اشار رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، خلال إفطار اقامه بعنوان " إفطار المحبة، مائدة الاخوة والسلام"، في قلاية الصليب في دار المطرانية، الى ان "هذا الافطار يعكس جمال الايقونة اللبنانية، هذه الايقونة اللبنانية التي تعتبر فسيفساء اي تنوع ولكن هناك وحدة ، تنوع الذي يعبر عن الغنى الذي لا يهدد الآخر المختلف، التنوع الذي يعكس غنى الله الذي وضعه في قلب كل انسان مخلوق على صورته ومثاله، ولكن الوحدة هي وحدة القلوب المليئة بالمحبة، ولبنان اي التنوع في الوحدة في القضية اللبنانية في الثوابت اللبنانية والوطنية، لذلك لا بد ان نكون متعددين ومتنوعين بافكارنا ولكن لا نستطيع سوى ان نكون واحدا امام القضية اللبنانية وامام لبنان، لبنان وطننا وانتمائنا، لبنان بلد الاولاد والاجيال الجديدة، نعم رمضان هو رمضان الكرامة الانسانية، وحقوق ووجع الناس، لذلك امام كل المبادرات التي تصير في الجمعيات والمؤسسات والمؤسسات الدينية تلتقي مع المؤسسات الحكومية ولكن لا بديل عن الدولة".

وأكد أن "دعاؤنا بهذا الشهر المبارك والايام المقدسة، ان تتجدد دولتنا فلا بديل عن الدولة، ولا يمكن لاحد ان يحل مكانها وهذه مسؤولية انسانية وجماعية، هذا رمضان هو رمضان قيامي وقيامة للوطن، هذا زمن الرجاء زمن الايجابية، وهذا ما نختبره في قلب الازمة وفي قلب السواد، فالشخصية اللبنانية تنهض وتخترع وتبتكر حل وتتطلع بايجابية، لبنان يتجدد بثوابته وبمنهجية جديدة، ثوابت العيش معا والمشترك بهذا الاختبار الوطني العائلي من خلال ثوابت اولها احترام الدستور ولكن بمنهجية اسمها منهجية المواطنة، التي تتطلب اداء جديدا فلا عيب ان يعيد الانسان حساباته، ويجب ان نعيد حساباتنا بادائنا ليكون اداء جديد يحفز على استعادة الثقة بالبلد على النمو والتطور السليم".

ولفت الى ان "بهذا العيد، حيث جعل لبنان من عيد البشارة عيدا وطنيا وهذا سابقة عالمية ، حيث اصبح هذا العيد عيدا لكل الأديان لذلك لبنان سباقا في الفكر والتطلع والمبادرة ونطلب من الرب ومن سيدتنا العذراء وفي صلاتنا ان تثبتنا بهذه الوحدة وتحمي لبنان من كل أذية".

من جهته، ذكر مفتي عكار زيد بكار زكريا، ان "ما احوجنا الى التلاقي والاجتماع، وما احوجنا الى نبذ الخلافات وتركها وراءنا، الا نريد ان نسمع اوجاع الناس انهم يصرخون على ابواب المستشفيات بل يموتون انهم يصرخون على ابواب الجامعات والمدارس، وغص المطار بهم للسفر، وغرقت المراكب بهم بحرا، حتى باتت تسمى مراكب الموت، هذا كله يبقى مستمرا ان لم نجلس مع بعضنا البعض، نتحاور نتلاقى نتنازل لبعضنا البعض، ليس هناك طائفة رابحة انما هناك وطن خاسر".

اضاف: "نعم لقد خسرنا جبالنا وسهولنا وودياننا وثروتنا المائية ، لبنان كان موئلا للسياحة و الاستشفائية والسياحة الصيفية والشتوية، لبنان الذي كان منبع العلم والعراقة والجامعات أين هو اليوم؟ ماذا سنقول لأجيالنا، ماذا سنورث لابنائنا؟ هذا ما يجب ان نقف عنده جميعنا ونحن لا نزال نعاني من الشغور الرئاسي، لا ينبغي ان ننتظر ان يجمعنا احد، ما الذي ينقص اللبناني؟ اللبناني نراه في كل بلدان العالم يصل الى سدة الرئاسة والى البرلمان والى الحكومات من خلال المناصب الحكومية. في كل المواقع اللبناني، هو الناجح ، اما يكفي ما نشاهده ونراه من تفكك هذا البلد وهجرة ابنائه، وهجرة اولاده حتى صاروا على ابواب السفارات يتسكعون امام ابواب الجمعيات ينتظرون الحصة الغذائية".

ورأى أن "ما هذا هو اللبناني، اللبناني الذي نعرفه ولعل جميعكم سافر واغترب يدرك مدى المحبة التي يدركها الكثير من الناس للبنان وللبناني، هذا الجميع يدركه، علينا ان نتعاضد ونتعاون، فوجع غزة ليس بعيدا عنا امام هذا العدو المتغطرس، الذي لا يفهم الا لغة البارود والابادة والقتل فلم يفرق بين مسيحي او مسلم، ولم يفرق بين مسجد اقصى ولا كنيسة القيامة، ولم يفرق بين شيخ ومطران، ولم يفرق في الاستشفاء ولا مع الصحافيين والاعلاميين ، فعلينا ان نتلمس العبر والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه".