اشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية الى انه "مرة أخرى، ثمة مواجهة سياسية داخل الحكومة، ومرة أخرى ها هم الصقور من الوزراء، سموتريتش وبن غفير، ضد الجانب البراغماتي من رئيس الوزراء نتانياهو ووزير الدفاع غالنت والمنظومة. لكن يحوم اجتياز لخط آخر هذه المرة: أزمة سياسية حول حدث أمني لم يحصل على الإطلاق".
ولفتت الصحيفة الى انه "في ساعات الصباح نشر صوت الجيش نبأ يفيد بأن إسرائيل نقلت 1500 قطعة سلاح لأجهزة الأمن الفلسطينية. سارع سموتريتش للشجب ومهاجمة نتانياهو، وتبعه على الفور بن غفير. في الوسط، كما هو الحال دوماً، يقف الجيش الإسرائيلي في حرج. بعد التنديدات والإحاطات، أصدر منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية بيان نفي وصب ماء بارداً على البركان الذي تفجر في القدس: لم تنقل في السنة الأخيرة أسلحة للسلطة الفلسطينية، وحتى لم يكن تخطيط كهذا. ما نقل في وقت مبكر من هذا الأسبوع كانت ثماني مركبات مدرعة، بناء على طلب الأميركيين، لاستبدال مركبات مدرعة خرجت منذ وقت سابق عن قيد الاستخدام. باختصار: جلبة على لا شيء. لكن في الواقع السياسي غير الطبيعي، حتى هذا يكفي لكي يطفو على السطح التعقيد الذي تعمل فيه حكومة "اليمين بالكامل".
واوضحت الصحيفة العبرية بانه "في المستوى الاستراتيجي، تبدو الحقيقة بسيطة: الكابينت السياسي – الأمني لحكومة إسرائيل اتخذ قراراً لتعزيز السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية. هذا قرار عاقل، وقد اتخذ مع أو بدون صلة بالاتصالات نحو التطبيع مع السعودية، وفي ظل اللقاء المرتقب لرئيس الوزراء مع الرئيس الأميركي الأسبوع القادم. الجيش الإسرائيلي ومكتب منسق الأعمال و”الشاباك” يشجعون عمل الأجهزة الفلسطينية في “المناطق”، فلماذا نفزع من إدخال مساهمة أميركية تتمثل بثماني مركبات مدرعة".
وذكرت بانه قبل ذلك، نحن ننزل باللائمة على أن السلطة لا تقاتل ضد الإرهاب، لكن عندها نصخب على بضع مركبات؟ كيف نتوقع منهم أن يقاتلوا – مع حجارة وعصي وألعاب مفرقعات؟ بالمقابل، فإن قرار تعزيز السلطة في الضفة يبرز إيجاباً أيضاً على خلفية التسخين في غزة: هناك، أصبحت المظاهرات على الجدار أعنف، وواضح أن يد حماس هي التي تحركها. أمس، قتل خمسة فلسطينيين في أعمال شغب على الحدود، وفي غزة يتهمون الجيش بزرع عبوة – في الوقت الذي ينفي فيه الجيش بالطبع ويدعي بأن هذه كانت عبوة تفجرت عقب تفجير ذاتي. مهما يكن، فمثل هذا الحدث قد يشعل المنطقة عشية رأس السنة، وأوضح جهاز الأمن لنتانياهو بأن تهدئة المنطقة، في غزة والضفة وداخل السجون في إسرائيل – حرجة للحفاظ على استقرار أمنى في أعياد “تشري”. فنحن على أي حال في السنة الأكثر نزفاً منذ الانتفاضة الثانية. عندما يكون هذا هو الوضع، نفهم لماذا ضغط نتانياهو ونجح في تجميد قرار بن غفير إزاء زيارات عائلات السجناء الفلسطينيين.
ورات بانها معركة صغيرة أخرى في حرب الاستنزاف التي تجري داخل الحكومة، وتحبس جهاز الأمن في الوسط. تمكن نتانياهو حتى الآن من المناورة بين توصيات الجهاز وشركائه السياسيين الذين يجلبون نهجاً يتراوح بين النزوات والأيديولوجيا المتطرفة. يخيل اقتراب اليوم الذي سيضطر فيه هو أيضاً على اختار أحد الطرفين.