أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وتوسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، مع ممارسات المستوطنين واقتحامات الجيش الإسرائيلي لمدن وقرى الضفة، تشجل وجهاً واحداً للسياسة الإسرائيلية التي تقوم على اجتثاث الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، وفقاً للأيديولوجية التلمودية التي لا تعترف بالضفة الغربية كأرض فلسطينية، إنما هي "يهودا والسامرة".

وأوضحت أن مع حكومة المتطرفين الحالية، بدأت تتعزز أكثر فأكثر فكرة أن "الشعب الفلسطيني غير موجود"، وفق وزير المالية المتطرف بتسئيل سموتريش، ولذلك فإن ما يجري في قطاع غزة وفي الضفة الغربية هو تنفيذ لهذه الفكرة، معتبرة أن موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة نحو 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية تشكل تحدياً للرأي العام العالمي والقانون الدولي، وتؤكد أن إسرائيل تتعمد استمرار دوامة العنف والتدمير، وتعرقل كل الجهود التي تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وعودة كل أهالي القطاع إلى مدنهم وقراهم، مع مواصلة حرب التجويع والحصار والتقتيل.

ورأت أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحث الخطى من أجل جعل قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً من خلال الإسراع في توسيع الاستيطان وعمليات التهويد، بحيث لا يبقى من أرضٍ لدولة فلسطينية محتملة، حيث يتم التهام الضفة الغربية بشكل متسارع من خلال تغيير جغرافيتها وديموغرافيتها، حيث يوجد الآن 176 مستوطنة، بما فيها مدينة القدس، و186 بؤرة استيطانية يسكنها نحو 727 ألف مستوطن، أي ما مساحته 42 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، في حين تلجأ القوات الاسرائيلية إلى ترهيب أهالي الضفة الغربية بمهاجمتهم واقتلاع أشجار الزيتون وهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم لحملهم على الرحيل.

ولفتت إلى أن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية رسخت مشروع تفتيت الضفة الغربية وعزل المواطنين الفلسطينيين في مناطق محاصرة ومحدودة المساحة ومقطعة الأوصال، والتضييق عليهم من خلال مئات الحواجز العسكرية بين القرى والمدن.