اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض إن يوم القدس هذا العام يأتي في ظروف مختلفة وفي أيام تاريخية مشهودة هي أيام القدس وزمن القدس وتاريخ القدس وجهاد القدس وحلم القدس وحقيقة القدس التي باتت أقرب من أيِّ وقت مضى.

ولفت فيّاض خلال الإحتفال الذي أقامه حزب الله في حارة صيدا إحياءً ليوم القدس العالمي، الى ان التجارب والتحديات ومسارات المواجهة مع الإستكبار الأميركي ومع العدو الإسرائيلي اكدت مصداقية المقولات وصحة المفاهيم التي حملها هذا الخط ومضى بها في لجة التحديات والصراعات، حتى بتنا أمام مرحلة جديدة وتحولات كبرى بعد السابع من أوكتوبر، في مسار جرى بناؤه على مدى عقود من السنوات في أيار من العام ٢٠٠٠ وفي حرب تموز ٢٠٠٦، وفي كل المواجهات الأخرى وصولاً إلى حرب غزة وطوفان الأقصى ومواجهات طريق القدس.

واشار فياض إلى أن المقاومة هي التجلّي الأبرز في هذا المسار ولقد كنا مقتنعين بالمقاومة قبل السابع من تشرين الاول مائة بالمائة، وصرنا بعد هذا التاريخ مقتنعين بها ألف بالمائة لأنها لم تعد آداة للتحرير فقط بل أصبحت إطاراً لحماية الوجود ولم يعد ثمة من قيمة أو مصداقية أو رهان على المؤسسات الدولية والقانون الدولي والقرارات الدولية والنظام الدولي ، إن كل ذلك لا يقدم ضمانة ولا يحمي وجوداً ولا يوفِّر عدالة، بل إن الضمانة والرهان والثقة والأمل إنما يكمن بالمقاومة ودورها وقدراتها وإنجازاتها ، فمن غير مقاومة لن يكون لنا مستقبل، ولن يكون بمقدورنا إستعادة حقوق أو حماية أرض أو صون مقدرات أو بناء أوطان.

وشدد فياض على أنّ قضية فلسطين أرضاً وشعباً وحقوقاً ستبقى في معتقدنا وفكرنا قضية الأمة المركزية ونحن نؤمن في المقاومة الإسلامية في لبنان من خلال مساعدة ودعم الشعب الفلسطيني على إسترداد حقوقه الكاملة ومؤازرة قواه المقاومة هو واجب ديني وإنساني وقومي ووطني لا محيد عنه.

وتابع : نحن ماضون في إسناد غزة، وإن غلت التضحيات وتعاظمت الأثمان، لأننا ندرك جيداً ان المعارك الكبرى التاريخية والإستثنائية تستدعي ثمناً كبيراً وتضحيات جسيمة بحجم الأهداف التي نصبوا إلى تحقيقها وإنّ مواجهات طريق القدس في إسناد غزة ومؤازرتها لا تنفك على الإطلاق عن السعي للدفاع عن أنفسنا وأهلنا وأرضنا ووطننا.

وأردف قائلاً : ندعوكم إلى النظر بتفاؤل وثقة وأمل بالله كبير لسياق المواجهة الدائر مع العدو الصهيوني ونحن ندعو الجميع سيَّما أولئك الذين تعني لهم هموم الأمة والوطن شيئاً، ان يرتفعوا بوعيهم لمتطلبات المرحلة وتحولاتها وإن التضحيات في هذه المرحلة لا تقاس بحجم الكلفة، بل بالقدرة على الإنجاز وتحقيق الأهداف ، وقارنوا بين طرفي المواجهة، أي حالة ووضعية يمر بها الكيان الصهيوني، من إنكسارات وتخبط وعجز عن تحقيق الأهداف، وإنقسامات وترهّل، ونحن أمام كيان مهدد ومجتمع مأزوم ومنقسم، وجيش مكسور، وقيادة معطوبة وغير متوازنة.

ورأى أننا أمام محور مقاومة ممتد على المستوى الإقليمي، واثق وثابت وقادر ومتماسك وجاهز لكل الإحتمالات ولغاية اللحظة، سقطت كل رهانات العدو، ومساره مسار إخفاق وعجز عن الإنجاز أو الإنتصار أو إنهاء الحرب، هذا هو المأزق الإسرائيلي الذي يسعى إلى الخروج منه، عبر توسعة الصراع بالقتل والإغتيال والإبادة الجماعية، والخروج عن كل القواعد والمعايير والضوابط ، لكننا نقول، انه مهما تكن خيارات العدو، فالنتيجة واحدة وهي الهزيمة والإنكسار بإذنه تعالى..

واكد انه مهما تكن خيارات العدو، إن خيارانا واحد وهو مواجهته حتى إيقاف العدوان على غزة، وإن إيقاف العدوان على غزة دون تمكنه من القضاء على المقاومة مساوٍ لهزيمته، وهي هزيمة مدوِّية وتنطوي على مخاطر كبرى على كيانه وإن كل جريمة يرتكبها العدو سيدفع ثمنها بردود أشد وأقسى، ففي أداء المقاومة كل شيء بقدر وكل عدوان بحسبان وإن غداً لناظره قريب.