لا شكّ أن قضية ​النزوح السوري​ شكّلت عبئاً أثقل كاهل اللبنانيين ودمّر إقتصادهم وأفقرهم ووصلت الأوضاع السيّئة الى الدفع باللبنانيين للهجرة... نعم منذ 2011 واللبناني يعاني جراء الحرب السوريّة وما زاد الطين بلّة هو "ثورة" 17 تشرين الأوّل "المشؤومة" التي حصلت في العام 2019 يوم ارتفع ​الدولار​ وتدهور ​الاقتصاد​ وتغيّرت حياة اللبنانيين وتدحرجت نحو الاسوأ، فدخلت المنظمات الدولية على الخطّ لتساعد السوريين وتزيد من قهر اللبناني الّذي لا يجد من يسأل عنه.

ما نقوله ليس رواية من نسج الخيال أو "تجنٍّ" على أحد، هي الحقيقة فعلياً والدليل ما تسعى الى القيام به اليوم مفوضيّة ​الامم المتحدة​ لشؤون اللاجئين ( UNHCR) للسوريين في الجنوب. نعم أتت المفوضية تطرح أفكاراً لإيجاد حلّ للنازحين في حال اندلعت الحرب أو اذا قُصفت المناطق التي يسكنون فيها وهجروها.

بكل وقاحة بدأت "عصابة" مفوضيّة اللاجئين جولة عنوانها "ايجاد حلّ لتسعين ألف نازح مسجّل لدى ​الأمم المتحدة​ في ​جنوب لبنان​". وتشير المصادر المطّلعة عبر "النشرة" الى أنّ "المفوضية تناقش مع المسؤولين والمعنيين بالملفّ فكرة ماذا يُمكن أن تفعل بهؤلاء في حال تهجّروا".

تلفت المصادر الى أنه "خلال الاجتماعات التي عقدت طلبت المفوضية فتح مدارس المنطقة في الجنوب لايواء السوريين، وهذا الأمر قوبل بالرفض أولاً لأنه بهذا الشكل نساوي بين اللبناني الذي حتماً سيلجأ الى مدارس المنطقة هربًا دون أن يحصل على أي مساعدات، والغريب في هذا البلد سيحصل ليس فقط على المسكن بل على مساعدات من الأمم المتحدة وحتماً هذا الأمر لن يكون مقبولاً للبناني".

الطرح الثاني الذي تقدّمت به المفوضيّة بعد سقوط الطرح الأول هو الانتقال الى فكرة Cash For Rent. وتشرح المصادر أنه "وفي حال تعذّر ايواء النازحين الغرباء في المدارس ستقوم المفوضيّة بدفع الأموال لهم لاستئجار أماكن للسكن فيها". أما الطرح الثالث وهو الاخطر بحسب المصادر، فيأتي ضمن برنامج Program Shelter لدى الامم المتحدة... فماذا يتضمن؟.

"يتم البحث عن مبانٍ غير جاهزة في مناطق نائية كعكار وغيرها حيث الإيجارات منخفضة". وتلفت المصادر الى أن "طرح المفوضيّة يكون بتجهيز مبنى ليصبح صالحاً للسكن شرط السماح للسوريين بالسكن فيه بعد استئجاره على سنة أو سنتين"، مشيرةً الى أنّ "هذه ليست من بين التكهّنات أو الحلول غير العمليّة، (أي قصة تجهيز المباني) لأنها سبق وحصلت عدّة مرّات في لبنان منذ العام 2014 وحتّى اليوم و​الدولة اللبنانية​ النائمة والمتواطئة والبائعة لشعبها تدري بها ولم تفعل أي شيء".

ما تطرحه مفوضيّة اللاجئين خطير لا بل خطير جداً، فهي تأتي لتفكّر بمساعدة وايواء السوري في حين أن اللبناني لا يجد مسكناً ولا مأوى ولا حتى مساعدة في زمن الحرب... اليست هذه "صلافة ووقاحة وقلّة أخلاق"؟، فلماذا وفي ظل سيناريو اندلاع حرب تريد المفوضيّة تأمين ايواء لهؤلاء في لبنان، اليس الاجدى أن تدفع لهم ليعودوا الى بلادهم؟.

السيناريو الذي تطرحه UNHCR شبيه بقصّة المساعدات بالدولار يومها سمعت رفضاً قاطعاً من المعنيين بالملفّ ولكن رئيس حكومة تصريف الاعمال ​نجيب ميقاتي​ وافق عليه ليتم التراجع عنه بعد "معركة"، فهل يتكرّر المشهد نفسه بما معناه أن تسمع المفوضيّة الرفض من المعنيين فتلجأ الى ميقاتي "للالتفاف" على الموضوع؟!.