اشار نائب رَئِيس الْمَجْلِس الإِسْلَامِي الشِّيعِي الأَعْلى رَئيس مَجْلِس أَمَنَاء الْجَامِعَة الإِسْلَامِيَّة فِي لُبْنَانَ الشَّيْخ عَلِي الخطيب، خلال رعايته اِحْتِفَال انْطلَاقة الْعَام الدراسِيِّ الجامِعي، الى ان "الجامعة الإسلامية في لبنان التي تعد إحدى الجامعات الوطنية الخاصة المتميزة، وثمرة من ثمار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برؤى الامام السيد موسى الصدر، وبالمساعي الحثيثة التي قام بها سماحة الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وبمتابعةٍ مباشرة من سماحة الإمام الراحل الشيخ عبد الامير قبلان، وبدعمٍ مباشرٍ وقوي من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورعاية مستمرة من رئاسة مجلس الأمناء فكانت هذه الجامعةُ جامعةً تقدم لكم كل ما تحتاجونه خلال مسيرتكم العلمية فيها، فإن مسؤولية رئاستها وعمدائها ومدرائها وأساتذتها أن يكونوا في موقع الجهوزية لاتخاذ زمام المبادرة في تنمية ما تمتلكون من مهارات وقدرات ووعي ومسئولية وفهم متعمق للحياة في جميع نواحيها العلمية والدراسية والشخصية".
ولفت الخطيب الى ان "جلُّ اهتمام إدارة الجامعة وتركيزها على محورين أساسيين وهما: أولاً: أن تتسع الفروع والكليات والاختصاصات لتشمل كل احتياجات الطلاب، لا سيما المعاصرة منها، ومن أجل ذلك عملت الرئاسة الحالية للجامعة الاسلامية على توسيع الفروع ومبانيها، وعلى حُسنِ التجهيز التقني لتستوعب الحاجات الحاضرة والمستقبلية بكافة كلياتها الدراسية وتوسيعها إلى أقصى حدود الإمكان.
ثانياً: المحور الثاني يركز على التحول الرقمي وأهميته كونه أصبح أسلوب حياة وليس خيارا، فلذلك قامت رئاسةُ الجامعة الإسلامية بعدة أنشطة في هذا المجال، مما يؤدي إلى الحفاظ على جودة العمل، والسعي نحو توفير الأكلاف، وهذا سيساعد في تحقيق مشروع جامعة متقدمة، من أجل المستقبل".
وتوجه الخطيب الى هيئة التدريس والهيئة الادارية، بالقول: "أدعوكم إلى دعم وتطوير العملية التعليمية والبحثية في الجامعة الاسلامية، وأن تكون جامعتنا بيتَ خبرةٍ تساهم في تطور وتقدم المجتمع وحل مشاكله العلمية على انواعها، وكذلك إلى التركيز على دور البحث العلمي في الجامعة بما يجعلها تتبوأ المراكز المتقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، لا سيما أن الجامعة الإسلامية قامت بخطوات بارزة ومميزة على صعيد التصنيف بمتابعة جدية من قبل رئيس الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور حسن اللقّيس وفقه الله في كل مساعيه الخيرة".
واثنى الخطيب على إرادة الجامعة الاسلامية لتجاوز الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر بها البلاد، وكلكم تعرفونها، فاني أعبر لكم اننا مصرون على تجاوز الصعاب مهما قست وعلى تأدية رسالة العلم البنّاءة، وأقول إن لجميع العاملين فيها الحق بالتعبير عن احتياجاتهم الشخصية والعملية بما يؤدي إلى إنصافهم وتعزيز جامعتهم الغرّاء، خدمة للوطن وأجياله من أبنائنا الأعزاء وبناتنا العزيزات.
وذكر الخطيب أبرز إنجازات الجامعة الإسلامية بعد رئاستها الحالية، منذ ما يقارب السنتين لغاية الآن، حيث جاءت كالآتي:
١- التوسع في الفروع لتصبح خلدة والوردانية وصور وبعلبك وبرج البراجنة وسحمر ودير قنطار.
٢-البدء في بناء كلية الطب بالتعاون مع مستشفى الزهراء.
٣- إعداد ملف كلية الهندسة الزراعية في البقاع.
٤-دراسة الأقساط المالية إلى أدنى حد ممكن، وإعطاء العديد من المنح المالية.
٥-تحسين الأجور والخدمات وفق الامكانيات المتاحة.
٦-انضمام الجامعة الإسلامية إلى عضوية اتحاد الجامعات العالمية، واتحاد الجامعات العربية، والجامعات الفرنكفونية، فضلاً عن كونها صاحبة فكرة رابطة جامعات لبنان.
٧- عقد الاتفاقيات مع جامعات عربية وعالمية للتعاون العلمي.
٨- عقد المؤتمرات والمشاركة فيها.
٩- القيام بأنشطة تنموية عدة على أكثر من صعيد.
١٠- شاركت الجامعة الاسلامية في لبنان في تصنيفات الجامعات العربية فحازت على المرتبة 36 في العام 2022 بينما حازت على المرتبة 43 للعام 2023. وتقدّمت مرتبة الجامعة الى الدرجة 35 للعام ٢٠٢٤.
