اشار الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي جوزيف بو رعد، في عظته خلال القدّاس الإلهي في ذكرى شفاء نهاد الشامي بدير مار مارون- عنايا، والذي عاونه رئيس الدير الأباتي طنوس نعمة بمشاركة عدد من الرهبان والكهنة الأفارقة، الى ان "كلام يسوع في الانجيل الى بطرس له رنة غريبة وصدى مختلف، والروح كان يقول للكنائس ارى اعمالكم واعلم انكم تعيشون في ظروف صعبة".
ورأى بو رعد ان "المطلوب مواجهة وصراع وفي نهاية الصراع هناك رابح وخاسر، والشيطان يمارس الكثير من الجاذبية، والروح يقول لا تقعوا في تجربة الشيطان"، معتبرا ان "الشيطان هو المنطق الذي يجعلنا نستسهل الامور بكلمات جذابة تعفينا من تعاليم يسوع".
ولفت الى ان "الصنم في الزمن القديم كان كتلة ذهب بينما الله في السماء وبحاجة للايمان والتصديق، والانسان الذي يتكل على الصنم هو الذي يريد شيئا ملموسا بين يديه، ومن ينتصر هو من يقاوم ويبقى على سلاحه في وجه الشيطان الموجود في الافكار التي تجعلنا لا نتكل على الله".
وتابع :"الله يقول لنا اذا اكملتم في الجهاد الروحي سوف اعطيكم المن الخفي وهو الخبز في الصحراء اي جسد يسوع المسيح، وبحصة بيضاء وهي ذخيرة قيامة يسوع، ومن يستمر بالمواجهة في وجه مغريات العالم سينتصر في الختام".
واشار الاباتي بو رعد الى ان "بطرس لفت انتباه يسوع وسأل عن منطق "اترك كل شيء واتبعني" وماذا سيحصل في النهاية، ويسوع يؤكد ان من يترك الشيء ويتبعه سيحصل بدلا منه على مئة، وهو يعلم متى سيعطينا وهنا تصبح "لتكن مشيئتك" موجعة".
ورأى ان "المنطق الذي يترك "عصفور بالايد" ويطمح بـ"عشرة على الشجرة" هو منطق الاستثمار ومن يستثمر هو الانسان الطموح، وهذا ما فعله شربل حيث ترك كل شيء فاعطاه الله كلنا الذين نرى فيه وجه الله ونشد قلوبنا به".
واضاف :"عند القديس شربل نشعر بان القداسة ممكنة أكثر لانها باتت واقعا وليست حلما، واعمال شربل لا تزال موجودة ونحن امام ايقونة، وما بدأه شربل يجب ان يستكمل معنا فقداسته لا تعفينا من قداستنا"، معتبرا ان "شربل مثال امامنا لنكمل مسيرتنا حاملين سيرته، ونحن في وطننا بحاجة الى اكثر من شربل لتفوح رائحة القداسة".
ورأى بو رعد ان "قداسة شربل لا يتوقف مداها في عنايا وعلينا ان نستعيد حلم القداسة التي انطبع في وجداننا".