يُعتَبر "التعليم المُدمَج" (Blended Learning) ردة فعل ضد الإفراط غير الملائم أحيانا في استخدام التكنولوجيا. وهو – إلى ذلك - شكل من أشكال الفنون التي يلجأ إليها المعلم، للجمع بين المصادر والأنشطة المختلفة، في نطاق بيئات التعلم التي تُمكِّن المُتعلِّم من التفاعل وبناء الأفكار.

ما هو التعليم المُدمَج؟

التعليم المُدمَج مصطلح يصف الحلّ الذي يجمع بين طرق تقديم عدة، مثل التعلم التعاوني، ومقررات عبر الويب، ونظم دعم الأداء الإلكترونية، وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه، والتعلم الإلكتروني الحَيّ.

كما ويُعرَّف به على أنه "مزج من التدريب التقليدي المُوجَّه بالمُعلِّم، والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت، والدراسة ذات الخَطوِ الذاتي غير المتزامنة".

فالتعلم المدمج، إنما هو شكل جديد لبرامج التدريب والتعلم، يمزج بين التعلم الصفي والإلكتروني، وفق متطلبات الموقف التعليمي، لتحسين تحقيق الأهداف التعليمية، وبأقل تكلفة ممكنة.

والبعض، يصف التعلم المدمج بأنه نموذج هجين من التعلم الإلكتروني الذي يسمح بوجود طرائق التدريس التقليدية، إلى جانب مصادر وأنشطة التعلم الإلكتروني الحديثة، في مُقرر واحد!.

ويُحكى عن أربعة معان مختلفة للتعلم المُدمَج وهي:

* المزج بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت لإنجاز هدف تربوي.

* المزج بين طرق التدريس المختلفة، والمبنية على نظريات متعددة مثل البنائية والسلوكية والمعرفية.

* مزج أي شكل من أشكال التقنية مع التدريس من قبل المُعلّم.

* مزج التقنية في التدريس، مع مهمات عمل حقيقية لتحقيق إبداعات فعلية، تؤثر في الانسجام بين التعلم والعمل. وهذا ما يقوم عليه "نادي التواصل والوعي"، الّذي أطلقتُه في آب 2023.

إنه مشروع نشاط مدرسي – صفي، تنظمه "جائزة الأكاديمية العربية"، ويهدف إِلى تمكين مُتعلّمي الصفوف الثانوية، في مجالات التعبيرين: الشفهي والكتابي. وكذلك مُساعدتهم في تطوير مهاراتهم التواصلية ومواهبهم الفنية وعلاقاتهم الاجتماعية... وكل ذلك، من خلال، الانسجام بين التعلم والعمل!.

ولكن تنبغي الإشارة إلى أن لا تعريف محددا للتعلم المدمج، انطلاقا من كَون التعريف الدقيق، لا بُد من أن يكون جامعا مانعا: جامعا لكل أوصاف الفن أو المصطلح، ومانعا لا يتداخل مع غيره. ففي تعريفات التعلم المدمج، تداخلٌ مع التعلم الإلكتروني، كما ولا جامع فيها لمواصفات معينة محددة...

مسميات التعلم المدمج

تعددت مسميات هذا النوع من التعلم وهي:

*التعليم المزيج (Blended Learning)

*التعليم الخليط أو المختلط (Mixed learning)

*التعليم الهجينHybrid Learning))...

غير أن التعلم المدمج، قد أظهر فاعليته بالنسبة إلى المتعلم كما وإلى المعلم. كما وأن لأثره على التحصيل فعالية. فالمتعلمون الذين تعلموا من خلال أسلوب "التعلم المُتماذج"، كان تحصيلهم أعلى من الذين تعلموا بواسطة التعلم التقليدي (وجها لوجه) أو التعلم الإلكتروني الكامل. كما وأن له أثرا لناحية زيادة نسبة الاحتفاظ بالتعلم، مقارنة بالتعلم التقليدي أو الإلكتروني الكامل. وكذلك أدى التعلم المتماذج، إلى تحسين مستوى التحصيل لدى المتعلمين، بالاستناد إلى اختبارات عدة أُجريت في هذا المجال...

ويمكن الإشارة أيضا إلى أن التعلم المدمج قد اختصر تقريبا نصف وقت التعلم، وكذلك نصف التكلفة من خلال الخلط بين التعلم الإلكتروني المباشر، والتقدم الذاتي والتعلم الصفي وجها لوجه.

وثمة آثار إيجابية أيضا على مستوى زيادة دافعية المتعلمين إلى التعلم، وتنمية تحصيل الجانب المعرفي والجانب الأدائي عندهم، وتلبية احتياجاتهم الفردية، بحيث يتعلم كل منهم بحسب سرعته الذاتية. وكذلك ثمة زيادة أيضا في شعورهم بالمساواة في الفرص التعليمية...

وفي المقابل، ثمة تحديات ومشكلات تواجه التعلم الإلكتروني، مثل غياب دور المعلم، والتكلفة المادية، وضعف الانضباط والمسؤولية...

بيد أن الأمانة العلمية اقتضت ظهور التعلم المدمج أو الخليط، اللذين يُعتبران بدورهما، التطور الطبيعي والمنطقي للتعلم الإلكتروني، ما يُعتبر من أبرز الأسباب التي دعت إلى الاهتمام بالتعلم المدمج.

وللحديث صلة...