أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن من أوضار السياسة أن الإنسان والانسانية لا تدخل في حساباتها، والمجاعات والدمار والموت الذي يحصد الأبرياء لا تزيد على كونها أضراراً جانبية في سبيل تحقيق أهدافها.

وفي حين لفتت إلى أننا "لسنا في حاجة للإشارة إلى وضاعة وشراسة الآلة العسكرية الإسرائيلية الصهيونية، هذه حقيقة معروفة لأنها تعتبر نفسها في حالة حرب دائمة مع الشعب الفلسطيني بشكل أو بآخر منذ احتلال فلسطين، وأيضاً لسنا بحاجة لتكرار القول بأن الدول الكبرى وفي مقدمتها أميركا تدعم همجية إسرائيل وتنكيلها بالشعب الفلسطيني، وما يحدث في غزة منذ شهر تشرين الأول الماضي ليس إلا دليل جديد على هذه الحقيقة، لكن السؤال المهم هو هل فكر من أطلقوا شرارة هذه الكارثة بهذا المآل المأساوي لشعب غزة، ومهما كان الهدف المتوقع في حساباتهم كبيراً ومهماً هل كان يستحق هذا الثمن الباهظ الذي لم يدفع الشعب الفلسطيني مثيلاً له منذ النكبة الأولى".

وسألت: "أين هم كبار الذين خططوا لهذه الحماقة الكبرى، إنهم ينعمون برغد العيش في المنافي الاختيارية الفارهة، ويتمتعون بالحماية والأمن مع عائلاتهم، ويجتمعون حول الموائد العامرة بما لذ وطاب، ويقيمون الأفراح والليالي الملاح. لا تصدقوا أنه لا علاقة لهم بما حدث، وأن نفراً من داخل غزة وحدهم هم من اتخذوا القرار، وحتى لو كان ذلك وارداً فإن هؤلاء محصنون داخل غزة، ربما بحماية إسرائيل، يأكلون ويشربون وينامون، ثم يصحون ليطلقوا تصريحاتهم العنترية".

وأضافت: "ما أرخص الإنسان في عالم السياسة، وما أحقر الذين يدعون الدفاع عن قضية ثم يتسببون في إبادة أهلها".