أعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء، الى أنه "في عالم غيّبت ضمائره اللامبالاة وعرّاه الصمت المطبق، ها نحن شهود على إبادة مروعة وتطهير عرقي في فلسطين لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث. ان صمت مراكز القوى في العالم لشدّة أذيته يصم الآذان. كيف يمكن لأي عقل بشري أن يتفهم الرعب أو يستوعب الوحشية التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في غزّة وفي لبنان؟ إن الصور الصادمة التي تنقل من هذه البقعة المتروكة من العالم تدمي القلوب وتشكل انتهاكًا صارخًا لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية. ومع ذلك كلّه يغلق صناع القرار في العالم أعينهم كما لو أن هذه الصور هي مجرد سراب. ما يحدث في غزة يجعلنا نتساءل: هل من ذرة إنسانية متبقية في هذا العالم؟".

وسألت الأمانة العامة "أي رمز للبراءة أسمى من الأطفال، وأي وحشية هي تلك التي تُمارس ضدهم وتتجاوز كل تصوّر أو خيال؟ ما الذي ينتظره هذا العالم كي لا يبقى مكتوف الأيدي؟ أي مزيد من البشاعة والإجرام يتوقّع بعد كي يعير ما يحدث أدنى اهتمام؟ هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا أفعالهم، بل ذنبهم الوحيد أنّهم وُلدوا في فلسطين. هذا العالم الذي يذرف دموعه السخية وينتحب عند فقدان حياة بريئة واحدة في أي مكان من العالم، كيف لا تحرّكه مجازر غزة، وكيف تمرّ دون أن تجد الاستنكار الصارخ والتفاعل الإنساني اللذين تستحق؟".

ورأت أنه "لطالما حملت بعض الدول راية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولطالما ملأت شعارات المساواة في الحقوق الطنانة المنابر الدولية، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بفلسطين، فهناك فقط يكون انتهاك حقوق الإنسان والقيم الإنسانية العالمية مجرّد وجهة نظر".

ولفتت الى أن "الازدواجية في المعايير وفقدان القيم الإنسانية تشكلان فضيحة أخلاقية كبيرة وانتهاكًا لكرامة الإنسان. ولكن يبدو أن الإنسانية وصلت الى مستوى يجعل التعامل مع هذه الجرائم بهذه الخفة واللامبالاة أمراً عادياً".

وأكدت أن "العالم اليوم مدعوّ إلى حماية أطفال فلسطين والدفاع عن الأرواح البريئة. الرحمة في قلوب المتحكمين بمصير العالم تمتحن، ضمائر صانعي القرار على المحكّ. إن لم توقظ الصور الصادمة القادمة من غزة الرحمة في القلوب والضمائر في الأنفس، فمن سيفعل ذلك؟ هؤلاء القادة القادرون على وقف هذه المذابح، ولكن يؤثرون العكس، كيف يمضوا في حياتهم وكأن شيئاً لم يكن؟".

وناشد الأمانة العامة، صناع القرار في هذا العالم، بـ"القيام بكل ما يلزم من أجل وقف المجازر فوراً حفظاً لما تبقى من أرواح بربيئة وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل إيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم وحاجاتهم الأساسية. العنف والدمار الحاصلان سيولّدان المزيد من العنف والدمار. على قادة العالم ومراكز القرار أن يجدوا حلا عادلاً للقضية الفلسطينية. إنهما العقل والعاطفة يصرخان ويستنجدان معاً، أما آن الأوان لتلبية نداءيهما؟".