عرض الامين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش في إفطار تكريم الاعلاميين، رؤية الجماعة للمرحلة المقبلة، وتتضمن، "العالم أمام لحظة تحوّلات ستنعكس حكماً على لبنان، ولذلك نحتاج إلى الوعي وحسن التعامل مع المستجدات من أجل حماية وطننا ومصالح شعبنا، وإلى ترميم جسور التواصل من أجل تعزيز المشتركات بيننا".

كما ان "الجماعة لا تعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور، بل تنحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها وترفض الانقياد لأحد إلاّ لربها. نكره الاستبداد ونمقت الاستزلام، ننشد الحرية ونعشق العمل وفق القناعات من دون مؤثرات أو إغراءات أو تهديدات، وقد دفعنا بسبب ذلك أثمانا باهظة ولا زلنا. لسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، ونرفض ظاهرة انتشار السلاح في المدن والعواصم، ونشدّد على ضرورة نزع كلّ تلك المظاهر، إلاّ ما تحتاجه طبيعة المعركة على الجبهة الجنوبية حصراً".

واشارت الجماعة الى اننا "نريد بناء دولة المواطنة والشراكة والمؤسسات، نريد سيادة القانون ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص واعتماد الكفاءة فعلاً وسلوكاً لا شعارات ولا دعاوى تكذّبها الأفعال. وليس لدينا أعداء في الداخل إطلاقاً، فاللبنانيون بالنسبة إلينا إمّا أصدقاء نتعاون معهم أو منافسون نتحاور معهم، ونسعى لصون الحرية وتحقيق العدالة للجميع".

وترى أنّ "لبنان جزء من عمقنا العربي والإسلامي، نعمل ونتحرك في هذا الأصل. وليس لنا خصومات مع أحد سوى العداء للعدو الصهيوني الذي لا يزال يحتلّ جزءاً من أرضنا في جنوبنا، فضلاً عن مقدّساتنا على أرض فلسطين. ولا نتدخّل في شؤون وقضايا الدول الأخرى، لكننا في الوقت نفسه نؤمن برفع الظلم عن الشعوب المقهورة. ونؤمن بأحقية القضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني، الذي عجز العالم أو تلكّأ أو تآمر عن رفع الظلم عنه، ونؤمن بضرورة مساندته انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني. ولا نعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور.. فنحن ننحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها".

واشارت الى ان "انخراطنا بالعمل المقاوم ليس جديداً... وهو قيامٌ بالواجب الديني والخلقي والإنساني فضلاً عن الوطني. ولسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، نؤثر الموت كراماً شامخين على حياة الذلة والمهانة والانكسار لدى محتلّ غاصب. نقاوم اليوم دفاعاً عن أهلنا وأرضنا المحتلة والتي كفلها الدستور وضمنها البيان الوزاري، ونصرة للشعب الفلسطيني المقهور، لقناعتنا أن طبيعة وتاريخ العدو الصهيوني يؤّكّد أن أطماعه في بلداننا وإجرامه بحقّ أبنائنا طيلة العقود الماضية وإلى وقتنا هذا لا حدّ لها وهذا أمرٌ لا يحتاج إلى دليل، ولا يناقش فيه إلاّ من جانب الصواب وجانب الحقيقة".

ودعت إلى أن "تكون المقاومة محلاً لتقريب المسافات بين اللبنانيين وفرصة للتلاقي لا مناسبة للشقاق والنزاع والتباعد، خاصة في هذا الزمن الصعب واللحظة الحرجة والتي نحن بأمسّ الحاجة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة إزاء عدوّ طامع ومجرم ولا حدّ لعدوانه وعنصريته، نمارس مقاومتنا الحكيمة الرشيدة إلى حين الاتفاق على استراتيجية دفاعية تشكّل حماية ومنعة لأهلنا ووطننا، ونحن قد قدّمنا ورقة بذلك منذ سنوات ولم تلق آذاناً صاغية".