دعا المشاركون في المؤتمر العلمي الثاني "فلسطين قضية الأمة المركزية" الذي اختتم أعماله في صنعاء تحت شعار "لستم وحدكم"، أبناء الأمة إلى نصرة فلسطين في غزة بالتحرك الجهادي الجاد والفاعل.

واعتبروا في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي استمر أربعة أيام بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية، نصرة أبناء الشعب الفلسطيني واجباً دينياً وشرعياً وقومياً وإنسانياً ومقياساً للإنسانية والشهامة والنبل.

وتوجه المشاركون في المؤتمر بالتحية والتقدير للدول الحرة والهيئات والشخصيات التي تحركت لنصرة الإنسان في فلسطين وفي مقدمتها "جنوب أفريقيا، وفنزويلا، والبرازيل"، مطالبين باعتماد المؤتمر سنوياً حتى تحرير فلسطين على أن يتم إنشاء أمانة عامة له بإشراف مجلس الوزراء، تبدأ مهمة الأمانة العامة بمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر وتوصياته والإعداد لمؤتمر العام القادم.

وأشادت توصيات المؤتمر بالمشروع العملي للمجلس السياسي الأعلى الصادر في 24 يونيو 2019م والمتضمن مقترحات عمل عربي وإسلامي مشترك في تحرير فلسطين ومقدسات الأمة والتأكيد على كل ما ورد فيها لا سيما بناء قوة عسكرية عربية وإسلامية مهمتها تحرير فلسطين.

وطالبت التوصيات بإجراء المزيد من الدراسات للتحولات المتعددة الإستراتيجية التي أحدثتها عمليتي "طوفان الأقصى والفتح الموعود والجهاد المقدس" والبناء على ما حققته من قواعد جديدة للاشتباك وأهمية نقل المواجهات إلى عمق الأراضي المغتصبة.

وأكدت توصيات المؤتمر "أهمية اعتبار الحركة الصهيونية حركة إجرامية إحلالية عنصرية استمدت جذورها من أساطير دينية مُحرّفة لتبرير اغتصابها لأرض فلسطين وكسب تأييد العالم الغربي المسيحي لها، والتأكيد على أن هذا الكيان الصهيوني كيان لقيط نتج عن تلاقي إرادة الاحتلال الأوروبي مع الأهداف الصهيونية واعتباره قاعة عسكرية للاعداء المزروعة في قلب هذه الأمة وبقاؤه يُعد ثمرة انتصار الدول الغربية الاحتلالية على المسلمين وما يفسره تدخل أوروبا وأمريكا لإنقاذ كيان العدو عقب عملية "طوفان الأقصى".

وطالب المشاركون بتوصيف مايحدث في غزة من جرائم إبادة جماعية بأنها الجرائم الأشد والأخطر والأفظع والأبشع من بين الجرائم التي حدثت عبر التاريخ، واعتبار مشاركة الدول الغربية لدعم الكيان موقف عدائي للمسلمين يجب مواجهته.

واعتبروا معركة فلسطين، جزءً من معركة أغلبية البشر ضد النخب المستكبرة المسيطرة على مقدرات البشرية التي تصنع الحروب والأزمات في العالم لضمان هيمنتها عليه، داعين إلى مأسسة الوعي العربي والإسلامي المستجد عربياً ودولياً الذي حققته معركة طوفة الأقصى، وكذا معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في الظواهر والمتغيرات التي ترتبط بطبيعة الصراع، واعتبار التطبيع مع الكيان الصهيوني حركة اعتراضية لمنع التاريخ من السير باتجاهاته الطبيعية والحتمية بزوال الكيان الغاصب.

وأكدت توصيات المؤتمر أن "التطبيع مع المجرم الغاصب نوع من الولاء المُحرم شرعاً يتعارض مع الآيات القرآنية والتوجيهات النبوية الصحيحة ومع مبدأ الولاء والبراء في الإسلام، والدعوة للإعداد المؤسسي لمواجهة التطبيع على جميع الأصعدة وتفعيل المواجهة الشعبوية والرسمية".

وأشارت إلى أهمية تضمين المفاهيم والإتجاهات والقيم المعززة للقضية الفلسطينية التي تبين أيضاً طبيعة الصراع ومخاطر التطبيع في المناهج الدراسية العامة والجامعية ودعوة الدول العربية والإسلامية التي التأسي باليمن في إقرار مقرر دراسي جامعي.

وثمنت التوصيات قانون حظر وتجريم إقامة أي علاقات دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية أو أي علاقات مع الكيان الصهيوني بصورة مباشرة أو غير مباشرة ودعوة الشعوب لإصدار قوانين ومواثيق شرف مشابهة.

وأشادت التوصيات بقرار الحكومة اليمنية بحظر دخول منتجات الشركات الأمريكية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني، ودعوة الحكومات العربية الإسلامية إلى اتخاذ مواقف مشابهة.

وطالب المشاركون في المؤتمر بالعمل على تعزيز الحالة المشهدية اليمنية التاريخية غير المسبوقة والانسجام بين القيادة والشعب والجيش والجغرافيا وجعلها قاعدة انطلاق لحركة عربية إسلامية عالمية تنظم غضب الشعوب لتتجه نحوتحقيق سيادتها ومصالحها بعيداً عن هيمنة الدول الاستكبارية.

وحثت التوصيات الشعوب العربية والعالمية المقهورة إلى الاستفادة من التجربة اليمنية واعتبارها أنموذجاً يحتذى بفاعلية التحرك الشعبي والمقاطعة والإنفاق لدعم المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة، والمطالبة بالاستمرار في الخروج الشعبي الأسبوعي وأهميته في ارسال رسالة تحدٍ قوية للعدو وتقديم الدعم النفسي لابناء ومجاهدي غزة .

كما طالبت توصيات المؤتمر ببناء واعتماد استراتيجية إعلامية موحدة تدعم الموقف العسكري والسياسي لمحور المقاومة والجهاد وفضح الجرائم السردية الصهيونية ومواجهة الإعلام الصهيوني و المتصهين بفعالية أقوى.

ودعا المشاركون في المؤتمر بالاستثمار المنظم والمدروس لوسائل التواصل الاجتماعي للتحرك إعلامياً بمختلف اللغات والاستفادة من المؤثرين العالميين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية وتحفيزهم على استمرار نشر جرائم الكيان الصهيوني ومظاهر الصمود الفلسطيني ومدهم بكل ما يتوفر من فيديوهات وصور ومعلومات وتجوي صناعى محتوياتهم.

وأوصوا بعمل مجموعات مقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي والرد الفوري على المطبعين والتهديد بمقاطعة المنصات المتحيزة وتقديم عرائض لسياستها والدعوة إلى إنشاء برامج ومنصات بديلة لتلك البرامج والمنصات، والدعوة لجميع أبناء الأمة للمشاركة في يوم القدس العالمي .

وكانت قد اختتمت بصنعاء اليوم أعمال المؤتمر العلمي الثاني "فلسطين قضية الأمة المركزية" تحت شعار "لستم وحدكم" بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية".وهدف إلى توضيح الرؤية القرآنية تجاه القضية الفلسطينية، وبيان مظلومية الشعب الفلسطيني وأساليب ووسائل العدو الصهيوني في المظلومية وتعميقها وكشف طبيعة الدور البريطاني والأمريكي في زرع كيان العدو الصهيوني.