في ظلّ المجازر الإسرائيلية المتواصلة في غزة وجنوب لبنان، أكدت مصادر فلسطينية في بيروت لصحيفة "الديار"، أن "الحرب طويلة، والمعادلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باتت "يا قاتل يا مقتول"، فهو يرفض كل المبادرات، وما زال يفتش عن صورة النصر ولن يوقف الحرب قبل تحقيقها؛ تلافيا لدخوله السجن ونهاية مسيرته السياسية".

وكشفت معلومات أمنية للصحيفة، أنّ "العديد من عناصر الشبكات الاسرائيلة تم اعتقالهم في الضاحية الجنوبية والبقاع والمخيمات والشمال مؤخرا، واعترفوا بالتعامل مع العدو وكشفوا عن معلومات مهمة"، مشيرةً إلى أنّ "الاجهزة الامنية تحيط التحقيقات بسرية تامة، بعد ان اتخذت قرارا بمنع الكشف عن نشاط اي شبكة وكيفية اعتقالها، بعدما تبين من التحقيقات وجود روابط ما بين الشبكات والخلايا والاشخاص، دفعت بعضهم الى مغادرة البلاد بعد التسريبات عن اعتقال عدد من العملاء".

الخطر الأمني... ومخاوف من "مُغامرة" نتانياهو القادمة

على صعيد متّصل، عبّرت مصادر رسمية لبنانية لصحيفة "الجمهورية"، عن "مخاوف من أن تهرب اسرائيل من "حشرتها" بعد قرار مجلس الامن حول غزة، وتترجم تهديداتها الاخيرة بحرب على لبنان، وفق ما اعلن وزير الخارجية الاسرائيلية يوآف غالانت على إثر صدور قرار مجلس الامن حول وقف اطلاق النار في غزة". ورأت أنّ "الموقف الاميركي بعدم وضع "فيتو" على القرار، نقطة تحوّل في مسار الحرب، والعلاقة مع نتانياهو، ولكن ما نخشى منه هو أن يغامر نتانياهو إما في اتجاه رفح، أو في اتجاه لبنان".

لا حرب

في هذا السياق، لفت مصدر دبلوماسي من العاصمة الفرنسية لـ"الجمهورية"، إلى أنّ "باريس تتحرّك في أكثر من اتجاه في المنطقة، لاحتواء الوضع القائم، وإضعاف احتمالات الحرب الواسعة انطلاقاً من جبهة جنوب لبنان".

وذكر أنّ "باريس تلقّت تأكيدات من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، بأنّهما لا يرغبان في التصعيد وتوسيع دائرة المواجهات"، مبيّنًا "أنّنا أكّدنا للجانبين الا مصلحة لأي جهة في التصعيد، ومن هنا فإنّ ثمة ضرورة قصوى في وقف العمليات العسكرية بصورة عاجلة، كون الوضع القائم حالياً، هو حالة حرب مفتوحة على أن تتطوّر في لحظة خطأ في التقدير او في الحساب، الى حرب كبرى يصعب احتواؤها او تقدير عواقبها على جميع الجهات".

كلاوس تستنجد بالقوى الامنية لقمع المحتجين: فلسطينو لبنان في مواجهة مفتوحة مع ادارة "الأونروا"

من جهة ثانية، أفادت صحيفة "الأخبار"، بأنّ "قيادة تحالف القوى الفلسطينية واتحاد المعلمين الفلسطينيين فتحت معركة كسر عظم مع إدارة وكالة "أونروا"، لإجبارها على التراجع عن إجراءاتها العقابية غير المسبوقة، "والمنصاعة لابتزاز السفارة الأميركية وبعض السفارات الأوروبية"، بحقّ موظفين فلسطينيين، على خلفية انتماءاتهم السياسية وتحت غطاء خرق الحيادية، وفي مقدّمهم رئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف الذي أوقف عن العمل لثلاثة أشهر، قابلة للتجديد، من دون راتب".

وأشارت إلى أنّه "أعلنت للغاية برنامج تحرّكات احتجاجية متصاعدة، بدأ بتنفيذ اضراب شامل هذا الأسبوع، حيث أقفلت المدارس ومكاتب المناطق ومكاتب المخيمات، ما عدا المؤسسات الصحية، على أن يجري نهاية الأسبوع تقييم للموقف والتحضير لبرنامج الأسبوع المقبل. وفيما تسعى قوى التحالف إلى تأمين الدعم السياسي للتحركات في صفوف الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ظلّل الانقسام الفلسطيني المعركة مع الوكالة".

وأوضحت "الأخبار"، أنّ "بعد مشاورات جرت خلال اليومين الماضيين، وصدور البيان المشترك عن جميع الفصائل بادانة قرارات ادارة الوكالة في بيروت، امتنعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، باستثناء الجبهة الشعبية عن المشاركة في التحركات، وسط مؤشرات لدى قيادة حركة فتح في لبنان برفض المواجهة المفتوحة، على خلفية رفضها للأشكال المطروحة للتحرك".

وأضافت: "على الصعيد اللبناني، نقلت مصادر فلسطينية مطلعة عن مسؤولين في حركة "امل" و"حزب الله" امتعاضهما من اداء المديرة العامة لوكالة "أونروا" دوروثي كلاوس، وزياراتها السياسية الخارجة عن اطار عملها، مؤكدين السعي لمواجهتها ومواجهة مشاريعها".

وعلمت "الأخبار" أن "مديرة الوكالة اجرت اتصالات مع الاجهزة الامنية اللبنانية، بطلب منع الاحتجاجات واقفال مكاتب الوكالة، لكن الاتصالات المقابلة التي جرت مع الاجهزة نفسها، منعت تعطيل التحرك، ومع ذلك لم يسلم المشاركون في الاعتصام الحاشد أمام مقر الوكالة في بيروت من المفرقعات التي رماها حرس الوكالة، بهدف اثارة البلبلة وإفشال الخطوة؛ إلا أن القوى الأمنية المولجة بحماية المكان أمسكت بزمام الأمور ومنعت حدوث أي مواجهة".