اشارت صحيفة "الجمهورية"، الى ان "11 شهراً من الفشل المتمادي مرّت على الشغور الرئاسي، وإذا حسبنا، وفق الدستور، مهلة الشهرين اللتين تسبقان تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حيث من واجب مجلس النواب انتخاب الرئيس، فنكون قد تجاوزنا السنة الأولى للفراغ ودخلنا السنة الثانية من الفشل القاتل للبلد".
واشارت مصادر دبلوماسية للصحيفة، الى ان "اللجنة الخماسية لا تملك قوة الدفع اللازمة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية اللبنانية لأنّ قرار محاصرة لبنان وخنقه لم يرفع بعد، وبالتالي ان الازمة الرئاسية هي جزء من معضلة أكبر لم تنضج ظروف إيجاد حل لها".
في هذا السياق، وفي هذه الاجواء ترددت معلومات عن تحضيرات لتوجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في وقت قريب، لكن مصادر حكومية اكدت لـ"الجمهورية"، ان "لا جدول اعمال حاضراً بعد وإن كانت القضايا الملحّة المؤجلة من جلسات سابقة او تلك التي باتت على هذه اللائحة متعددة ومتنوعة وتتناول مختلف القضايا المعروفة من الجميع".
ولفتت المصادر الى أن "رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سيعود غداً الثلاثاء الى مكتبه في السرايا بعدما عاد من الأردن حيث امضى أياماً عدة الى جانب عائلة شقيقته وشارك في مراسم دفنها، سيبدأ درس مشروع الدعوة الى جلسة بعد ان يكون قد تقبّل التعازي اليوم من قبل المسؤولين اللبنانيين والديبلوماسيين المعتمدين في لبنان على مرحلتين ظهراً ومساء بوفاة شقيقته في البيال".
لا موعد للودريان بعد
كما اوضحت مصادر سياسية وحكومية مطلعة لـ"الجمهورية"، ان "لا موعد محدد للزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي الوزير جان ايف لودريان، الذي عاد نهاية الاسبوع الماضي الى باريس مُنهياً زيارته الى الرياض حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والوزير المفوض نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري".
المهمة القطرية مستمرة
وعلى مستوى الوسيط القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، فقد أفادت مراجع مطلعة "الجمهورية"، انه "ما زال في بيروت يحصي نتائج جولته غير المعلن عنها ليستأنفها الأسبوع الجاري بزيارة متوقعة الى السرايا الحكومية، بعد ان يعود ميقاتي غداً الى مكتبه في أعقاب الزيارة المطولة الى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن لأسباب عائلية، للتشاور في ما آلت اليه مهمته".
ولفتت المصادر الى أنّ "مهمة الموفد القطري السرية مستمرة ولا حاجة للحديث عن مستقبلها وما تحقق منها وما يمكن ان تؤدي اليه. فهو ما زال في مرحلة استكشافية دقيقة يُحصي المواقف ويبحث عما يمكن ان يقوم به في المرحلة المقبلة للنفاذ باتجاه اي خطوة عملية ايجابية، سواء أكملَ الموفد الفرنسي مهمته او علّقها لاسباب مختلفة، فهما متكاملان يتبادلان المعلومات بطريقة منتظمة سواء بالوسائل الديبلوماسية أو عبر اللقاءات غير المعلنة والاتصالات المباشرة بين أعضاء فريق عمل كل منهما".
في هذا السياق، اشار مصدر نيابي بارز لصحيفة "الشرق الاوسط"، الى ان "بخصوص ما أشيع بأن الموفد القطري حاول استمزاج رأي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حول مدى استعداده للعزوف عن ترشّحه للرئاسة في مقابل إشراكه بوصفه واحداً من الأساسيين في التسوية السياسية التي تلي انتخاب الرئيس، فقد تبين، بأن لا صحة لما قيل حول قيام الموفد القطري بتقديم لائحة من الإغراءات السياسية للحصول على موافقته بخروجه من السباق الرئاسي".
وكشف المصدر النيابي في معرض دحضه كل ما تردد في هذا الخصوص، بأن ما أشيع لا يمت بصلة إلى الحقيقة، وسأل: كيف يروّج البعض لمثل هذه الأخبار استباقاً للقاء فرنجية بالموفد القطري؟ وبالتالي من أين استمد هؤلاء "معلوماتهم" استباقاً للاجتماع المرتقب بينهما؟".
ولفت إلى أن "الموفد القطري سعى لاستمزاج رأي حزب الله عندما التقى المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل حول موقفه في حال أن فرنجية اتخذ قراره بخروجه من المنافسة الرئاسية، وقال إنه صارحه بقوله: ما عليك إلا الذهاب إلى فرنجية للوقوف على رأيه، وبعدها لكل حادث حديث، ونحن لن نسمح بأن ننوب عن حليفنا في الإجابة عن سؤال يتعلق به شخصياً، مع تأكيدنا أننا نتمسك بتأييده، وأن لا مجال للعودة عن قرارنا، إلا في حال اتخذ قراره بملء إرادته بعزوفه عن الترشُّح ونحن من جانبنا نحترم ما يقرره".
وأكد المصدر النيابي أن "الثنائي الشيعي لا يزال يتمسك حتى الساعة بترشيح فرنجية، ونقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله بأن دعوته لحوار نيابي غير مشروط مدة أسبوع يليه انعقاد البرلمان في جلسات متتالية لانتخاب الرئيس تبقى الممر الإلزامي لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، تاركاً القرار النهائي للنواب، وليتحمل كل طرف وزر قراره، وأنا لا أستجدي أحداً للحوار، ولن أدخل في سجال سياسي مع الذين اعترضوا على دعوتي".
واوضح انه "لذلك فإن التوافق على انتخاب رئيس من خارج الانقسامات السياسية لا يزال يصطدم بحائط مسدود، ولا يبدو في ضوء المعطيات المحلية أن هناك إمكانية لإحداث خرق في الملف الرئاسي، وبالتالي يبقى الانتظار، سيد الموقف، بينما يتواصل الجهد القطري بلا ضجيج لعل موفد الدوحة إلى لبنان يتمكن من تعطيل مفاعيل الألغام السياسية المؤدية إلى ترحيل انتخاب الرئيس".