رأى النائب غسان سكاف، أن زيارة الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين الأخيرة إلى بيروت "أتت بأجواء إسرائيلية تشير إلى أن هناك تحضيرا لعملية عسكرية، وأن ما يسعى اليه الإسرائيليون هو تأمين سلامة المستوطنين في شمال إسرائيل، وإذا لم تتأمن سلامة هؤلاء بالطرق الديبلوماسية والسياسية، فسيكون ذلك بالطرق العسكرية، وهذا ما أشار اليه هوكشتاين عندما قال لنا ان وحدة الساحات لا تعني وحدة الهدنات، ما يعني ألا تنتظروا هدنة غزة لتكون هناك هدنة على جبهة الجنوب، وهذا ما يريده حزب الله".

وأشار في تصريح لصحيفة "الأنباء"، إلى أنه "يتوجب على لبنان أخذ العبرة من أننا لن نستطيع البقاء مكتوفي الأيدي وأن نأخذ تهديدات هوكشتاين بخفة، وهو أوصل رسالة مضمونها أنه حتى لو حصلت هدنة في غزة، عليكم أن تقرروا لأن هناك تصميما إسرائيليا للقيام بعملية عسكرية، ونحن كأميركيين نسعى إلى منع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو من الانفلات باتجاه الحرب. ونرجو الوصول إلى هدنة في غزة، كما نرجو ألا يتوقف التفاوض الأميركي - الإيراني، خاصة مع دخول الولايات المتحدة الأميركية مرحلة الانتخابات الرئاسية التي ربما ستؤدي إلى تخفيف وهج تدخلها لمنع الحرب الشاملة".

ورأى سكاف أن "كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل تسعى إلى الحرب، وأن حصول مواجهات بين حزب الله وإسرائيل وكسر قواعد الاشتباك، قد تؤدي إلى نتائج خطيرة وتدميرية على لبنان".

واعتبر سكاف أن "التعامل من قبل الدولة اللبنانية بخفة مع احتمال توسع الحرب هو خطأ كبير، كما التعامل بخفة مع الموفدين الدوليين بمن فيهم هوكشتاين الذين يسعون إلى منع توسع الحرب هو أيضا خطأ كبير". وقال: "من هنا على الدولة اللبنانية البدء بتحريك الوساطات الدولية لتنفيذ القرار 1701".

وعن موقف حزب الله الرافض لوقف عملياته العسكرية المساندة لغزة قبل وقف الحرب عليها، اعتبر أنه "علينا التوقف عن اللعب بالنار في الجنوب، لأن الوضع يلامس حافة الخطر الحقيقي، وهذا بالفعل ما نقله الموفد الرئاسي الأميركي إلى بيروت".

وأضاف "هناك إمكانية لخروج الأمور عن عقالها في لحظة جنون غير محسوبة للمجنون نتنياهو بعد أن سقطت قواعد الاشتباك. وأعتقد أن نظرية إسرائيل هي ممارسة الديبلوماسية على الطاولة فيما الميدان يكون مشتعلا، ونظرية لبنان وحزب الله هي المفاوضات على البارد، أي ممارسة الديبلوماسية على الطاولة بعد وقف إطلاق النار في غزة وعلى الجبهة الجنوبية، وهذا ما يسعى إليه حزب الله".

وعن لقاء هوكشتاين مع عدد من نواب المعارضة وإبلاغه رفضهم أي تسوية تسمح لحزب الله بالحصول على مكاسب سياسية مقابل موافقته على التهدئة، لفت سكاف إلى أن "ما تريده المعارضة هو ألا يستغل موضوع غزة او الحرب على الحدود الجنوبية من أجل فرض رئيس على لبنان، لأن ذلك يكون بمثابة تكريس للانقسام الموجود في البلد. كلنا يعلم أنه تاريخيا الرئاسة كانت وما زالت مهمة الخارج الاقليمي والدولي، وكانت مهمة المجلس النيابي تقتصر على انتخاب صوري، اليوم الصورة أصبحت مختلفة بسبب التوازن السلبي في المجلس، لذلك لا يمكن لفريق أن يفرض الرئيس، وأيضا الدول الداعمة للفريقين لا تستطيع أن تفرض رئيس".

وأعرب عن اعتقاده أن "اللجنة الخماسية ستكون الشاهد والضامن المعنوي لجلسة انتخاب الرئيس، ونتيجة المشاورات ستصل إلى الاسم الثالث الذي سيخوض السباق الرئاسي مع الأسماء الأخرى الثابتة. وفي حال حاز الاسم الثالث أكثر من 86 صوتا نذهب إلى توافق، وإذا لم يحصل على 86 نذهب إلى انتخاب مع المرشحين الموجودين، والكتل الصغرى في هذه الحالة سيكون لها الدور الأكبر في تحديد الفائز، وبعد الجلسة الأولى سينقسم المجلس إلى ثلاثة أقسام أو أكثر، عندها سيضطر مرشح أو أكثر للانسحاب لمصلحة آخرين، ودائما في جلسة مفتوحة وبدورات متتالية حتى صعود الدخان الأبيض وانتخاب رئيس، إذا المبادرة التي طرحتها مستفيضة أكثر وهي تضع ضوابط لعملية المشاورات لنصل إلى المؤهلين للترشح لرئاسة الجمهورية".