انتقل الجيش ال​اسرائيل​ي، ولو بشكل غير رسمي، الى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، والتي تتضمن تقليصاً للأعمال العسكرية، وتوسيعاً للأعمال الأمنيّة التي بدأت من ​سوريا​ ومرّت ب​لبنان​، في الضاحية و​الجنوب​، ووصلت الى العراق، بالتعاون مع الأميركيين، فما هو انعكاس هذه المرحلة على جبهة الجنوب اللبناني؟.

مع بدء تسريح بعض ألوية الاحتياط في ​الجيش الاسرائيلي​، وإعادة الانتشار في ​قطاع غزة​، الذي ترافق مع سحب للجنود، يمكن القول أنّه قد أطلق، ولو قبل أن يُعلن، المرحلة الثالثة من الحرب، وهو ما أشارت إليه القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر تؤكد أن "وزير الخارجية الاميركي ​أنتوني بلينكن​ سيطلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ خلال زيارته لإسرائيل الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب، وإعلان ذلك بشكل رسمي"، على اعتبار أن هذه المرحلة قد تؤدّي الى خفض التصعيد المستمر في الجبهة مع لبنان.

في اسرائيل رؤية تتعلق بضرورة تفعيل عمليّات الاغتيال، فهم يعتبرون أنّ هذه العمليات كفيلة بتعويض بعض الفشل العسكري في غزّة ومنح الجمهور الاسرائيلي بعض الانتصارات المؤثرة على معنوياتهم، كما أنها ستُضعف حركة حماس والمحور وتدفع أكثر باتجاه القبول بالتفاوض على وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم أنّ عمليّة اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبيّة كان لها ردّ فعل عكسي على هذا الهدف، ولكن في اسرائيل إيمان بأن النتائج ستأتي ولو بعد حين.

نجحت اسرائيل في تنفيذ عمليّات اغتيال كبيرة ومهمّة في سوريا ولبنان، وبحال كان هدف المرحلة الثالثة تقليص الاعمال العسكريّة بما يؤدّي الى خفض التصعيد في لبنان، فإن مصادر متابعة تؤكّد أنّ هذه المرحلة قد تكون أخطر من مرحلة الحرب الثانية، خاصة بحال اعتبرت اسرائيل أن بإمكانها تنفيذ عمليّاتها الأمنيّة في كل الدول المحيطة بها والقريبة، من لبنان الى سوريا والعراق، وصولاً الى ما هو أبعد في اليمن وإيران، وهنا قد يحصل خطأ بالحسابات.

بحسب المصادر فإنّ محور المقاومة تدخل بالحرب القائمة على غزّة لوقفها، ولن يتراجع عما يفعله قبل تحقيق هذا الهدف، لكنّه بالمقابل، وبكل تأكيد، لن يقبل بأن تصبح كل الدول مسرحاً للعمليات الاسرائيليّة الامنيّة المدعومة أميركياً، وكل استهداف في أي دولة سيكون له ردّه، ومع استمرار العمليّات قد تصبح الردود أقوى وأعنف وعندها نقترب مجدداً من الحرب الشاملة والواسعة، والتي لا يزال المحور يرفضها لكي لا تكون رافعة لرئيس الحكومة الاسرائيلية الذي يبدو أنه يهرب الى الأمام بدل التراجع الى الخلف.

وتُشير المصادر عبر "النشرة" الى أن المرحلة الثالثة من الحرب قد تشهد المزيد من الاستفزازات الاسرائيليّة، وهنا يأتي دور الأميركيين بحال كانوا صادقين في رفضهم للحرب، مع العلم أن هذا الرفض يأتي لمصلحة الاسرائيلي لا لمصلحة دول المنطقة ولا لمصلحة شعوبها، فالأميركي بحسب تقاريره الاستخباريّة يؤكّد صعوبة أن تخوض اسرائيل حرباً على أكثر من جبهة، كما أنه لا يرغب بالغرق في حرب طويلة تُلهيه عن باقي الملفات الساخنة في العالم، لذلك فالمرحلة المقبلة ستكون حساسة للغاية.