اشار العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة الى ان "العدو بات يتبع في غزة ​سياسة​ جديدة، وهي سياسة التجويع من خلال منع وصول المؤن إلى أهاليها، حيث تنتظر مئات الشاحنات على المعابر بحجة تفتيشها، وارتكاب أفظع المجازر إن وصلت إليهم وهو ما شهدناه في المجرزة التي حصلت أمس لمن كانوا ينتظرون وبشغف قافلة المؤن أن تصل إليهم، هذه المجزرة الجديدة التي ارتكبت على مرأى ومسمع من العالم، وباتت تمر مرور الكرام، سوى من بيانات إدانة وشجب دون أن تترك أثراً في الواقع، أو تسمن أو تغني جوع هذا الشعب، أو تخفف من معاناته".

واعتبر فضل الله انه "رغم كل ذلك يستمر الشعب الفلسطيني بمواجهة هذا العدو عبر الإصرار على ثباته في أرضه وعبر مقاومته التي تسطر كل يوم أروع ملاحم البطولة والفداء حتى الاستشهاد رغم عدم تكافؤ القدرات، وتجعل تموضعه في أي مكان يصل إليه مكلفاً، وهذا ما أشار إليه وزير الأمن الإسرائيلي عندما قال: إن إسرائيل تدفع أثماناً باهظة في أعداد القتلى والجرحى".

ورأى ان " المفاوضات التي تجري لإيقاف إطلاق النار لا تزال رهينة بشروط هذا الكيان الذي يريد أن يحصل من خلالها على ما لم يستطيع أن يكسبه بالحرب لاستعادة أسراه"، معتبرا "اننا أمام ما يجري نكرر دعوتنا للدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها في ضرورة الوقوف مع هذا الشعب بدعم موقفه في المفاوضات الجارية باستعمال كل وسائل الضغط التي يملكها على الكيان الصهيوني أو داعميه، لمنعه من تماديه في جرائمه والوصول إلى وقف دائم لإطلاق هذا النار يُنهي معاناة هذا الشعب وآلامه".

وتابع :"نحن في الوقت نفسه نجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى الاستمرار بدعمهم للشعب الفلسطيني ورفع أصواتهم لفضح ممارسات هذا الكيان وجرائمه عبر التظاهرات أو عبر الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل أو السبل القانونية، وللضغط على دولهم كي تأخذ مواقف عادلة مع الشعب الفلسطيني أسوة بالمواقف التي أخذتها الكثير من الدول".

ولفت الى انه "على هذا الصعيد، نرى أهمية ما جرى من الجندي الأمريكي أمام سفارة العدو في أمريكا، في أسلوبه الذي رآه الأنسب للتعبير عن إدانته لسياسة بلاده في مساعدتها للكيان الصهيوني بمده بالمال والسلاح والدعم السياسي والقانوني لارتكاب مجازره بحق الشعب الفلسطيني، وهو يعبر عن حال شريحة بدأت تتوسع في الداخل الأمريكي وترفع أصواتها في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والتي سنشهد المزيد من تداعياتها لدى الشعب الأميركي بكل تنوعاته".

من جهة اخرى، اشار فضل الله الى انه "في لبنان تتسع دائرة اعتداءات هذا العدو عليه لتصل إلى مواقع في العمق اللبناني، وهي تستهدف بذلك المباني السكنية والمؤسسات الاقتصادية، وباتت تطاول المدنيين وآخرها ما جرى في كفرا والتي لم يعد هدفها الضغط على المقاومة فحسب لإيقاف دعمها للشعب الفلسطيني في غزة، بل يريد من وراء ذلك تحقيق مكاسب له في لبنان تمس سيادته وحريته بذريعة حماية المستوطنين، وفي هذا الوقت، نكرر دعوة الدولة اللبنانية إلى القيام بمسؤوليتها تجاه الأعداد المتزايدة للنازحين في قراهم وتقديم يد العون لهم وسد حاجاتهم الضرورية وتوفير الإمكانات لهم واعتبار ذلك من أولوياتها في هذه المرحلة.

ودعا فضل الله إلى تكافل وطني عام حتى يشعر من اضطروا لمغادرة قراهم أن الوطن كله يقف معهم في هذه المرحلة وفاءً لهم وهم من قدم التضحيات لأجل هذا الوطن وحفظه طوال السنوات الطويلة السابقة.

وفي الختام، اعتبر فضل الله "اننا ننظر بشيء من الإيجابية إلى القرارات التي صدرت من الحكومة اللبنانية والتي قضت بزيادة رواتب القطاع العام والتي شملت العسكريين والمتقاعدين منهم وإن كانت لا تلبي احتياجاتهم المتزايدة في ظل الغلاء الفاحش والأعباء المتزايدة عليهم، والذي نأمل أن يسمح بعودة تيسير مرافق الدولة المعطلة ومعها مصالح اللبنانيين وأن يسهم في حفظ المؤسسة العسكرية وتعزيزها لتؤدي الدور المطلوب منها على صعيد الداخل وفي مواجهة من يتربصون بهذا الوطن".