أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، خلال لقائه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، إلى أنّ "تجذّرنا بالأرض هو جزء من صمودنا".

ولفت إلى أنّ "الفلسطينيين لديهم الحق بانشاء دولتهم"، موضحًا أنّ "إسرائيل عدو للبنان، ونحن بلد عانى من الغطرسة الإسرائيلية وحرماننا من مواردنا، ولا يزال هناك سطو على جزء من اراضينا، ونعاني من التهجير القسري للفلسطينيين الموجودين على أرضنا وهو مبدأ ترفضه المجر، ومن الاغتصاب الاسرائيلي لأرض جيراننا ومن مهانتهم الدائمة لكرامتهم وحياتهم، وطبعا من الابادة الجماعية والتمييز العنصري الذي يعانون منه وخاصة في الاعتداءات الأخيرة على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية وعلى الاراضي الجنوبية في لبنان، والتعرض الهمجي للمدنيين الأبرياء وخاصة النساء والأطفال، وهي بالمحصلة ممارسات همجية يتعرض لها من يقاوم ويواجه ويرفض الظلم القائم".

ولفت إلى أنّ "إسرائيل لم يعد بإمكانها فرض الشروط غير العادلة علينا وعلى الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أنّ "الممارسة الإسرائيلية لا تسمح بالاستقرار في منطقتنا".

وشكر باسيل المساعدة التي تقدمها المجر للبنان، وقال: "لا ننسى مساهماتها لترميم الكنائس ونشكرها على المشاريع، ولا ننسى المواقف السياسية تجاه النزوح والإرهاب والوجود المسيحي الحر".

وأضاف باسيل "نحن في لبنان بلد عربي مشرقي متوسطي نبغي السلام والاستقرار والازدهار، ونريد الانفتاح على الشرق والغرب حيث اصدقاؤنا كثر ونريد لدولتنا لبنان ان تقوم على الحريات والحق، وان تكون مؤسساتها وعلى رأسها الجيش الوطني ضامنا وضمانا لكل أهلنا. وان تكون الشراكة والميثاقية في اساس حياتنا العامة المشتركة، وعلى رأسها رئيس للجمهورية ضامن للوجود المسيحي الحر وحام للدستور ولكل المكونات الأخرى المتعايشة والمتآلفة، ومن هنا اهمية واولية انتخاب هذا الرئيس على أسس الاصلاح والسيادة والشراكة والتوافق الوطني المطلوب والضامن للجميع".

وأكد باسيل "أننا نأمل بالحصول على مساعدة المجر وأن نتساعد من أجل اقناع اسرائيل بوجوب وقف حربها على غزة وعدم توسعها الى لبنان، وفي نفس الوقت بعدم استعمال لبنان منصة للهجمات على اسرائيل وان نحافظ على الهدوء والاستقرار ببلدنا وحدودنا وصولا الى الانماء والازدهار المطلوبين لنا ولمنطقتنا".

وكذلك لفت إلى "أننا نتفق على ان النزوح الجماعي الكثيف هو خطر على هوية الأوطان وشعوبها، ويجب منعه ومواجهته وخاصة اذا كان يحمل في طياته مشاريع مشبوهة لتهجير المواطنين والمس بالكيانات والثقافات وان الارهاب والتطرف العنفي هم اشكال من رفض الآخر فكريا وجسديا، وهي اساليب تعبر عن ضيق الصدر بسعة التنوع الذي تمتاز به منطقتنا".

وشدد باسيل في كلمته على "أننا ما زلنا نتمسك بمبدأ الحقوق للدول والشعوب وفق الشرائع الدولية والانسانية ونرفض مبدأ القوة المفرطة والمعايير المزدوجة، ونرى ان السلام لكي يكون عادلا وشاملا يجب ان يقوم بين الشعوب على مبدأ العدالة والقبول بالآخر"، معتبرا أن "الحل بالنسبة للفلسطينيين والاسرائيليين هو حل الدولتين مع القدس عاصمة متنوعة لكل الشعوب والاديان، اما بالنسبة للبنان وسوريا والعرب فالحل هو في مبادرة بيروت للسلام والقائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام وصولا للأمن مقابل السلام، الذي ممكن ان يتطور للفلسطينيين ليكون مبدأ الدولة مقابل السلام".

وأكد باسيل أنّ "اسرائيل لم تعد في ميزان قوى يسمح لها بفرض شروطها اللاعادلة على لبنان والفلسطينيين"، لافتا الى أن "الاتحاد الاوروبي مدعو ان يكون وسيطا عادلا، فأوروبا هي جارة الشرق الاوسط وتاريخها يسمح لها ان تكون متفهمة لطبيعة الصراع ومن مصلحتها ان يكون الشرق مستقرا ومصدر امان للبيئة الاورومتوسطية، وهذا لا يكون في ظل الممارسة الاسرائيلية".

