اكد النائب سيمون ابي رميا، ان "التيار الوطني الحر يتعاطى بإيجابية مع كل طرح جدي ومع كل مبادرة يمكن ان تخرج لبنان من الفراغ الرئاسي والنفق المظلم الذي يعيشه"، لافتا الى اننا "مع اي حوار جدي يوصلنا الى انتخاب رئيس للجمهورية عبر جلسات متتالية للمجلس النيابي، بالتزام كل الكتل بتأمين النصاب وعدم تطييره في جلسات متتالية وصولا الى انتخاب رئيس، واذا تمُ التوافق المسبق على اسم الرئيس وبرنامجه عندها نكون ارتقينا إلى مستوى التحديات الخطيرة والتي تتطلب إجماعاً وتكاتفاً".

ورأى في حديث مع قناة الـ"OTV"، أن "استقرار لبنان وازدهاره مسؤولية لبنانية، قبل ان تكون خارجية خاصة في المحطات المفصلية والمحورية"، معتبرا ان "الجهد لانتخاب رئيس يجب ان يكون جهدا داخليا دائما، والمرتجى هو التعاطي بإيجابية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية".

وأوضح أبي رميا ان "لفرنسا مقاربات جديدة والخارطة الدبلوماسية الفرنسية تغيرت إذ لم يعد الملف الرئاسي من الاولويات، الأولوية اليوم لموضوع الجنوب والجهد الدولي يصب على عدم توسعة ساحة الحرب. ان العناوين الاساسية للحراك الفرنسي تتمثل في تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في المنطقة والمقترحات الفرنسية تشدد على تطبيق ال1701 وهذا يتناغم مع المنطق الدولي ومصلحة لبنان حيث ان تطبيق القرار 1701 يستوجب على اسرائيل وقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للحدود اللبنانية براً وجواً وبحراً".

وشدد على انه "يجب الحصول على ضمانات واجوبة واضحة من اسرائيل بإيقاف الاعتداءات والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة. ان الكرة في ملعب الإسرائيليين للالتزام بالقرار 1701 وليس في ملعب اللبنانيين".

وعن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله على ضوء التباين من المعركة مع اسرائيل قال ابي رميا: "التفاهم مع الحزب لا يعني زواجًا مارونيًا إنما هو اتفاق على عشرة بنود. اما القضية الفلسطينية هي قضية وجدانية بالنسبة لنا وقصة مبدئية مركزية لكن لها علاقة بكل الدول العربية وليس فقط لبنان، لذا مبدأ وحدة الساحات يعني انخراط كل الدول العربية في هذه المعركة وليس فقط لبنان. كما انه ليس من المسموح الغوص في مغامرات غير محسوبة تؤدي إلى حرب تدميرية".

كما اشار الى أنه "اذا كانت هناك مسائل خلافية مع حزب الله فهذا لا يعني "طلاقًا" والتواصل دائم مع الحزب خاصة بين النواب الذين يلتقون بشكل دائم وعفوي في مجلس النواب"، داعيًا الى "البحث الدائم عن القواسم المشتركة ليس فقط مع الحزب انما مع مختلف القوى".

واعتبر ان "وسط الوضع الاقتصادي المزري والهجرة ونزيف الأدمغة ووطأة النزوح السوري الذي حملناه في جولتنا الخارجية في بروكسيل مع الوفد النيابي اللبناني، ليس لدينا ترف النكد السياسي والا نكون عندها نقوم بعملية انتحار جماعي. علينا ان نتحلى بالمسؤولية الوطنية ونعي الخطر الوجودي الذي يهدد المسيحيين ولبنان. وادعو الى ابعد من التفاهم انما الى التوافق الدائم لنقل البلد الى بر الأمان".