١١- اهتمت رئاسة الجامعة بالجودة فجعلتهُ نهجاً ادارياً وشكلاً قائماً على أساس إحداث تغييرات جذرية لكل العمليات الداخلية في كيان الجامعة.
١٢- اهتمت الجامعة بنظام للأرشفة علمي ودقيق وأمين.
١٣- إعداد المعهد العالي للدكتوراه.
١٤-تركيب الطاقة الشمسية.
١٥- هذا وتهتم رئاسة الجامعة حاليا بتحقيق ثلاثة أهداف محورية وهي: تعزيز الشفافية، وتفعيل المساءلة، ومنع الإفلات من العقاب. وبالإضافة إلى ذلك إجراء: مناقلات، وتغييرات، واتخاذ إجراءات إدارية صارمة.
١٦- البدء بتأسيس المجلس الأعلى للبحث العلمي والنشر.
١٧- تعزيز العلاقة مع وزارة التربية والتعليم العالي، بهدف تعاون مثمر وفعّال.
١٨- تجديد الاعتراف مع دولة العراق الشقيق، بمساعي حثيثة ومباشرة من رئيس الجامعة وبدعم من دولة الرئيس نبيه بري.
١٩- وأخيراً، ملاحقة الاخبار الملفقة التي تتسرّب أحياناً في بعض المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف الإساءة إلى الجامعة ونشاطاتها.
أختم، في هذا المجال، فأحييكم تحية مباركة، متمنياً لكم جميعا أيها الأعزاء الكرام في الجامعة الاسلامية عاماً دراسياً حافلاً بالجد والاجتهاد والمثابرة والنجاح والبحث عن السبل الكفيلة بالارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي،، كونه يمثل القاعدة الرصينة للبناء العلمي والمعرفي والثقافي والقيمي في لبنان وفي المجتمعات الإنسانية، حفاظا على أداء رسالة الجامعة وسمعتها ومستواها العلمي والاخلاقي، فإن الجامعة منذ، تأسيسها تتعرض لمحاولات إسقاطها مما يحملنا مسؤولية إضافية لتكون على قدر الآمال التي عقدت عليها من حين تأسيسها، فالكل في سفينةٍ واحدةٍ نرتفع معها، أو لا سمح اللهُ، نسقط معها، وكلي أملٌ أنّ الرئاسة الحالية للجامعة المتمثلة بالأستاذ الدكتور حسن اللقّيس سترتقي بها لتكون في مصاف الجامعات العالمية الكبرى في العالم، ولا تنقصه الخبرةُ ولا المعرفةُ لتحقيق هذا الأمل.
سياسيا، لفت الخطيب الى ان "وظيفة الكيان الصهيوني اللقيط في قلب المنطقة العربية والاسلامية هي المحافظة على هذا الواقع ومنع اي محاولة لتغييره فالمشكلة في حقيقتها هي مع المشروع الغربي الاستعماري والصهيونية العالمية التي ارتضت ان تكون في الواجهة وهي مشكلة العالم العربي والإسلامي وليست مشكلة خاصة مع الشعب الفلسطيني كما حاول الغرب والقوى الداخلية التابعة له تصويرها عبر شعار لبنان أولا وسوريا أولا وهكذا في محاولة لتحييد العالم العربي والإسلامي وترك الشعب الفلسطيني يخوض وحيدا معركة الأمة ليسهل على الغرب القضاء على القوى المقاومة فيها التي تعمل على اعادة الاعتبار للتعاون العربي والإسلامي للنهوض والتخلص من التبعية وتحقيق الاستقلال الحقيقي والاستفادة من ثرواتها المعرفية ومواردها الطبيعية".
وراى ان "مسارعة الغرب لنجدة العدو الصهيوني بعد تنفيذ المقاومة عملية طوفان الاقصى التي هزّت كيان العدو الصهيوني لم يكن إلا للحفاظ على هيمنته ومصالحه وهيبته التي عرّضتها عملية طوفان الاقصى للخطر، ولذلك فإنه لا يمكننا في لبنان ان نتصرف بحيادية اتجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني لان المشروع يتعدى الفلسطينيين إلى سائر المنطقة العربية والاسلامية ولبنان بشكل خاص".
واضاف :"كان وعينا لحقيقة المشروع الغربي الصهيوني مبكراً ووقف شعبنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفع اثمانا باهظة على هذا الطريق وكان الجنوب اللبناني مفتوحا أمام قوى المقاومة لمجابهة الخطر الغربي الصهيوني وانخرط ابناؤه فيها".
واكد الخطيب اننا "بحاجة إلى حوار داخلي وسوف يتبين للجميع أن الهواجس الداخلية من المقاومة عائدة إلى طريقة التفكير والحسابات الطائفية الخاطئة وان المقاومة خارج هذه الحسابات فالمقاومة حررت لبنان وهي تقوم بردع العدو وتحافظ إلى جانب الجيش والشعب اللبناني عن حدوده ومصالحه وهي ليست بديلا عن الجيش كما أنه ليست لديها اجندات خاصة تريد فرضها على اي فريق واجندتها هو الحفاظ على لبنان ووحدة ترابه وكرامة شعبه".