إحتفلت الجامعة الأنطونية بتجديد شهادة الاعتماد المؤسَّسيّ من الوكالة السويسريّة لاعتماد وضمان الجَودة، برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي عبّاس الحلبي.

وأكد وزير التربية أن "الجامعة الأنطونية رسّخت مكانتها في هذا اللبنان الذي يعاني من أوضاع مأسوية وواقع صعب، لكنها تمنحنا الأمل مع جامعات تسعى للريادة بالخروج من زمن اليأس، وفي أنه لا تزال هناك مؤسسات يمكن الرهان عليها في حماية السمعة الأكاديمية والاختصاصات والجودة"، مؤكدا "إن الجامعة الأنطونية تصر على العمل والعطاء والتفوّق، لتوفير تعليم عالٍ يحمل بصمات الريادة. وهي رسمت لنفسها مسارا أكاديميا راسخا في القيم الروحية والوطنية والعلمية والثقافية والإنسانية، ينسجم مع تاريخ الرهبانية الأكبر في لبنان".

ولفت الى أن "الجامعة الأنطونية استحقت تجديد الإعتماد المؤسسي، وما حققته هو ما نطمح إليه في مؤسسات التعليم العالي. الاشتغال بالبحث العلمي، والتصميم على التطور من دون النظر إلى المنافسة بل إلى ترسيخ الجودة التي تشكل الضمانة للتعليم العالي"، مشيرا الى ان "هذه المسالة أساسية ومن صلب أولوياتنا في التطوير، إذ لا أخفي عليكم أنه كان له حصة من الأزمة والانهيار. أعرف أن هناك تراكمات كثيرة أثرت على التعليم العالي، حيث تسلمنا ملفاً مليئاً بالثغرات ويشوبه الكثير من المخالفات، أبرزها عدم الالتزام بالمعايير الاكاديمية وبالجودة، فعملنا على إعادة تقييم وضع الجامعات، بهدف المحافظة على تميّز القطاع ورياديته. أعدنا تشكيل مجلس التعليم العالي مع لجانه الفنية ليتمكن من مواكبة أوضاع الجامعات الخاصة وضبط المخالفات وتطبيق القانون مع المحاسبة والمكاشفة واستعادة الممارسات القائمة على المعايير والجودة. واتخذنا قرارات حاسمة في هذا السياق. ووضعنا رغم الصعوبات استراتيجية للتعليم العالي نستكمل هيكليته عن طريق المجلس، وأقرينا الصيغة النهائية لمشروع مرسوم تنظيم الترخيص لبرنامج الماجستير في الجامعات الخاصة، ورفض الترخيص لأي مؤسسة تعليم عال جديدة في ضوء الحالة الراهنة لهذا التعليم".

بدوره، اعتبر رئيس الجامعة الأب ميشال السّغبيني، أن "تجديد شهادة الاعتماد المؤسَّسيّ من الوكالة السويسريّة لاعتماد وضمان الجَودة، مسيرة ضروريّة خاضتها الجامعة الأنطونيّة على مستوى التعليم العالي في لبنان. لافتًا الى أن تجديد الاعتماد ليس غايةً بل بداية مرحلة جديدة تشدّنا جميعًا إلى مستقبل أنجح".

وتابع مشيرًا الى أن "الجودة هي مسيرة نحو الأفضل، هي خروج من القوقعة، ونوع من العولمة الوجوديّة التي من دونها لا قيام للمجتمعات ولا تكامل فيما بينها. الجَودة هي مجموع سِمات وخصائص وميزات، تجعل ما يُقَدَّم قادرا على تلبية الحاجات المطلوبة بالطريقة الأسمى، وتشكّل مقياسا للتميّز والتمييز، يطهر من الشوائب والنواقص عن طريق الالتزام الصارم بمعايير قابلة للفحص والتحقّق، بهدف إنجاز تجانس وتماثل في التعليم والبحث والخدمة، ترضي متطلّبات محدّدة، وتقدّم اعتماديّة مطلوبة. ولذلك فهي تتطلّب مراقبة الكفاءة والفعاليّة وتحسينهما باستمرار. الجودة تمنعنا من الاستسلام والاكتفاء بالقليل. فعندما يعرف المرء بجودته وجوده، يُعرف بسخائه وعطائه".