اشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ان مقاومتنا في لبنان موجودة وجاهزة، ونعتبر أنَّ وجودها ضروري وجهوزيتها ضرورية وطريقة أدائها أيضاً ضروري، لا يستطيع لبنان أن يستمر أو أن يتسقر أو أن يكون مستقلاً وعزيزاً من دون هذه المقاومة الضرورية بوجودها وأدائها وجهوزيتها، والدليل على ذلك هو التاريخ القريب الذي حصل، سنة 1982 عندما دخلت إسرائيل إلى لبنان كان هدفها إخراج الفلسطينيين، وخرج الفلسطينيون إلى تونس، لماذا بقيت إسرائيل 18 سنة في لبنان؟ لأنها كانت تريد إنشاء المستوطنات في جنوب لبنان، وكانت تريد أن تقوم بتوطين الفلسطينيين، وأيضاً كانت تريد التأمين على حكم سياسي في لبنان يكون تحت إدارتها لكنَّ المقاومة لم تُمَّكنها من النجاح بتكاتف بين الجيش والشعب والمقاومة، إذاً المقاومة ضرورة.

واردف الشيخ قاسم في احتفال تابيني في مجمع المجتبى – بيروت، "لا تناقشوننا بأنَّ هذه المقاومة مشكلتها أنَّ معها سلاح، كيف يقاتل الإنسان بدون سلاح؟ السلاح مشكلته إذا كان يستخدم في الداخل لترجيح فريق على فريق أو للتحكم بالوظائف أو للتحكم بالسياسية وإدارة البلاد، أمَّا السلاح المخصص للمقاومة الذي لا يقاتل ولا يواجه إلَّا العدو ويتحمل كل ما يقوله الأطراف في الداخل ليبقى متوجهاً إلى العدو، هذا السلاح وهذه المقاومة كيف يمكن أن يتخلى عنها البعض؟ لولا هذه المقاومة ولولا سلاح هذه المقاومة لما ارتدعت إسرائيل".

واشار الى ان هذه المواجهة التي نواجهها اليوم مساندةً لغزة هي في اتجاه معيَّن مساندة لغزة ولكنها أيضاً تؤدي خدمة كبيرة للبنان، لأنها تُفهم إسرائيل بأن تكون مردوعة في أنَّ المقاومة حاضرة فلا يمكن أن تفكر إسرائيل في غزو لبنان مرة جديدة من دون مواجهة ووضع حد لها. نحن لا نرى فصلاً بين مساندة غزة ومصلحة لبنان، كل المقاومة في لبنان لا فصل فيها بين مصلحة فلسطين ومصلحة لبنان، نعم بالأولوية مساندة غزة، ولكن هل مساندة غزة معزولة عن لبنان؟ نحن نواجه عدواً توسعياً فمن الأفضل أن لا نترك هذا العدو يتصرف بمبادرات ضدنا وأن نبادره حيث لا يكون مستعداً لنا لنمنع احتمال المبادرة عنده عندما يكون قادراً عليها. نحن لا نتصرف على طريقة عليهم يا عرب، نحن نعرف ما نقوم به وكل شيء مدروس. هذا العدو إن تُرك لا يَترك، لذلك لن نتركه حتى يفهم أننا في المرصاد.

واوضح بانه اليوم العدو يحاول أن يتوسع في الاعتداءات المدنية في بعلبك أو البقاع الغربي أو أي مكان آخر، وكلها سيكون هناك ردود عليها وحصل رد على بعلبك بعد ساعة على أماكن استراتيجية موجودة عند العدو الإسرائيلي، ولن نخشى مهما كان الثمن ومهما كانت الصعوبات. كل عدوان على مدني وعلى واقع لا يتناسب مع طبيعة المواجهة الحالية، سنرد عليه ونقول له أننا جاهزون ونحن في الميدان ولا نقبل أن تزيد اعتداءاتك من دون أن تدفع الثمن، ونحن حاضرون مهما كانت التضحيات ومهما كانت الصعوبات. هذه المواجهة التي نقوم بها على الرغم من تكاليفها الكبيرة، تأكدوا هي أقل كلفة بكثير مما لو انتظرنا العدو ليأتي إلينا، هذا عمل دفاعي بكل ما للكلمة من معنى.