تتحضر الساحة السياسية لمرحلة جديدة من الحراك، المتعلق بالسعي إلى إنهاء الشغور الرئاسي، بعد إنتهاء عطلة عيد الفطر، خصوصاً في ظل المعلومات عن أن سفراء اللجنة الخماسية سيجولون على مختلف الأفرقاء الأساسيين، على وقع مقاطعة بعضهم، تحديداً السفيرين السعودي وليد بخاري والأميركية ليزا جونسون، بعض الزيارات، أي تلك التي ستحصل لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، والتي سيقوم بها السفراء لرئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

على الرغم من أن البعض يعول على هذا الحراك، في ظل الأجواء الإيجابية التي تضخ من قبل بعض الأفرقاء، على قاعدة حتمية الذهاب إلى الخيار الرئاسي الثالث، أي بعيداً عن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، هناك في المقابل من يؤكد أن الأمور لا تزال تدور في حلقة مفرغة، لا سيما أن مواقف الأفرقاء المحليين لا تزال على حالها، بالنسبة إلى الخيارات الأساسية.

في هذا الإطار، تفيد مصادر سياسية مطلعة، عبر "النشرة"، بأن ليس من الممكن التعويل على أي حراك داخلي او خارجي في الوقت الراهن، خصوصاً في ظل ارتفاع مستوى الغليان على مستوى المنطقة، التي باتت جزءاً من المعركة الرئاسية الأميركية، وهناك من يسعى إلى تسجيل نقاط في أكثر من ساحة إقليمية، تصب في خدمة حظوظ الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن أو منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتشير المصادر نفسها، في هذا المجال، إلى الضربة التي تعرض لها مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق قبل أيام، التي جاءت في وقت كانت الصراعات الجانبية بين واشنطن وطهران، التي تصاعدت بعد عملية طوفان الأقصى، تشهد تهدئة، ناتجة عن معلومات حول الاتصالات القائمة بين الجانبين، على قاعدة أن إيران، التي تتوافق مع الولايات المتحدة على منع خروج الأمور عن السيطرة، تفضل إعادة إنتخاب بايدن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

بناء على ذلك، ترى هذه المصادر أنه من الصعوبة في مكان الرهان على إحداث خرق في الملف اللبناني، لا سيما إذا كانت الأمور على مستوى جبهة غزة، بما يعنيه ذلك من تداعيات على مستوى الجبهة الجنوبيّة، وعن اتجاهها إلى المزيد من التصعيد في الفترة المقبلة، في ظل العجز عن الوصول إلى إتفاق تهدئة أو وقف لإطلاق النار.

بالتزامن، تؤكد مصادر نيابية، عبر "النشرة"، هذه المعطيات، حيث تلفت إلى أنه لو كان هناك من جديد يمكن الرهان عليه، لما كان تم الإنتظار للإنتهاء من عطلة الأعياد، وترى أن أساس الحراك، الذي يقوم به سفراء الخماسية، كان يستند على إمكانية الوصول إلى تهدئة في غزة، خلال شهر رمضان، تنعكس على الواقع الداخلي، الأمر الذي لم يتحقق، بالرغم من صدور قرار واضح بهذا الشأن عن مجلس الأمن الدولي.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، لا يزال الجميع، داخلياً وخارجياً، ينتظر إنتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، وبالتالي قبل تحقيق هذا الأمر ووضوح الرؤية على مستوى المنطقة، لا يمكن أن ينطلق البحث الجدّي في الملف اللبناني، بسبب عدم توفر الظروف المناسبة، على قاعدة أن كل جهد حقيقي سيبذل سيكون لتمرير الوقت لا أكثر.

في المحصّلة، تبدي هذه المصادر، التي تؤكد أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الأفرقاء اللبنانيين، مخاوفها من أن تقود حالة المراوحة الراهنة إلى تأجيل البت في الملف الرئاسي إلى ما بعد الإنتهاء من الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا سيما في ظلّ التوتر المستمر في العلاقة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيليّة الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو.