اشار العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة، الى "استمرار اسرائيل باتباع ​سياسة​ القتل والتدمير الممنهج للمباني السكنية وأماكن إيواء اللاجئين والمؤسسات العامة والخاصة والبنى التحتية، وقد بلغ باستهدافاته حد المس بالمستشفيات وقطع سبل الحياة عنها وحصاره لها وحتى اقتحامها وبحجج واهية بينت الوقائع عدم صدقيتها، متجاوزاً في ذلك الأعراف الدولية التي تمنع التعرض للمستشفيات تحت أي اعتبار".

وتابع :"إن كنا بدأنا نشهد تبدلاً في العديد من المواقف والتي تواكب بتحركات شعبية في هذه الدول، تدعو إلى إيقاف نزيف الدم وحماية الشعب الفلسطيني من المجازر التي يتعرض لها، فإنها لم تصل بعد إلى حد الضغط على هذا الكيان، أو جعله يعيد النظر في ممارساته بحق الشعب الفلسطيني".

واعتبر فضل الله انه "من المؤسف هنا أن القمة العربية والإسلامية التي كان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية يُعولون عليها بأن تكون قراراتها بحجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والأخطار التي تحدق بهم، انتهت من دون أن تقدم على أي إجراءات دبلوماسية أو سياسية أو اقتصادية إن لم نقل أمنية تؤدي إلى لجم هذا العدوان، بل اكتفت بمواقف كلامية ما جعل الشارع العربي يشعر بلون من التواطؤ على غزة، وأن غزة بدلاً من أن تتحول إلى عنوان قوة للعرب والمسلمين ورافعة لاستنهاضهم نراها تتحول إلى عبء وثقل على كاهل الكثير من الحكومات من الأفضل التخلص منه وإلا ما معنى أن العدو صعد من عدوانه بعد القمة وكأن شيئاً لم يكن وأن الساحة باتت مفتوحة أكثر أمامه لكي يقوم بكل ما يستطيع حتى يحقق أهدافه وغاياته".

وتوجه فضل الله إلى الشعوب العربية والإسلامية أن تقول كلمتها وأن تضغط على دولها للقيام بالدور المطلوب منهم تجاه شعب عربي ومسلم يُقتل ويشرد مجدداً في أرضه، وخصوصاً أنها لن تكون بمنأى عما يحدث لغزة إن سمحت للكيان الصهيوني أن يحقق ما يريد من هذه المعركة عندما تدعوه مصالحه لذلك.

ورأى انه "لا يزال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ومن خلال مقاومته يقف بكل صلابة وشموخ واقتدار أمام الآلة العسكرية الصهيونية ويقدم أمثولات في التضحية والفداء من أجل أرضه، ولا يسمح للعدو بالتقدم رغم عدم التكافؤ في القدرات والإمكانات، ما جعل الكيان الصهيوني وحتى الآن ورغم مرور حوالى خمسين يوماً على همجيته غير قادر على تحقيق أياً من أهدافه أو أن يحقق نصراً يقدمه إلى الرأي العام في كيانه، ما يدعو إلى الاعتزاز بصبره وبطولاته وشجاعته، ويجعلنا نثق بأن المستقبل سيكون لهذا الشعب مهما كبرت قدرات العدو وإمكاناته وتكتل العالم حوله".

وشدد فضل الله على ان "لبنان الذي يزال بمقاومته وجيشه وشعبه يدفع ثمن الوقوف مع الشعب الفلسطيني وإسناده بما أمكن وضمن حدود الظروف الموضوعية التي يعيشها، وهو في ذلك يقدم التضحيات الجسام، ونحن في الوقت الذي نحيي هذا الموقف المسؤول والقوي والحكيم، ندعو اللبنانيين جميعاً بكل مذاهبهم وطوائفهم وتنوعاتهم السياسية إلى التكاتف والوحدة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة تهديدات هذا العدو الذي لن يوفر جهداً للنيل من هذا البلد وهو يستفيد من أي ثغرة يجدها في الداخل أو في مواقع القوة التي يمتلكها".

وشدد على انه "من المؤسف أن نجد هناك من لا يزال يهون من خطر هذا العدو على هذا البلد، فيما لا يزال ومنذ القرار 1701 يستبيح بره وبحره وجوه ويعد العدة ويجري المناورات التي تحاكي قراه ومدنه، بما يكشف نواياه العدوانية تجاه لبنان".

وتابع :"في الوقت الذي نجدد الدعوة لكل القوى السياسية إلى العمل بكل جدية لعدم ترك البلد في الفراغ القاتل في هذه المرحلة إن على مستوى الاستحقاق الرئاسي أو في المؤسسة العسكرية، وذلك تحسباً لأية تطورات قد يواجهها هذا البلد من تبعات ما يجري في غزة وفي ظل تهديدات العدو الصهيوني أو معالجة الأزمات المستعصية على الصعيد المعيشي والحياتي وأزمة النزوح السوري وتبعات أزمة المودعين وعدم قدرة الدولة على تأمين موارد لها".