رأى الصّحافي والمحلّل السّياسي ​يوسف دياب​، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الضجّة المُثارة حول عودة رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ إلى البلاد ليست عفويّة أو تأتي من فراغ، خصوصًا أنّها المرّة الأولى منذ تعليق عمله السّياسي، الّتي تكون فيها مجاهرة من قبل مسؤولين في تيار "المستقبل"، بدعوة المواطنين إلى المشاركة في ​ذكرى 14 شباط​ من أجل عودته.

وأشار إلى أنّ ما يحصل على الأرجح، يتقاطع مع شيء ما يحصل على المستوى الخارجي، في سبيل عودة الحريري السّياسيّة، لكنّه لفت إلى أنّ ذلك قد لا يكون بصورة فوريّة، بل من الممكن أن يكون تمهيدًا لدور ما في المرحلة المقبلة، لا سيّما أنّ غيابه أظهر خللًا كبيرًا في التّركيبة اللّبنانيّة، بينما ​الانتخابات النيابية​ الماضية لم تفرز قيادةً سنيّةً وازنة.

وفي حين أوضح دياب أنّ غياب الحريري أضرّ بخصومه قبل حلفائه، أكّد أنّ المرحلة المقبلة، بحسب ما يُقال، ستكون مرحلة تسويات أو ترتيبات على مستوى المنطقة، وبالتّالي لا يمكن الذّهاب في ​لبنان​ إلى ذلك من دون حضور قوي للمكوّن السّني، مشيرًا إلى أنّ لدى الحريري حضورًا دوليًّا قويًّا.

واعتبر أنّ ​دول الخليج​، وتحديدًا ​السعودية​، ربّما وصلت إلى قناعة بأنّ المكوّن السنّي غير موجود في المعادلة راهنًا، وطالما أنّ الحريري غائب سيكون هناك انتقاص من هذا الدّور في المرحلة المقبلة، وبالتّالي قد تكون هذه العودة والتّحضيرات لها على المستوى الجماهيري، مؤشّرًا على أنّ الدّول الخارجيّة تنتظر تأييدًا دخليًّا مشجّعًا لها كي تستأنف العلاقات معه.