أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن الغرب ارتد على كل القيم التي بشّر بها ونادى بها، من ديمقراطية وحقوق إنسان وحرية التعبير والكلمة الحرة، كما لم تعد تحرّك ضميره ووجدانه الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية وانتهاك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ولفتت إلى أن الغرب أغرقنا بمصطلحات وكلمات ومفاهيم تهدف لتضييع وتمييع القضية التي بكل بساطة هي تحرير الأراضي المحتلة، معتبرة أن كل المصطلحات والأفكار التي تعرض ما هي إلا محاولة لإخراج الموضوع عن سياقه، مشيرة إلى أن "دولة الاحتلال تدرك أهمية هذا الخلط وتجيد اللعب عليه. لهذا رفضت إسرائيل كلمة وطن في مسمى السلطة الفلسطينية".

ورأت أنه "دون أن نعود للقضية التحرير لن يكون هناك حل. نعم لقد تجاوز الزمن فكرة حل الدولتين والآن نحن أمام حل وحيد وهو إنهاء الاحتلال. لأن حل الدولتين يكون بإرادة طرفين راغبين في الحل وهو ما لا يتوفر لدى دولة الاحتلال التي تعتبر فكرة حل الدولتين مناقضة لفكرة إسرائيل الكبرى".

ولفتت إلى أن الحرب الاقتصادية على مصر هي جزء من خطة إسرائيل الكبرى. وكذلك الحرب ضد سوريا واغتصاب أراضيها، كلها تصب لصالح مشروع إسرائيل الكبرى. الأمر واضح، حتى الدول التي تصالحت مع إسرائيل لم تسلم. وكانت في مقدمة الدول التي تعرّضت لمشروع الشرق الأوسط الكبير. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك الضغط الذي تم على السودان بهدف التطبيع لم ينجِ ويمنع السودان من حرب أهلية".

واعتبرت أن "الأمن بمفهومه الإستراتيجي مهدد في منطقة الشرق طالما الاحتلال قائم"، مشيرة إلى أن "دولة الاحتلال خطر وجودي كالسرطان ثبت ضرورة استئصاله، لأن كل المسكنات ما هي إلا مجرد وقت لنمو واستفحال هذا الخطر الخطير"، لافتة إلى أن "ليس هناك أي مبرر على بقاء الاحتلال. لقد حاول واختبر العرب مع دولة الاحتلال كل الطرق للوصول لتسوية نهائية. فكانت فكرة الأرض مقابل السلام، وكأن إسرائيل تعطي العرب حقاً مقابل السلام. ثم انتقلنا إلى مرحلة التطبيع مقابل السلام"، مؤكدة أن "مفهوم التطبيع مقابل السلام خطير جداً في تبعاته ونتائجه لأنه يعني عملياً القبول بالأمر الواقع، وبمعنى آخر تقبل فكرة دولة إسرائيل الكبرى. ولن ترى المنطقة في ظل هذه المفاهيم المغلوطة إلا المزيد من الفوضى وخلط الأوراق".

وأضافت: "حل الدولتين يقوم بين كيان يريد أن ينفصل إلى كيانين قانونيين والعيش بسلام كدول متجاورة"، معتبرة أن "هذا الحل تجاوزه الزمن بتجاوز إسرائيل اتفاقية أوسلو 1993 الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في إطار حل الدولتين"، بينما اليوم الحل هو إنهاء الاحتلال الذي يعني تنفيذ دولة الاحتلال لواجباتها التي تلزمها به كل الأعراف والقوانين الدولية".