أكّد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النيابي النائب حسين الحاج حسن، أنّ "حزب الله يريد أن تكون في لبنان دولة حقيقية، فلا مصلحة لنا بأن تكون الدولة ضعيفة أو غائبة، وهذا ليس من مصلحة أحد، نحن حزب الله من مصلحتنا أن تكون الدولة قوية، وليست ضعيفة كما هي الآن بسبب تكوين لبنان".

كلام الحاج حسن جاء خلال رعايته لقاءً إسلاميًّا مسيحيًّا نظمته العلاقات العامّة لحزب الله في البقاع، في منزل المحامي شوقي سليم نجيم، في بلدة دورس.

ولفت إلى أنّ "خلافاتنا السياسية كبيرة بسبب المؤثرات الإقليمية والتدخلات والنظام الاقتصادي اللبناني جزء من الدولة، وكيفما تحركت تجد الكارتيلات والمافيات محمية أو حامية لبعضها، ومصلحتنا هو بوجود دولة".

وشدد على "انفتاح حزب الله على أي حوار ونقاش لنبين وجهتنا، لا نريد أحكام مسبقة، هناك الكثير من الإشاعات التي تروج عن حزب الله لتشويه صورته وصورة المقاومة. هناك توجهات دولية محلية، جيوش إلكترونية تخترع قصصًا لا أصل لها ولا وجود".

وذكر أنّ "بالنسبة للهواجس لدى المسيحيين، يُحكى عنها أحيانًا من الناحية الأمنية، القوى الأمنية. تعرفون مؤازرتنا للقوى الأمنية في ما خص تطبيق الأمن، وبأننا لا نغطي أي مجرم. وهنا من يسعون لإخافة الناس من أشياء لا وجود لها، أحيانًا يخيفونهم من دولة إسلامية. حزب الله ليس لديه مشروع لدولة إسلامية. مشروعنا أن نبقى شركاء، ومن يخيف المسيحيين هو من سعى لتهجيرهم عام 1976 وعلى رأسهم الأميركي دين براون، ونحن لم ننشئ "داعش" التي عملت على تهجير المسلمين والمسيحيين من سوريا والعراق. حتى بنمط العيش، هل فرض أحد نمط عيش على الآخر؟ كل ذلك يندرج ضمن ​سياسة​ البروباغندا من أجل خدمة أميركا وإسرائيل. وسلاح المقاومة هو للدفاع بوجه العدو، ولو لم تكن "حماس" قوية، ما الذي كان حصل؟".

وأكد الحاج حسن أن "تداعيات 7 تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى) ستبقى على العدو على المستويات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والنفسية، ويكفي أن نتابع تصريحات العدو وكيف أنزلت به "حماس" ضرباتها القوية".

ونبّه إلى أن "كل ما يقال عن حل الدولتين هو كذب بكذب، وحتى المبادرة العربية عام 2002 لم تقبل بها إسرائيل رغم أنها حلّ ظالم، وهناك مئات الشهداء يسقطون في الضفة الغربية يوميًا على يد المستوطنين، والأراضي تصادر بمئات آلاف الهكتارات إلى جانب الاعتقالات وتهديم البيوت ومحاولات تهويد القدس".

وأشار إلى "أن الأميركيين والأوروبيين يسعون من أجل تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة، ومن الطبيعي أن تقاتل "حماس" نتيجة الظلم الحاصل بحق الشعب الفلسطيني، ومن مسؤولية الجميع أن يدعموا فلسطين سياسيًا وماليًا وإعلاميًا".

وأكد الحاج حسن، أن "المقاومة في لبنان دعمت المقاومة في فلسطين منذ عشرات السنين، وهذا ليس بجديد، وهذا شرف وفخر لنا، ومحور القدس قدم ما يستطيع ومن ضمنه لبنان، ومنذ اليوم الأول أسفرت العمليات عن خسائر كبيرة لدى العدو، وهو كان يتحدث عن الجبهة الشمالية بقلق وتوتر، وما قامت به المقاومة كان له التأثير الكبير، وما قام به الإخوة في اليمن والعراق مسألة طبيعية. أميركا تأتي بالبوارج وحاملات الطائرات من أقاصي العالم وتفتح كل مخازنها للعدو الإستراتيجي، فيما على بابنا عدو قاتل إرهابي، ولا يحق لنا أن نتدخل، ولماذا يذهب الأميركي إلى أوكرانيا، فيما منطق الجغرافيا يهدد أمن لبنان من بوابة فلسطين، لذلك نحن معنيون أن نكون إلى جانب فلسطين".

ورأى الحاج حسن أنّ "العدو وضع أهدافًا لم يستطيع أن يحققها، وهو قاتل وإرهابي لم يستطع تحمل تصريحات رئيس وزراء إسبانيا وبلجيكا، والأمين العام للأمم المتحدة، تعرفون لماذا؟ لأنه قاتل ومجرم وسفاح".

وردًا على سؤال أكد الحاج حسن أن "لا قلق على الوحدة الوطنية، والاتفاق الذي وُقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله أراح البلد، وهناك دور كبير للرئيسين السابقين إميل لحود وميشال عون بالحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي، مع الإشارة إلى أن علينا أن نكون يقظين تمامًا لما يحاك للبنان والمنطقة".