والتقاطع على اسم المرشح للرئاسة واولويات المرحلة، والكل لديه طرق للتحاور والتشاور".

ولفت الى ان "هذا أمر طبيعي بين القوى السياسية، فنحن دعاة حوار وانفتاح، لكن هذه الحوارات لا تخرق الدستور لأنها ليست شرطا مسبقا لالتئام المجلس لانتخاب رئيس، لكن حين تصبح طاولة الحوار شرطا مسبقا لتطبيق الدستور من قبل من هم مؤتمنون عليه وملزمون تطبيقه من دون شروط، تصبح خرقا لهذا الدستور وتأسيسا لأعراف تنقل الجمهورية اللبنانية من حكم ديموقراطي برلماني إلى حكم عرفي همجي لا يشبه الجمهورية التي أسسها المؤسسون ولا التي آمن بها واستشهد من أجلها الكثيرون، وفي مقدمهم الرئيس الشهيد بشير الجميل".

وسأل: "كم من هذه الشروط غير متوافرة في دعوات الحوار التي نشهدها اليوم، وكم من حوار باطل حصل منذ حوار ٢٠٠٦ والوعد بالصيف الهادئ واعلان بعبدا في ٢٠١٢ "وبلّوا وشربوا ميتو"، وصولا الى الحوار الاقتصادي في بعبدا قبل الانهيار؟"، وقال: "فليسمح لنا كل الذين يحاولون إطلاق علينا مسمى الرافضين والمعرقلين، لأننا لن نسمح باختطاف الدولة واستعمالها رهينة لفرض أعراف مدمرة جديدة وتغطية عرقلتهم للانتخابات الرئاسية، لأن ليس كل مرة "النعم" تحمل الإيجابية و"اللا" تحمل السلبية، فنحن نقول: لا لاستمرار الفساد، وما نقوم به عمل إيجابي، لا لرئيس جمهورية يجسد ثنائية السلاح والفساد ويدير استمرار الانهيار، لا للانقلاب على الدستور وتغطية تسويات الأمر الواقع التي دمرت البلد، لا لحفظ ماء الوجه لمن تسببوا بهذا الواقع، لا لتدمير الدولة، ولا لهدر أموال الناس وسرقتها".