اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "كان المأمول أن تمثّل الكارثة الإنسانية والعسكرية الدائرة الآن في قطاع غزّة، نقطة مفصلية، وعبرة للتأسي، وفرصة للقراءة البصيرة، وسانحة لمراجعة النفس، ولو على المستوى الأدنى من التقدير المرتبط بالربح والخسارة، شأن أي عاقل يخوض حربًا، أو يقود صراعًا، الأمر الذي لم تنتبه له حماس، ولم تنظر للمحصلة البائسة على أرض الواقع، والتي هيّأت كل الظروف للمحتل الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية".

ولفتت إلى أنه "بدلًا عن ذلك طفقت تمارس ما تربّت عليه ونشأت، من نشر خطابها التحريضي المزعزع لأمن وسلامة دول الجوار، مستهدفة بشكل مباشر أمن وسلامة دول الطوق، وتحديدًا المملكة الأردنية، مشيعة في ربوعها حالة من التشغيب والفوضى، وعدم احترام سيادتها على أراضيها، وولايتها على شعبها، بدعوة وتأليب جموع المنفعلين إلى كسر الحدود والزحف على إسرائيل، بل بلغت الوقاحة بالقيادي في حماس محمد الضيف إلى تحريض الشعب الأردني إلى الخروج على قيادته بالقول: لا تجعلوا قيودًا ولا حدودًا ولا أنظمة تحرمكم شرف المشاركة في تحرير المسجد الأقصى".

ورأت أن "هذه الدعوة وبهذا الشكل تجعل المنفعلين بها مجرد حطب لمزيد من النار المشتعلة في القطاع، وكأنما الحرب على إسرائيل تتطلب منا فقط حماسًا فورًا، وانفعالًا جياشًا، وحناجر نشرخ بها الصمت، ودعوات نرسلها بخليط الأسى والدموع، ونستقبل العدو بهذه العدة، ونتيقن كل اليقين من الانتصار الماحق على العدو، ورميه في البحر، وكنسه من الوجود حسب مرئيات حماس".

وأشارت إلى أن "مثل هذا الخطاب الديماجوجي، لا يخرج مطلقًا عن كونه مجرد دروشة سياسية، التي إن أحسنا النظر إليها لرددنها إلى شخصٍ لا يحسن قراءة الواقع، ولا يقدّر الأمور بميسم العقل الباصر والمميز، ولا يعرف من السياسة إلا اسمها، فلو صح عنده النّظر لكان أولى به أن ينظر إلى مآل هذا الطوفان المزعوم نحو الأقصى، وما أنتجه على أرض القطاع نظرًا للتقديرات الخاطئة، وتبعًا للمغامرات البائسة التي تخوضها حماس".

ورأت أنه "لو أن حماس وقيادتها كانت صادقة في دعواها، لوجب عليها أن تلزم إيران أولًا بالنصرة التي تعد بها، وتملأ بها خياشيم التهديد الأجوف، من شاكلة الموت لأميركا والموت لإسرائيل، ويشمل هذا اللزوم أذرعها البائسة في لبنان عبر حزب الله واليمن في مسلاخ جماعة الحوثي، فأي نصرة قدمتها إيران لأهل القطاع، وأي دور لعبه حزب الله في مغامرة الطوفان، وأين انتهى الحوثي من كل ذلك".