تجلّت قيامة السيد المسيح في الصرح البطريركي برؤية مميزة هذا العام في عيد الفصح المجيد، روحيّاً وموسيقياً وشعرياً في احتفالية بعنوان "يسوع ابن الإنسان"، برعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى- الكونسرفتوار هبة القواس.

شاء الكونسرفتوار الوطني أن يكون الاحتفال في "كوبول" الصرح البطريركي، على قدر المناسبة العظيمة وابتهالاً بالعيد الكبير، فقدّم احتفالية موسيقية مشهدية جامعة، بين الموسيقى والترنيم والتسبيح والإنشاد والمسرح في مشهدية درامية أضفت على الحدث بعداً روحيّاً تاريخياً أدبياً شعرياً وإنسانياً، عبر مسرحة نصوص من كتاب "يسوع ابن الإنسان" لجبران خليل جبران.

بدورها، أشارت القواس، الى أن "فصحٌ جديدٌ يجمعُنا، وقيامةٌ مجيدة تظلّلُ لقاءَنا. الفصحُ الماضي وقفْنا هنا، على هذا المذبحِ المقدّس، نتلو الصلاةً والترانيم، ونجدّدُ العهدَ والانتماءَ والإيمان بقيامةِ الوطن، بمشاركةٍ أولى للكونسرفتوار منذ تأسيسه"

ولفتت الى أن "عاماً انقضى مُذ تبارك معهدُنا بالقيامة المجيدة من هذا الصرحِ الجليل، وحلّت بركةُ كرسيّ أنطاكية وسائر المشرق وصاحب الغبطة على المعهد الوطني العالي للموسيقى، فتدفّقت النِّعَمُ وعمَّ الخيرُ في مؤسسةٍ وطنية عانت عظائمَ الأزمات، التي عاناها الوطنُ في سائر مؤسساتِه".

بدوره، لفت الراعي، الى أننا "الآن سنعود إلى مجتمعنا الذي يحتاج إلى الكثير لكي يرتفع، ولكن طالما لدينا المعهد الوطني العالي للموسيقى وطالما لدينا أوركسترا كهذه فليس هناك خوف. اللبنانيون معروفون في العالم أجمع، والعالم يشهد أنهم تعلموا الفن والموسيقى من لبنان، هذه الرسالة لن تنتهي ولن تتوقف".

وذكر أن "في قلوبنا جرح كنا نتمنى لو أن السياسة اللبنانية متلائمة مع هذا الواقع الذي عشناه الليلة، ولكن للاسف الشديد هناك هوّة سحيقة، بين عالم الفن والمواهب عندنا والعالم السياسي، نحن أمام مجموعة من عالم آخر، هوّة سحيقة بيننا وبينهم".

وأكد أنه "طالما أن يسوع المسيح الإنسان قام، فإن كل إنسان مدعو أن يقوم لحياة جديدة وهذا هو الرجاء الكبير عندنا. منذ ألفي سنة قام المسيح، والآن دورنا، لأننا إن لم نقم إلى حياة أفضل وإلى جمال الحياة وجمال السياسة وجمال الاقتصاد والى جمال العائلة الوطنية، "بتكون راحت علينا" وكأن القيامة حدث من الماضي. القيامة حدث يجب أن يحصل كل يوم في كل واحد منا".