وشدد على أن "اسرائيل لا يمكن ان تستمر بقوة السلاح بل بضمانة السلام ومن يريد مساعدتها عليه ان يقنعها بهذه الحقيقة"، ومؤكدا أن "الدم في غزة يكتب مستقبلا مختلفا وعلى اسرائيل ان تفهم ان الأمور تغيرت وان تقتنص الفرصة والا فالكارثة آتية عليها".

باسيل أشار إلى الاتفاق "على ان التنوع هو من ميزة البشر واوطانهم، ويجب الحفاظ عليه والاعتراف به بحرية، وانه ما يميز الرسالة المسيحية التي تدعو الى التسامح والغفران والعيش بمحبّة وسلام، وان وطننا ومنطقتنا هي منبع الأديان ومكان رحب للتنوع الثقافي والحضاري والديني، ويجب الحفاظ على مكوناتها لتعيش حرياتها في التعبير والتنقل والتفكير والممارسة، وان اي مس بها هو مس بطبيعة البشر، اي بطبيعة الخلق وهي رفض مقنع للخالق وعدم اعتراف به؛ ويأتي في هذا المجال ضرورة الحفاظ على المسيحيين وكل الأقليات وعلى دورهم ورسالتهم في اوطانهم الأصلية حيث ان انفتاحهم وتجذرهم هي شكل من اشكال صمودهم وبقائهم فيها".

وأضاف: "نحن متفقون على ان هذه المنطقة، تتسع بطبيعتها لجميع الاعراق والاديان والاشكال، وان لكل فرد او مجموعة فيها الحق بالعيش بأمان وسلام وطمأنينة دون الخوف من التعرض للالغاء"، مشددا على أننا "متفقون على حق لبنان، والدول العربية، ان تتمتع بالحرية والسيادة على اراضيها وان تعيش بعيدا عن التهديد الدائم لها، وان تستعيد حقوقها وفقا لقرارات الأمم المتحدّة، وان للفلسطينيين الحق بإنشاء دولتهم والعيش فيها باستقرار وبكرامة دون التعرض الدائم للمهانة؛ وعلى حق الشعوب بتقرير مصيرها وفق شرعة الأمم المتحدة، وان هذا الحقّ بتقرير المصير يمارسه الفلسطينوين والاسرائيلوين وفق القوانين الدولية وبملء ارادتهم واتفاقهم بين بعضهم. وان أي مداخلة من خارج المنطقة، يجب ان تكون قائمة على مبدأ الأمن والاستقرار، من دون تحريض او استقواء لأن هذه الشعوب يجب ان تعتاد ان تعيش مع بعضها على اساس حقوقها، وعلى المرجعيات الدينية والمحلية والاقليمية والدولية ان تساعد يإيجاد هكذا حلول".

بدوره، أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أنه يعمل على ان تكون "علاقتنا قوية ومتينة ونلتزم مساعدة المجتمعات المسيحية في الشرق". وقال: "نعيش في زمن المخاطر وفي كل من لبنان والمجر هناك حروب تدور في الجوار ونتعامل مع نتائجها. ونعلم في المجر حجم العبء الذي يشكله المليونا نازح سوري ونعلم أنكم تصرفون عليهم وأوروبا غير مستعدة لمواجهة تداعيات هجرة النازحين".

وأضاف: "القانون الدولي لديه بنود واضحة وهذا ينص على ان المهاجرين يجب ان يذهبوا الى اول دولة آمنة ولا يحق لهم اختيار هذه الدولة والمجتمع الدولي عليه مسؤولية مساعدة لبنان. وفي المجر ننظر الى ازمة الشرق الأوسط ببالغ القلق ولدينا شراكة استراتيجية مع إسرائيل ولكن قد لا نتفق تماما، فمن مصلحة المجر ألا يحصل ما حصل في 7 تشرين الأول وعلينا منع توسع الأزمة في الشرق الأوسط وتجنب تورط دول الجوار في النزاع".

وأشار الى أن "للأحزاب اللبنانية دور في منع حصول حرب جديدة قد تدمر الجميع ونحن جاهزون لتقديم المساعدة حتى لا يحصل هنا أي نزاع جديد ومن ناحيتنا قمنا بما نستطيعه ونساعد المجتمعات المسيحية لتزدهر".

وقال الوزير المجري: "ساعدنا في ترميم الكنائس والمستشفيات ودور الأيتام ونقدم مساعدات عبر الأدزية وكذلك منح دراسية. وحان الوقت لمساعدة الشعب اللبناني في ألا تنشب حرب جديدة وعلينا الانتباه كثيرا لعدم توسع الصراع".