حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو من إجراء انتخابات مبكرة في ظل الحرب التي تشنها حكومته على قطاع غزة، واعتبر أن ذلك سيؤدي إلى انقسام داخل الجيش ويشل قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نتانياهو تحدث فيه عن التطورات العسكرية والسياسية للحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 146 يوما، كما تطرق خلال للأزمة السياسية التي تتشكل حول قانون تجنيد الحريديين. وقال إن "الجمهور الإسرائيلي يشعر بوجود فجوة في توزيع الأعباء"، في حين شدد على أنه "من المستحيل التوصل إلى توافق تام" حول تجنيد الحريديين ومعايير الخدمة العسكرية الإلزامية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد اشترط توافق جميع مركبات الائتلاف الحكومي، بما في ذلك "المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس، على مشروع قانون التجنيد، لطرحه لمصادقة الكنيست، الأمر الذي يجب أن يتم حتى موعد أقصاه نهاية آذار المقبل.

وعن الشرط الذي وضعه غالانت، قال نتانياهو إن "أنا متأكد أن وزير الأمن يدرك المخاطر الأمنية ولذلك أنا مقتنع بأننا سنجد حلاً لهذا الأمر". وشدد نتانياهو على ضرورة الحفاظ على الوحدة الداخلية في إسرائيل في ظل الحرب على غزة.

واردف نتانياهو: "إننا نحقق أهداف الحرب بفضل شجاعة مقاتلينا والوحدة الداخلية. عندما نقف معًا نحن أقوياء جدًا. منذ بداية الحرب نحن نظهر وحدة رائعة في ساحة المعركة وفي المجتمع في إسرائيل، مما يذهل أعدائنا وأصدقائنا على حد سواء" وأضاف "إنني أعتز بشدة بدراسة التوراة لإخواننا الحريديين وتجنيدهم في منظمات الإنقاذ، ولكن من المستحيل تجاهل الشعور السائد لدى الجمهور حول التفاوت في توزيع الأعباء. ويدرك الحريديون هذا أيضًا؛ علينا تغيير الوضع".

وتابع "سنقوم بتحديد أهداف تجنيد الحريديين في صفوف الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية، وكذلك سبل ضمان تحقيق هذه الأهداف". وتابع "من الممكن الحصول على أغلبية في الكنيست لتمرير تسوية بهذا الشأن" وشدد على استحالة التوصل إلى توافق تام بين جميع شرائح المجتمع على مسألة تجنيد الحريديين. واشار الى انه "يكفي أن يكون هناك طرف ما لديه مصلحة في إجراء الانتخابات، عندها سننجر إلى الانتخابات"، وقال إن "الانتخابات العامة تعني نهاية الحرب، وتعني الهزيمة لإسرائيل. وشلل الدولة لمدة ستة أشهر على الأقل، تصبح فيها الدولة والكنيست مشلولة ومنقسمة، وتكون أيدي الحكومة مكبلة، ولن تكون قادرة على اتخاذ القرارات".

وأضاف "في الانتخابات العامة، لن يكون هناك جدل فحسب، بل ستكون هناك عواطف ومعسكرات وتحدي. يجب ألا يحدث هذا لنا خلال الحرب وفيما نحن قريبون جدًا من تحقيق النصر. الانتخابات العامة خلال الحرب ستعني الهزيمة لإسرائيل". وأضاف: "هذا هو حلم السنوار ونصر الله وإيران. إنهم ينتظرون هذه اللحظة".

وردا على سؤال حول القيود التي يطالب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بفرضها على المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، قال نتنياهو: "لم نقم باستبعاد الوزير بن غفير من المداولات. سنجري المزيد من المناقشات في الأسبوع المقبل، وسنسمح بحرية العبادة بشرط مراعاة الظروف الأمنية".