كشفت مصادر موثوقة لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "مسؤولًا أوروبيًا رفيعًا نقل إلى مسؤولين كبار تحذيرًا من أنّ إسرائيل باتت تتحدث عن نفاد صبرها على استمرار "حزب الله" باستهداف الجيش الاسرائيلي والمستوطنات الاسرائيلية".

وبحسب المصادر، فإنّ هذا المسؤول بدا متماهيًا مع الموقف الاسرائيلي، لناحية التجاهل الكامل للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وإلقاء المسؤولية على الحكومة اللبنانية ومطالبتها بممارسة ضغوط على "حزب الله" لحمله على تطبيق القرار 1701، وإيقاف عملياته ضدّ الجيش الاسرائيلي التي هي سبب للتوتير على حدّ تعبيره، مشدّداً على "الضرورة الكبرى للقيام بإجراءات وترتيبات مشدّدة على الحدود لإشاعة الامن والاستقرار على الجانبين اللبناني والاسرائيلي".

وبحسب معلومات المصادر، فإنّ هذا الطرح قوبل من قِبل المستويات اللبنانية المسؤولة بعرض مفصّل للسلسلة الطويلة من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكّررة والتي فاقت الـ30 الف خرق للقرار 1701، اضافة الى استهدافها البلدات الجنوبية والعمق اللبناني والمدنيين. وبتأكيد على انّ لبنان لا يسعى الى الحرب، بل لا يريدها على الاطلاق، فيما اسرائيل هي التي تحاول ان توسّع دائرة المواجهات، وبالتالي بدل ان تتوجّهوا الى المعتدى عليه الذي يدافع عن بلده، عليكم أن تتوجّهوا الى المعتدي لوقف اعتداءاته».

وخلص الموقف اللبناني، الذي جاء على لسان احد كبار المسؤولين: "يبدو انكم بانحيازكم لاسرائيل تحاولون ان تقدّموا لها تعويضًا عمّا انتم تعتبرون انفسكم مدينين به لها منذ الحرب العالمية الثانية. في اي حال، سبق وقلنا لكل الموفدين الذين اتوا الينا، ونعود ونؤكّد الآن التزام لبنان بالقرار 1701 وتطبيقه بكل مندرجاته، مشدّداً على انّ مصدر الخطر على لبنان والمنطقة ليس من لبنان بل هو من اسرائيل، ودولكم مع الأسف تريد الأمن لإسرائيل، ولكن ماذا عن امن لبنان. ومن هنا ينبغي ان يتركّز الجهد الدولي، إن كان يريد الاستقرار في المنطقة فعلاً، على ممارسة ضغوط جدّية على اسرائيل، وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان".

في الملف الرئاسي، نقلت صحيفة "نداء الوطن" عن مصادر ديبلوماسية، قولها إنّ السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون أسرّت في لقاء سياسي قبل أيام بأنّ بلادها مقتنعة بوجوب الانسحاب من اللجنة، وبررت هذا الموقف بأنه نتيجة تقييم للهدف الذي حدّدته لعملها ألا وهو "إجراء الانتخابات الرئاسية". وتبيّن بعد مضي أكثر من عام وخمسة أشهر، أنّ هذا الهدف لم يتحقق، كما يبدو أنه غير قابل للتحقق حالياً.

وفي المعلومات أيضاً، أنّ السفيرة الأميركية اكتفت بالحديث عن تحوّل اللجنة الى "رباعية"، ما يعني أنها لم تقصد بانسحاب بلادها من اللجنة إنهاء عملها. ولم يعرف بعد هل اللقاء الذي عقدته "الخماسية" أمس بمشاركة جونسون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سيكون آخر مشاركاتها.

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية لصحيفة "اللواء"، أن اجتماع سفراء اللجنة الخماسية مع ميقاتي، لم يحمل جديدا يمكن أن يبنى عليه، او يتوقع منه اختراقا بملف الانتخابات الرئاسية، وانما كان طابعه شبه بروتوكولي يهدف إلى إزالة اي التباس من الاذهان، بحصر مهمة اللجنة بمقابلة مسؤول معين، واستثناء المسؤولين الاخرين وفي مقدمتهم ميقاتي، وكذلك للتأكيد باستمرار مهمة اللجنة باستكشاف مواقف كل السياسيين المعنيين والاطلاع على آرائهم وافكارهم بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية.

بينما نقلت الصحيفة عن مصادر تكتل "الاعتدال الوطني"، قوله إنّ المبادرة الرئاسية مستمرة، ولن تتوقف، ويغلب عليها التشاور، اكثر من الحوار، وترتكز على طرح اسم مرشحين بدل مرشح واحد، على ان تقتنع سائر الكتل النيابية بهذا التوجه.